علاج الزهايمر: مقابلة حصرية حول أحدث الاكتشافات، مع مدير مركز أبحاث مرض الزهايمر

علاج الزهايمر: مقابلة حصرية حول أحدث الاكتشافات (المصدر: Pixabay )
علاج الزهايمر: مقابلة حصرية حول أحدث الاكتشافات (المصدر: Pixabay )
الدكتور رونالد بيترسن
الدكتور رونالد بيترسن
لا لإهمال النشاط البدني
لا لإهمال النشاط البدني
علاج الزهايمر: مقابلة حصرية حول أحدث الاكتشافات (المصدر: Pixabay )
الدكتور رونالد بيترسن
لا لإهمال النشاط البدني
3 صور

ما هو مستقبل علاجات مرض الزهايمر؟ وهل سنشهد نهايةً لهذا المرض قريباً مع اكتشاف عَقار جديد؟.. «سيدتي نت» يحاور الدكتور رونالد بيترسن، دكتوراه في الطب، طبيب أعصاب ومدير مركز أبحاث مرض الزهايمر في "مايو كلينك"، حول جديد علاج مرض الزهايمر، في الحوار الآتي:

الدكتور رونالد بيترسن


- هل هناك إحصائيات حول عدد المصابين بمرض الزهايمر في العالم العربي؟

أظهرت الدراسات أن معدل انتشار الخرف في الدول العربية، يتراوح بين 1.1 و2.3% بين الفئات العمرية من 50 عاماً فما فوق، وبين 13.5 و18.5% من 80 عاماً فما فوق. مع العلم بأن هذه الإحصائيات مماثلة للبلدان الأخرى.

- أفادت دراسة حديثة من جامعة كامبريدج، أنه يمكن الكشف عن علامات مرض الزهايمر قبل 9 سنوات من التشخيص.. ما هي أهمية هذا الإنجاز؟ ما الذي يمكن فعله لمنع تطوّر المرض؟

الاكتشاف المبكر مهمّ؛ فهو يمنحنا مَيزةً هائلة للتدخُّل مبكراً في بداية مراحل المرض؛ حتى عندما يكون المريض لايزال يمتلك كلَّ قواه الإدراكية الطبيعية.. إذا تمكنّا من التدخُّل؛ فقد نؤخّر تدهورَ أعراض الخرف.

- ما هي العلامات المبكّرة لمرض الزهايمر؟

جميعنا نواجه بين الحين والآخر مشكلةً في تذكّر اسم شخص أو موعد ما، إلا أنّ العلامات المبكرة لمرض الزهايمر، تكون عبارة عن فقدان ذاكرة يعيق الحياة اليومية، أو يمنع الشخص من تتبع خطوات معينة يعرفها من قبلُ، مثل: وصفة طعام، أو دفع الفواتير المنزلية، والارتباك بشأن معرفة أو تذكّر الزمان والمكان.. أو ربما الانسحاب من المناسبات الاجتماعية، أو المعاناة من تغيّرات في المزاج والشخصية، بما في ذلك الاكتئاب أو القلق والتوتر.. من هنا، عند الشعور بالقلق إزاء نفسك أو أحد أفراد أسرتك، تجب المبادرة إلى التحدُّث مع الطبيب الخاص بك.

- ما هي الأسباب الأكثر شيوعاً لمرض الزهايمر؟

ما نعرفه هو أن بروتينات الدماغ تفشل في أداء عملها بشكل طبيعي؛ مما يؤدي إلى سلسلة من الأحداث الضارّة، التي تتسبب في تلف خلايا الدماغ وموتها.. لكن ما الذي يبدأ تلك السلسلة الضارّة من الأحداث؟ يواصل المجتمع العلمي دراسة هذه المسألة، ويُعتقد أن مرض الزهايمر، بالنسبة لمعظم الأشخاص، ناتج عن مجموعة من العوامل الجينية ونمط الحياة والعوامل البيئية، التي تؤثر على الدماغ بمرور الوقت.

- هل توجد طرق فعّالة لخفض مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر؟

لا لإهمال النشاط البدني

 


هناك أكثر من عشرة عوامل خطر يمكن للأشخاص التنبّه لها والتعامل معها؛ لتقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر، ومنها: ارتفاع ضغط الدم، والتدخين، والسِمنة، والسكري.. كما قد تشمل عواملُ الخطر أيضاً، فقدانَ السمع، وتلوّث الهواء وغير ذلك.
إذا حاول الفرد معالجة واحد أو أكثر من هذه العوامل؛ فقد يكون قادراً بالفعل على تقليل خطر الإصابة بضعف القدرات الإدراكية مع تقدُّمه في السنّ.
من هنا تنشأ ضرورةُ الحفاظ على النشاط والحركة؛ جسدياً واجتماعياً وذهنياً.. ممارسة التمارين الرياضية وقراءة الكتب والالتقاء بأفراد العائلة والأصدقاء.. أيضاً يمكن اتباع نظام غذائي صحي غنيّ بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون.. كما يجب الحصولُ على قسطٍ كافٍ من النوم، وفحصُ السمع.

تابعي المزيد: أعراض ارتفاع هرمون الكورتيزول عند النساء.. كثيرة جداً

 

إذا كان الفرد يحمل جين الزهايمر؛ فهل يمكن منع المرض إذا تمَّ اكتشافه مبكراً؟

هناك شكل وراثي نادر لمرض الزهايمر، وذلك يَزيد من خطر إصابة الشخص بالمرض.. وكما ذكرتُ سابقاً، هناك تغييرات يمكننا جميعاً تطبيقها على نمط حياتنا؛ لتقليل المخاطر؛ فالشيخوخة لا ينبغي أن تكون عملية سلبية.

- علّق الدكتور رونالد بيترسن، مدير مركز أبحاث مرض الزهايمر لدى مايو كلينك، روتشستر، مينيسوتا، مؤخراً على المرحلة 3 من التجربة السريرية لعَقار ليكانيماب، هل يمكنك إخبارنا أكثر عن هذا الدواء؟

وفقاً لشركتي الصناعات الدوائية "إيساي" و"بيوجين"؛ فإنَّ المرحلة الثالثة من الدراسة السريرية على عَقّار جديد محتمل لمرض الزهايمر يُسمى ليكانيماب، أظهرت تقليل وتيرة التدهور السريري للأشخاص المصابين بمرض الزهايمر بنسبة 27%؛ مقارنةً مع العلاج الوهمي بعد 18 شهراً من العلاج.
هذه أخبار مبشّرة لمرضى الزهايمر وأسَرهم.. وفي حين أن العَقّار ليس علاجاً شافياً للمرض، إلا أنه يمثل خطوة ممتازة في المسار الصحيح، من خلال إبطاء تدهور القدرات الإدراكية.. ويُظهر العَقارُ قدرةً واعدة على إزالة لويحات الأميلويد، وهو بروتين دماغي سامّ، وواحد من أبرز السمات في مرض الزهايمر، وتشير هذه البيانات إلى أنه يمكننا التدخل في عملية الأميلويد وإبطائها.. ونحن بحاجة الآن إلى التحرك مبكراً في مسار المرض؛ لعلاج الأشخاص ممّن ظهر لديهم بروتين الأميلويد ولكنهم طبيعيون ولا يعانون من أعراض سريرية.

في الدراسة، لوحظ تورُّم في الدماغ عند 12.5% ممّن تناولوا الدواء؛ مقارنةً مع 1.7% في مجموعة المرضى الذين تلقَّوا الدواء الوهمي؛ وفقاً لشركة "إيساي".. مع ذلك، لم يتعرّض العديد من هؤلاء المرضى لأيّة أعراض ذات صلة، ومن بين المرضى في مجموعة عَقّار ليكانيماب، عانى 2.8% من الأعراض.. وكانت وتيرةُ نزيف الدماغ 17% في مجموعة ليكانيماب و8.7% في مجموعة الدواء الوهمي، مع معدلات منخفضة جداً من النزيف المُصاحب للأعراض.

بصورة عامة، كان معدل تكرار النزيف أو التورُّم في الدماغ 21.3% في المجموعة المعالَجة بالعَقّار مقارنةً بـ9.3% في مجموعة الدواء الوهمي، وكان انتشار الآثار الجانبية أقل من الأدوية التجريبية المماثلة.. ومع المراقبة من قِبل الطبيب، كان من الواضح أن هذه الآثار الجانبية تُمكن السيطرة عليها.
طلبت شركة الأدوية موافقةً سريعة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وسيتم تقديم نتائج الدراسة في مؤتمر التجارب السريرية حول الزهايمر في نوفمبر، ومن المتوقَّع نشرها في مجلة طبية مراجَعة من النُظراء.

- هل يمكن لدمج مجموعة مختلفة من الأدوية الحديثة، النجاح في علاج مرض الزهايمر، أو على الأقل إيقاف التدهور السريع في القدرات المعرفية؟ ما هي هذه الأدوية؟ هل يوصَى بها لجميع الحالات؟

في نهاية المطاف، سنحتاج إلى علاجات مركّبة لمهاجمة مكوّنات متعددة في هذا المرض.. الأميلويد هو عنصر واحد فقط في هذا المرض المعقّد، والذي يشمل تاو وألفا سينوكلين وTDP-43 وأمراض الأوعية الدموية، وديناميات السائل النخاعي الدماغي؛ فكل هذه العمليات متعددة العوامل، وتعمل في آنٍ واحد في الدماغ، وسنحتاج إلى مؤشرات حيوية لكلٍّ منها، وفي المحصلة إلى علاجات لها.
تمّت الموافقة على بعض الأدوية للتخفيف مؤقتاً من أعراض مرض الزهايمر المتعلقة بالذاكرة والتعلُّم، وهي مثبطات الكولينستيراز ومنظِّمات الغلوتامات.. ويجب على الأشخاص مناقشة فوائد هذه الأدوية وآثارها الجانبية مع الطبيب المعالِج.
مؤخراً، تلقى عَقارٌ يستهدف عملية المرض الأساسية، وهو "أدوكانوماب" موافقةً مستعجلة من إدارة الغذاء والدواء.. ومن خلال التجارب السريرية وعملية إدارة الغذاء والدواء، كان هناك جدل حول العَقار.. وبعد الموافقة، اقتصرت تغطية التأمين الصحي المموَّل من الحكومة للعَقار، على تجربة سريرية عشوائية مضبوطة، وبالتالي كان استخدام العَقار محدوداً.
مع نتائج عَقار ليكانيماب والأدوية الجديدة الأخرى التي تجري دراستها، نقف في مرحلة واعدة ومبشّرة لأبحاث مرض الزهايمر، والأهم من ذلك، لمرضى الزهايمر وأحبائهم.


تجدر الإشارة إلى أن الدكتور بيترسن قام بالتشاور مسبقاً مع "بيوجين" و"إيساي"، ولكنه لم يشارك في تجارب عَقار ليكانيماب أو أدوكانوماب.


ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج.. عليكِ استشارةَ طبيب مختص.

تابعي المزيد: أعراض ارتجاع المريء النفسية