فوز سفانتي بابو بجائزة نوبل في الطب لدوره في تحديد تسلسل جين الإنسان البدائي

فوز سفانتي بابو بجائزة نوبل في الطب لدوره في تحديد تسلسل جين الإنسان البدائي - الصورة من حساب جائزة نوبل على تويتر
فوز سفانتي بابو بجائزة نوبل في الطب لدوره في تحديد تسلسل جين الإنسان البدائي - الصورة من حساب جائزة نوبل على تويتر

نجح السويدي "سفانتي بابو" صاحب الـ67 عاما، في الفوز بجائزة نوبل للطب وعلم وظائف الأعضاء 2022، على إثر دوره البارز في تحديد تسلسل جين الإنسان البدائي، حيث اعتمد في بحثه على رصد تسلسل الجينوم "نياندرتال"، أحد أقارب البشر المنقرضين في الوقت الحاضر، وتعمق "بابو" في البحث ليجد أن عملية نقل الجينات حدثت من أشباه البشر المنقرضة الآن إلى الإنسان العاقل بعد الهجرة من إفريقيا منذ حوالي 7 آلاف عام.


وحسبما جاء في موقع "nobelprize"، توصل "بابو" خلال بحثه لظهور نظام علمي جديد يسمى "علم الحفريات القديمة"، يستخدم في الكشف عن الاختلافات الجينية التي تميز بين الأحياء وأشباه البشر المنقرضة، الجدير بالذكر أن رحلة "بابو" في اكتشاف الاختلافات البسيطة بين "نياندرتال" وإنسان "دينيسوفا"، وهي مجموعة فرعية من جنس "هومو" تعايشت أيضا مع أسلاف الإنسان الحديث "هوموسبينز"، بدأت لحظة إدراكه لدور الأساليب الجينية الحديثة لدراسة الحمض النووي لـ"نياندرتال".

رحلة "بابو" في تحليل الحمض النووي من "نياندرتال"

في عام 1990، عين "بابو" أستاذا في جامعة ميونيخ، الأمر الذي ساعده على مواصلة طريقه في تحليل الحمض النووي من ميتوكوندريا إنسان "نياندرتال"، ورغم أن جينوم الميتوكوندريا صغير ولا يحتوي إلا على جزء بسيط من المعلومات الجينية في الخلية، إلا أنه موجود في أكثر من ألف نسخة، الأمر الذي ساعد "بابو" في تحليل الحمض النووي للميتوكوندريا المستخرج من قطعة عمرها 40 ألف عام.


تسلسل جينوم البدائي

لم يقف "بابو" بأيادٍ مكبلة أمام محدودية المعلومات الناتجة عن تحليلات جينوم "الميتوكوندريا"، لذا سلك طريقا آخر لتحديد تسلسل الجينوم النووي لإنسان نياندرتال، حيث اجتمع "بابو" بفريقه العلمي وقاموا بأبحاث مكثفة لتحسين طرق عزل وتحليل الحمض النووي من بقايا العظام القديمة، واستغل فريق البحث التطورات التقنية الجديدة التي جعلت تسلسل الحمض النووي عالي الكفاءة.

ووفقا للإنجاز الذي وثقه "بابو"، فقد تم اكتشاف أول تسلسل جينوم إنسان "نياندرتال" في عام 2010، ووفقا للتحليلات فقد تبين أن أحدث سلف مشترك لإنسان نياندرتال والإنسان العاقل عاش منذ حوالي 800 ألف عام.

اكتشاف مثير يوضح التسلسل بين أشباه البشر المنقرضة والإنسان العاقل

اعتمد "بابو" في تحليله الجديد على استخراج الحمض النووي من عينات العظام من أشباه البشر المنقرضة، من خلال استخدام قطعة عظم من إنسان "نياندرتال" في ألمانيا، كما استعان بعظمة إصبع من كهف دينيسوفا في جنوب سيبيريا، ويشار إلى هذا الموقع بأنه شهد تطور العلاقة بين الإنسان العاقل وأشباه البشر المنقرضة، ومن ثم توصل إلى أن تسلسلات الحمض النووي من إنسان نياندرتال كانت أكثر تشابهًا مع تسلسلات من البشر المعاصرين الذين نشأوا من أوروبا أو آسيا أكثر من البشر المعاصرين القادمين من إفريقيا، مما يعني أن أشباه البشر المنقرضة "نياندرتال" تزاوجوا من الإنسان العاقل عبر آلاف السنين.


علم الأحياء القديمة

تسببت النتائج العلمية التي توصل إليها "بابو" في الاستناد على مورد علمي فريد يمكن للمجتمع العلمي الاستفادة منه على نطاق واسع للتعرف على رحلة تطور الإنسان البشري والهجرة بشكل مفصل، وبفضل هذا الاكتشاف يمكننا أن نقول وبثقة أن التسلسلات الجينية القديمة من أقاربنا المنقرضين تؤثر على فسيولوجيا البشر في الوقت الحاضر.

ساعدت اكتشافات "بابو" في رصد آلية تكاثر العالم في الوقت الذي هاجر فيه الإنسان العاقل من إفريقيا وانتشر حول العالم، ووفقا لنتائج أبحاث "بابو" فإننا يمكن أن نتوصل في النهاية إلى أن أهم ما يجعل الإنسان العاقل مميزا هو قدرته على تطوير وتأسيس ثقافات معقدة وابتكارات متقدمة وفنون تصويرية.
 

يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر