اليوم العالمي للوالدين كيْفَ نَرُدُّ الجَميْل؟

اليوم العالمي للوالدين كيْفَ نَرُدُّ الجَميْل؟
اليوم العالمي للوالدين كيْفَ نَرُدُّ الجَميْل؟
خلود الدخيل، مديرة قسم المرأة والطفل في وكالة الأنباء السعودية
خلود الدخيل
هوازن الزهراني، كاتبة وباحثة في قضايا الطفل والأسرة والعمل الإنساني
هوازن الزهراني
زهيدة بوسعادة، موظفة في وكالة للسفريات
زهيدة بوسعادة
الإعلامية المغربية إيمان أغوتان
إيمان أغوتان
بشير محمد عبود، معالج فيزيائي
بشير عبود
اليوم العالمي للوالدين كيْفَ نَرُدُّ الجَميْل؟
خلود الدخيل، مديرة قسم المرأة والطفل في وكالة الأنباء السعودية
هوازن الزهراني، كاتبة وباحثة في قضايا الطفل والأسرة والعمل الإنساني
زهيدة بوسعادة، موظفة في وكالة للسفريات
الإعلامية المغربية إيمان أغوتان
بشير محمد عبود، معالج فيزيائي
6 صور

الوالدان ركنا الأسرة وأساسا المجتمع، بل هما المجتمع بأكمله؛ ذلك لدورهما الحاسم في تربية الأطفال، حتى يتناغم نموهم مع شخصياتهم، ويرسمون المستقبل بصورة مشرقة. لذلك، تم إقرار اليوم العالمي للوالدَيْن، الذي عينته الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 1 حزيران/يونيو من كل عام، وقد تبعت ذلك قرارات اتخذتها كل دولة على حدة لتحفظ فيها حقوق الوالدين، خصوصاً إذا كانا مسنين، فقد أصدرت السعودية لائحة تنفيذية لتنظيم حقوق كبار السن (الاجتماعية والمالية والقانونية). لكن ماذا عن البلدان العربية الأخرى، وكيف يرى الأبناء واجبهم تجاه آبائهم وأجدادهم، وكيف يمكن رد الجميل لهم؟



أعدّت الملف | لينا الحوراني Lina Alhorani
تصوير | محمد فوزي Mohamed Fawzy
الرّياض | زكية البلوشي Zakiah Albalushi
جدّة | ولاء حدّاد Walaa Haddad
تونس | مُنية كوّاش Monia Kaouach
القاهرة | أيمن خطّاب Ayman Khattab
المغرب | سميرة مغداد Samira Maghdad
بيروت | عفت شهاب الدين Ifate Shehabdine

من الرياض

خلود الدخيل:

 



لهم المشورة في الدراسات والخطط


نوهت خلود الدخيل، مديرة قسم المرأة والطفل في وكالة الأنباء السعودية، إلى حرص الحكومة السعودية على أن يعيش مواطنوها من كبار السن بسعادة واحترام، بما سنَّته من قوانين تمكنهم من العيش في بيئةٍ مثالية توفر لهم الرعاية الصحية والاجتماعية.

يثبت نظام حقوق كبار السن أن الدولة تقدِّر هذه الفئة من أبناء المجتمع، وتفخر بهم، تتابع قائلة: «يقر القانون الاستفادة من خبراتهم الحياتية الكبيرة عبر استشارتهم في البحوث والدراسات والخطط التي تسهم في تطور الوطن وتقدمه».


سلوكيات مُتوارثة


إن فكرة «بطاقة الامتياز لكبار السن» هي الدعم النفسي والجسدي، التي تطلب خلود الإسراع في تنفيذها، تستدرك قائلة: «يجب أن نربي ونغرس في أبنائنا ضرورة الاهتمام بكبار السن من الآباء والأجداد، واحترامهم، وأن نوضح لهم أنهم بركةٌ في أي منزلٍ، إضافةً إلى رد الجميل لهم للدور الكبير الذي قاموا به في حياتنا».

يأتي الاهتمام بكبار السن من مبدأ التكافل الاجتماعي، الذي يحث عليه ديننا الإسلامي الحنيف، فنجد أن كل أسرة حريصة على زرع مبادئ الأخلاق الحميدة والتأدُّب في التعامل مع كبار السن في نفوس أبنائها، تعلّق خلود: «على الرغم من تغيُّر الزمن فإن هذه العادات والسلوكيات تبقى موجودةً في مجتمعنا لا تتبدَّل، ورد الجميل لكبار السن يكون بالإكرام والبر والإحسان، والرعاية والاهتمام والدعاء بكل حبٍّ لهم، والعمل على نيل رضا الوالدين لكسب رضا الله وجنته».

تابعي المزيد: فعاليات وحوارات تسهم في التقارب الإنساني..التنوع الثَقافي قوة محرِّكة للتنمية

من جدة

هوازن الزهراني:

 



اللائحة مكملة لما تم البدء به منذ سنوات


صدرت لائحة تفصيلية لنظام كبار السن في المملكة العربية السعودية؛ ذلك تقديراً وتكريماً لهم لخبرتهم ومكانتهم.

وترى هوازن الزهراني، كاتبة وباحثة في قضايا الطفل والأسرة والعمل الإنساني، أن السعوديين بعد صدور هذا القانون، سيشهدون الكثير من الامتيازات للآباء، مثل امتيازات السفر، والأماكن العامة، والمواصلات، والعلاجات، تتابع قائلة: «هذا يشمل أولوية في الحجوزات، أو أسعار معينة، وما إلى ذلك، وسوف يتم إدراج ذلك إضافة إلى حقوقهم».


مهما فعلنا


بر الوالدين وحقوقهم أمر أكده ديننا وأخلاقنا وأعرافنا وعاداتنا المتأصلة فينا، تستدرك هوزان: «نحن في بلد الخير والعطاء، فاحترام الكبير سائد في مجتمعنا، وهم فئة مهمة وغالية على قلوبنا، وقد لا نستطيع رد الجميل لهم مهما فعلنا، واللائحة مكملة لما تم البدء به منذ سنوات عدة من تخصيص جمعيات أو أندية عملت عليها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وكثير من الامتيازات الأخرى من حيث بطاقات الحسم وأماكن الجلوس في الدوائر الحكومة والمستشفيات للكبار السن.. فهم يستحقون كل خير لما قدموه».

تابعي المزيد: في يوم التأمل العالمي.. دعوة لتصفية أذهاننا

من الإمارات

موزة الشومي:

موزة الشومي

 



لا تنتظروا ما لم تؤسسوا له


اعتمدت حكومة الإمارات القانون الاتحادي رقم 9 لسنة 2019 بشأن حقوق كبار المواطنين، ووفقاً للقانون ينطبق مصطلح كبار المواطنين على كل من يحمل جنسية دولة الإمارات وبلغ الستين عاماً. بدت موزة الشومي، نائبة رئيس جمعية الإمارات لحماية الطفل، فخورة بهذه اللفتة لتغيير حكومة الإمارات تسمية «كبار السن» إلى «كبار المواطنين»، تقديراً لخبرتهم، تتابع موزة: «ارتكزت أهداف السياسة الوطنية لكبار المواطنين على 7 محاور أساسية، هي: الرعاية الصحية، والتواصل المجتمعي والحياة النشطة، واستثمار الطاقات والمشاركة المدنية، وجودة الحياة المستقبلية، والبنية التحتية والنقل، والاستقرار المالي، والأمن والسلامة». أما كيف نرد الجميل لهم، تستدرك موزة: «هذا هو السؤال أجيب عنه بسؤال آخر: هل هناك أبناء عندهم معرفة برد الجميل»؟


معادلة تربوية


ضمن مبادرة اجتماعية اسمها: «نربيهم صغاراً يبرون كباراً»، تقيم موزة ورش عمل تعليمية للأبناء تحثهم على ضرورة رد الجميل، تتابع موزة: «لا يمكن أن نطالبهم برد الجميل، ونحن لم نزرع هذا فيهم منذ الصغر، هناك معادلة تربوية دائماً أذكرها في كل الورش، تقول: «حتى أصل إلى برّ الأبناء، أنا بحاجة إلى عنصرين: التربية الصالحة الأخلاقية + الحب الحنان = بر الأبناء، وهذا للأسف لا يدركه الكثير من الآباء؛ لأنهم ينتظرون عاطفة لم يؤسسوا لها».

قسمت موزة الأبناء إلى نوعين: «نوع لا يرد الجميل، لكنه ليس عاقاً، ونوع لا يرده وهو عاقٌ في الوقت نفسه»، تعلّق موزة: «هذه هي المصيبة الكبرى، التي تعود إلى الافتقار إلى القدوة الحسنة، فهو ربما لم ير والده يرد الجميل لجده، وكذلك العنف الأسري والإساءة والإهمال وعدم السؤال عن الأبناء، هذا كله مدعاة للتفكك الأسري الذي يربي أبناء عاقين، لا يشعرون بأهمية رد الجميل».

تابعي المزيد: في يومها العالمي الأسرة..مركزٌ التفاعلات بين الأجيال

من تونس

زهيدة بوسعادة:

 



حقّقتُ حلم أمي بعد رحيلها


يحدد الفصل الأوّل من القانون التونسي عدد 114 لسنة 1994 المسن: «هو الشخص الذي يتجاوز عمره 60 سنة»، ويؤكد واجب أن تتحمل الأسرة مسؤولية حماية أفرادها المسنين، والعناية بصحتهم، وضمان كرامتهم. تزوّجت زهيدة بوسعادة، موظفة في وكالة للسفريات، في عمر 18 عاماً إرضاء لوالدتها، كما تقول، فزواجها كان ناجحاً أثمر عن طفلتين. وبقيت بعد زواجها على اتّصال مع والدتها تهاتفها مرات عديدة في اليوم الواحد لتطمئنّ عليها، تتابع قائلة: «بعد أن أحيلت أمي على التقاعد، قمتُ بتسجيلها في نادٍ مُوسيقيّ خاص بالنّساء للترفيه عنها، وفي إحدى الحصص الغنائيّة فاجأناها نحن بناتها الثلاث بزيارتها للنّادي وغنّينا لها سويّاً أغنية» ستّ الحبايب برفقة العازفين، يومها تأثّرت إلى حدّ البكاء».


في ذمّة الله


تحدّثت زهيدة أيضاً عن خوفها الشّديد على أمّها خلال فترة «الكوفيد 19» الذي حرمها من زيارة والدتها، فأحدثت صفحة خاصّة على «الواتس أب» لتبقى هي وأختاها على تواصل مستمرّ مع والدتهم، تستدرك زهيدة: «توفيت أمي - رحمها الله – عام 2020 متأثرة بالوباء عن سنّ تناهز 68 سنة، وقرّرتُ بعد رحيلها أن أهتمّ بوالدي البالغ من العمر 75 عاماً، وأخدمه بكل ما أستطيع من جهد ومحبة، حتى لا يشعر بالوحدة والاكتئاب بعد رحيل رفيقة دربه».


عمرة


بدت زهيدة راضية عن نفسها، فقد نجحت في تحقيق حلم والدتها التي كانت تنوي السّفر معها للقيام بمناسك العمرة إلا أن وباء كوفيد 19 حال دون ذلك. تعلّق قائلة: «سافرت بعدها، وقمت بمناسك عمرتين اثنتين، نويت إحداهما عن والدتي».

تابعي المزيد: الاحتفال باليوم العالمي للطيور المهاجرة تحت شعار خفت الأضواء للطيور في الليل

من مصر

إيمان عفيفي:

إيمان عفيفي


اصبروا عليهما


تجد إيمان عفيفي، خبيرة الإتيكيت، هذا اليوم فرصة لتكريم الآباء والأمّهات في جميع أنحاء العالم لالتزامهم بنكران الذات من أجل أطفالهم، وتضحياتهم مدى الحياة لتعزيز هذه العلاقة.

تعدّ عفيفي أن رد الجميل لا بد أن يكون مرفقاً بالاحترام تتابع قائلة: «الدّعاء للوالدين من أهمّ حقوقهم على أولادهما، ومهما اجتهد الأبناء في برّ الآباء والإحسان إليهما فلن يُؤَدُّوهما جزءاً من حقوقهما، وشكر فضلهما».
يقتضي بِرّ الوالدين طاعتهما بالمعروف، وحُرمة عقوقهما وفق ما تقتضي الشّريعة وتأمر، تتابع إيمان: «إذا أمر الوالد ولده بأمرٍ مُعيّن مشروع وَجَب عليه المبادرة فوراً إلى ذلك من غير تمهّلٍ أو انتظارٍ، أو تردّد، أو تأفف.. ولا تختلف مبادئ بر الوالدين عندما يكبر الأبناء، لكنها تتسع وتصبح أشمل، وتدخل فيها حيثيات وأمور يجب تنفيذها وأخرى تجنبها، وهي:

  1. يتوجب على الأبناء عدم التهاون أو التقاعس عن خدمة والديهم وتلبية كل احتياجاهم ومساعدتهم.
  2. يأتي واجب الأبناء في بر والديهم واصطحابهم إلى الأماكن التي يودون الذهاب إليها، والتأكد من سلامة وصولهم.
  3. يتوجب على الأبناء اصطحاب والديهم والمتابعة الطبية للتأكد من سلامة وضعهما الصحي، والعناية بنظافتهما، ومظهرهما.
  4. ترسيخ أسس بر واحترام الوالدين لدى الأحفاد.
  5. الصبر عليهما إذا كانا يعانيان من أمراضٍ صحيةٍ أو نفسية».


تابعي المزيد: في اليوم الدولي للأسر.. لماذا الأسرة مهمة للمجتمع؟

من المغرب

إيمان أغوتان:

 



الأمومة عززت علاقتي بوالدي


والدا الإعلامية المغربية إيمان أغوتان، بالنسبة إليها هما الحب اللامشروط، والتضحية والعطاء بلا حدود، وهما الدعم والسند ومفتاح الله سبحانه وتعالى. على الرغم من أن علاقة إيمان بوالديها مرت ببعض الفترات العصيبة، مثل المراهقة، لكنها كبرت دائماً برعايتهما وليس بمنطق الرقابة، تتابع إيمان: «كبرت في أجواء من الحوار والتواصل والرعاية الأبوية، علاقتي بوالدي ووالدتي كانت بعيدة كل البعد عن العنف، لكن فيها صرامة وحزماً. كان فيض المحبة والعطاء حاضراً دوماً في حياتي مع الوالدين، ومعنا نحن أبناؤهما الخمسة، أو مع أبنائنا أيضاً اليوم».


أمنيتهما أن أكون الأفضل


أخذت علاقة إيمان بوالديها بعداً آخر حينما صارت أماً، وتأكدت من مدى صحة وعمق المثل المغربي القائل «الله يسمح لنا من حق الوالدين»، تستدرك قائلة: «حينما نصير والدين نرى كيف ينزل الله محبة أبنائنا في قلوبنا، وكيف نصبح مهووسين بتفاصيل حياتهم اليومية، فنتفهم أكثر مشاعر أبوينا، وكيف عاشاها بكامل حرصهما علينا. لذا تعززت علاقتي بوالدي حتى فيما يتعلق بأمور كنت أراها بشكل سلبي أصبحت أراها بالعكس إيجابية جداً. كل ما أتمناه أن أنجح بدوري في تربية ابنتيّ وأقوي الرابط بيني وبينهما، وكذلك مع والدهما الذي يرعاهما بكل الحب». أدركت إيمان معنى أن تتمنى أن يكون أبناؤها أفضل منها، تعلّق قائلة: «لا أحد مستعداً فعلاً ليحب الآخرين أكثر مما يحب نفسه إلا الوالدين». تأسف أغوتان أن الأسر لم تعد تحتضن مسنيها كما كانت من قبل، مع بعض التفاوتات من أسرة لأخرى، تتابع قائلة: «هنا يأتي دورنا كفاعلين وكدولة لتمتين هذه الفئة بنظام الحماية الاجتماعية اللائقة، بدل أن يعيشوا على الهامش، كما نشهد في دور المسنين، حيث يعانون من ظروف صعبة ويعيشون مشاعر التخلي».

تابعي المزيد: اليوم الدولي لصحة النبات

من بيروت

بشير عبود:

 



هما سبب ما وصلنا إليه اليوم


يسعى بشير محمد عبود، معالج فيزيائي، للوصول إلى أعلى المراكز ليكون رائداً في مجال عملي، وليرفع اسمي والديه به.

على الصعيد النفسي، يكون الإقرار للأبوين بأنهما السبب الأول لوصوله إلى ما وصل إليه اليوم. يتابع قائلاً: «أخصص وقتاً لقضائه معهما ومتابعة وضعهما الصحي. أما على الصعيد المادي فيكون من خلال تأمين احتياجاتهما كافة».

حضّ الإسلام على احترام الوالدين وتقديرهما، فهما سبب وجودنا في الحياة بعد مشيئة الله تعالى، يستدرك قائلاً: «الاحترام باب من أبواب الألفة والمحبة، وهو سبب للفلاح والنَجاح في الدنيا والآخرة».

ويختم حديثه: «مهما قدّم المرء لوالديه من معروف وعمل حسن، فإنه لن يبلغ عُشر ما قدّماه له من تربية وبذل وقت وطاقة ليكون من أفضل الناس»، ويعلق قائلاً: «إن واجبنا تجاههما لا يمكن حصره في أشياء معيّنة؛ حيث أمر الإسلام ببرهما، وجعل طاعتهما من مكمّلات الإيمان بالله عزّ وجلّ».

تابعي المزيد: في اليوم العالمي للمتاحف.. قوة المتاحف عبر الرقمنة