لماذا تسعدنا الأغنيات الحزينة؟

هل أنتِ من محبي الأغنيات الحزينة؟ تستمعين إليها حتى لو لم يكن مزاجك سيئاً؟ والأغرب أنها تشعرك بالسعادة؟ لست وحدك.

فعلى الرغم من الاعتقاد السائد، أن الأغنيات الحزينة تقلب المواجع على مستمعيها، ويكون جمهورها من محبي الكآبة والانطوائيين، كشفت دراسة حديثة، أن الأغنيات الحزينة بريئة من كل هذا، بل وعلى العكس، قد تكون سبباً في إبهاج مستمعيها، وتهدئة أعصابهم، ما يجعلهم يتعلقون بها أكثر ويقبلون عليها، ما يعني أن ميل الشخص للأغنيات الحزينة، لم يعد دليلاً على مزاجه السيء أو تعرضه لصدمة عاطفية قريباً.

فقد وجدت الدراسات أن العديد من النساء يفضلن الأغنيات الحزينة، بل ويبتهجنَ لسماعها وترديدها حتى لو لم تواكب أحداث يومهن، واستطاعت دراسة أجرتها الجمعية الأمريكية لعلم النفس ونشرتها Women health فك شفرة هذا اللغز، حيث وجدت الدراسة أن الأغنيات الحزينة توهم المخ بأنه على وشك التعامل مع صدمة عاطفية، ما يدفعه إلى إفراز هرمون «برولاكتين» وهو هرمون الحليب بشكل أساسي، إلا أن الدراسة وجدت له تأثيراً مسكناً للألم، ويضع هذا الهرمون الشخص في حالة سكون وهدوء نفسي، ما يعطي الأغنيات الحزينة هذا التأثير المريح لمستمعيها، ويربطها بالهدوء والراحة مما يزيد الإقبال عليها.

لذا يرى العلماء أن أفضل تطبيق لتلك الدراسة، سيكون عبر استعمال الأغنيات الحزينة، عند شعورك بالتوتر، أو إقبالك على مواقف مصيرية وهامة، تحتاج فيها لتأثير هرمون البروكلاتين، الذي يضعك في حالة سكون تكون فيها أكثر قدرة على إدارة المواقف الصعبة.

على الناحية الأخرى، قد ينصحك خبراء الطاقة بعدم غناء تلك الأغنيات بصوت عالٍ، حيث يعتقدون أن ما يقال بصوت عالٍ يتحقق فعلاً فيما بعد، فكثرة ذكرك للألم والخذلان والخيانة، وغيرها من الكلمات المستعملة عادة في الأغنيات الحزينة، قد يجلب لك هذه المشاعر والمواقف المسبب لها بالفعل في حياتك، لذلك قد يكون من الحكمة الجمع بين النظريتين معاً، عبر سماع الأغنيات الحزينة بهدف تحسين مزاجك، ولكن دون ترديدها بصوت عالٍ تجنباً لجلب أحداثها إلى حياتك وفقاً لنظريات الطاقة.