رومانيا استقبلت العام الجديد بارتداء زي الدب!

مهرجان الدببه رومانيا
أشخاص يرتدون جلود الدب يرقصون خلال موكب لطرد الأرواح الشريرة في ليلة عيد الميلاد وحتى ما بعد احتفالات رأس السنة الجديدة - مدينة كومانيستي - في 30 ديسمبر 2015 - دانيال ميهايليسكو / AFP
مهرجان الدببه رومانيا
رجل يرتدي جلد الدب يرقص خلال مهرجان الدب في ليلة عيد الميلاد وحتى ما بعد احتفالات رأس السنة الجديدة - مدينة كومانيستي - في 30 ديسمبر 2015 - دانيال ميهايليسكو / AFP
مهرجان الدببه رومانيا
صورة لطفل يرتدي جلد الدب خلال مهرجان الدب في ليلة عيد الميلاد وحتى ما بعد احتفالات رأس السنة الجديدة - مدينة كومانيستي - في 30 ديسمبر 2015 - دانيال ميهايليسكو / AFP
مهرجان الدببه رومانيا
مهرجان الدببه رومانيا
مهرجان الدببه رومانيا
3 صور

عشرات الأميال تقطعها مجموعات من الرومانين المدفوعين بشغف الحفاظ على موروثات قدمائهم وتقالييد أجدادهم، وإحياءًا لانطولوجيا وجودية وإن بدت بدائية لا تتناسب مع منطق العصر، فمهرجان Festivalul de Datini și Obiceiuri Strămoșești دائمًا ما يحمل نوستالجيا حقيقية لزمن انقضى، وشجن لأيام ولت، لم يتبق منها إلا بضع طقوس وشعائر وتراتيب يتم إحياؤها مطلع كل عام جديد.

• مهرجان للحفاظ على تقالييد الأجداد

أشخاص يرتدون جلود الدب يرقصون خلال موكب لطرد الأرواح الشريرة في ليلة عيد الميلاد وحتى ما بعد احتفالات رأس السنة الجديدة - مدينة كومانيستي - في 30 ديسمبر 2015 - دانيال ميهايليسكو / وكالة الصحافة الفرنسية


تستضيف الكثير من البلدات والقرى مهرجانات وعروض شتوية؛ يُعد أكبرها "مهرجان الدب" أو "مهرجان العادات وتقاليد الأجداد" Festivalul de Datini și Obiceiuri Strămoșești في Comănești والذي يعقد بنهاية كل عام ليستقبل به المواطنون العام الجديد، حيث تزخر مناطق بوكوفينا ومولدوفا الواقعة في شمال شرق رومانيا بالتقاليد الثرية والعادات المتأصلة القديمة الضاربة بجذورها في عمق التاريخ والحضارة الأوروبية الغربية.
حسب موقع theguardian.com، فالدب كان حيوانًا مقدسًا في رومانيا القديمة، حيث يُعتقد أن تقليد رقص الدببة نشأ منذ عدة قرون بين الغجر الذين كانوا يزورون القرى قبل العام الجديد بقليل مع الدببة الحقيقية على المقاود للرقص ومطاردة الأرواح الشريرة.
تم إيقاف المهرجان وتم حظر رقص الدب في عام 1998 ؛ وعندما انضمت بلغاريا ورومانيا إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2007 ، تم شراء آخر الدببة الراقصة من أصحابها والذين "تقاعدوا" في محمية الدب في جبال ريلا برومانيا.

تابعي المزيد: مهرجان جيروول السنوي بتشاد ... النساء من يخترن أزواجهن

• حكاية مهرجان الدببة

صورة لطفل يرتدي جلد الدب خلال مهرجان الدب في ليلة الكريسماس وحتى ما بعد احتفالات رأس السنة الجديدة - مدينة كومانيستي - في 30 ديسمبر 2015 - دانيال ميهايليسكو / وكالة الصحافة الفرنسية


حسب الموقع السابق، يقام "مهرجان الدب" أو "مهرجان أورسو" في جميع أنحاء رومانيا، وهو الذي بدأ في وادي تروتوس منذ حوالي 2000 عام، حيث كان الغجر، في الماضي، يجلبون الدببة الأسيرة الحقيقية من الغابات القريبة إلى القرى ويدربونها فيجعلوها ترقص على صفائح معدنية ساخنة، فكانت الدببة تتقافز لأعلى وهي ترقص من سخونة الصفائح، حيث كان الأجداد يعتقدون أن تلك الممارسة ستجلب لعقولهم الحكمة من السماء، وكلما كانت الصفائح أسخن، فالقفزات ستكون أعلى، والوصول للحكمة السماوية سيكون أسهل ومن ثمّ يحصلون على نصائح أفضل وحكم أصقل تبدد لهم ظلمات الأيام القادمة، وتطمئنهم على أحوالهم وأموالهم وحاجاتهم واحتياجاتهم بالعام الجديد.
لحسن الحظ ، أدرك الاجداد أن هذا الامر كان قاسيًا، ومن ثمَ عمد المواطنون الرومان من الغجر لارتداء جلود الدب ليقوموا بالرقص بأنفسهم على الأرض وفي الساحات وليس على الصفائح الساخنة، حيث يرتدي الأولاد والرجال أزياء دب ثقيلة ، غالبًا ما تكون مصنوعة من الفراء الحقيقي ، ويشقون طريقهم إلى خشبة المسرح.
بمرور السنوات مثلّ رقص الدببة رمزًا لوصول الربيع (السابق لأوانه) وتحذيرًا للجميع من الأرواح الشريرة، ونشرًا للبهجة بالقرية، بالإضافة إلى أنه يبدو مليئًا بالمرح والشقاوة والعناد واللعب.

تابعي المزيد: مهرجان بالتان يتحول لأمسية شعرية على الإنترنت بسبب كورونا

• فعاليات المهرجان

رجل يرتدي جلد الدب يرقص خلال مهرجان الدب في ليلة الكريسماس وحتى ما بعد احتفالات رأس السنة الجديدة - مدينة كومانيستي - في 30 ديسمبر 2015 - دانيال ميهايليسكو / AFP


بالإضافة إلى "الدببة" في مهرجان Comănești ، وحسب موقع luckytrip.co.uk، يكون لكل مجموعة من الأشخاص الراقصين، شخص متطوع يعزف على "Gypsy" أو "The Bear Tamer" ، بالإضافة إلى موسيقيين مع طبول ومزامير. الجميع يرقصون ويغنون وهم يتجولون في الشوارع ، ويشقون طريقهم إلى خشبة المسرح حيث يمثلون مشهدًا طقسيًا بسيطًا ينهار فيه الدب بسبب وجود شيطان بداخله، حتى يأتي الغجري بسكين ويطعن الدب حتى ينزف فيخرج الشيطان منه وينتعش الدب مرة أخرى.
تمثل القصة ولادة جديدة للعام الجديد. في بعض النسخ المقلدة، ينتقل الدب والغجر وعازفو الطبول أيضًا من منزل إلى منزل في القرية ، يغنون ويرقصون لدرء الشر وجلب الحظ السعيد.
اللافت في هذا المهرجان أنه حتى الصبية الصغار يرتدون جلد دب حقيقي، ومن الممكن أن يكون هذا الجلد لدب كبير في الحجم ليصل الجلد لوزن 50 كجم، حتى قد يفوق وزن الصبي نفسه. لا يوجد سن محدد للمشاركة فى المهرجان وارتداء زي الدب، فالصغار والكبار والأجداد وكل من يملك ثمن زي الدب مدعو للمشاركة.


أحد المشاركين في المهرجان أعرب عن سعادته الفائقة، يقول لموقع luckytrip.co.uk " أنا مفتون بالتقاليد والأزياء. فمن خلال الزي يمكنك أن تكون شيئًا آخر غيرك، يمكنك أن تتقمص شخصية مختلفة، أو تعيش في دور جديد لم تكن لتتخيل أنك ستؤديه، ومن خلال زياراتي المتعددة لمهرجانات المنطقة الشتوية صادفت زي دب مصنوع بالكامل من القصب ويزن 100 كجم، وارتديته وكان مذهلًا...!"

تابعي المزيد: تايلاند تختتم العام بمهرجان سنوي بمشاركة 1000 قرد