آداب مائدة الطعام.. كيف ينظرُ إِليها شبابُ اليوم؟

آداب مائدة الطعام.. كيف ينظرُ إِليها شبابُ اليوم؟
آداب مائدة الطعام.. كيف ينظرُ إِليها شبابُ اليوم؟
زهراء الحمراني
زهراء الحمراني
زياد طيب
زياد طيب
مريم الزمراني
مريم الزمراني
أمل قناوي
أمل قناوي
إيمان عفيفي
إيمان عفيفي
تالا وزني
تالا وزني
آداب مائدة الطعام.. كيف ينظرُ إِليها شبابُ اليوم؟
زهراء الحمراني
زياد طيب
مريم الزمراني
أمل قناوي
إيمان عفيفي
تالا وزني
7 صور

لمائدة الطعام آدابُها، ولتناول الطعام سلوكياتٌ يجب عدم الخروج عنها، خصوصاً في حال وجود أشخاص آخرين يشاركونك حولها، إلا أن بعض الناس يضربون بذلك عرض الحائط، ويتصرفون بطريقة قد تزعج الآخرين وتنفّرهم، حول ذلك توجهنا بسؤال إلى عدد من الشبان والشابات مفاده: ما الذي يزعجك في سلوك الآخرين حول مائدة الطعام، ولماذا؟ وكيف تتصرّف في حال تعرضت لموقف يتقاطع مع ما يزعجك؟.. في الآتي إجابات من التقيناهم من بلدان عربية عدة.





جدّة | ثناء المُحمد Thana Almohammed - المنامة | عواطف الثنيان Awatif Althunayan
الرباط | سميرة مغداد Samira Maghdad - بيروت | عفّت شهاب الدين Ifate Shehabdine
تونس | مُنية كوّاش Monia Kaouach - القاهرة | أيمن خطّاب Ayman Khattab

 


إصدارُ الأصوات

زهراء الحمراني

زهراء الحمراني: مائدة الطعام لها آداب يجب ألا تهمل

 


بداية تقول زهراء الحمراني، بكالوريوس لغة عربية، من البحرين، «إن أكثر السلوكيات التي تزعجها من الآخرين حول مائدة الطعام، هو تناول الطعام مع إصدار الأصوات، والحديث بفم مليء بالطعام؛ ما يجعله يتناثر من الفم على المائدة، والأكل بطريقة نهمة وسريعة جداً، وكذلك عندما يأكل أحدهم من الطعام في الصحن الذي بجانبي وبعيداً عنه، إضافة إلى ذلك، فإني أمقت الجلوس بجانب الأطفال الذين يأكلون بطريقة عشوائية بالملعقة تارة واليد تارة أخرى».

تضيف: «يجب ألا نهمل أو نغض النظر عما يسمى «الإتيكيت»، فلمائدة الطعام آدابها الخاصة التي تشعر المرء بالراحة في تناوله أينما كان المكان الذي يتناول فيه طعامه».


مواقفُ مزعجةٌ


أشارت زهراء إلى أن ردة فعلها سريعة في حال تعرضت لموقف يتقاطع مع ما يزعجها حول المائدة، مبينة ذلك بقولها: «إذا كان الشخص قريباً مني أخبره بالتوقف عن التصرف المزعج، وإن كان طفلاً فإني أشرح له بصوت منخفض أن هذا السلوك غير محبذ على المائدة، وإن كان شخصاً بالغاً فلا يسعني إلا الصمت ولوم نفسي في أعماقي».


إيجابيةٌ ومرونةٌ


تحكي زهراء المواقف الطريفة التي حصلت معها قائلة: «في إحدى المرات كنت في غداء عمل، وقد تُرك الصحن الذي أمامي من دون أن يقربه أحد نحوه، فظننت أنه طلبي، فقربته، وأكلت منه، وأنا أدعو من معي بتذوقه إلى أن أنهيته، وفوجئت عندها بوصول طبق اخر، وأخبرتني زميلتي أن الطبق الآخر لي أيضاً وبإمكاني تناوله... فقد كان الطبق الذي أكلته يخصها».

تستدرك: «في بعض المواقف أيضاً على الرغم من طرافتها لكنك لا تستطيع إلا أن تكون إيجابياً ومرناً؛ حيث ذات مرة جاءتني إحدى قريباتي لاحتساء القهوة ومع طفلتها ذات السنوات الأربع، وبدأت طفلتها تأكل من طبق حلوى الشوكولاتة من جميع الاتجاهات وأنا أنظر إليه وهو يتدمر، وأنا أتحطم مع الشوكولاتة من الداخل، وأنتظر من والدتها صوتاً يأمرها بالتوقف عن العبث. فقمت أنا بأمرها بالتوقف لكن بلا جدوى، حتى أفسدت الطبق كله، وأنا أتمتم في أعماقي يا ليتني أحضرت قطع شوكولاتة صغيرة فقط عوضاً عن الحلوى التي أحب ودمرتها قبل أن أتناول ولو القليل منها».


الأكلُ من طبق الغير

زياد طيب

زياد طيب: يحثنا ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا على سلوكيات سليمة للطعام

 


بداية يخبرنا زياد طيب، مسؤول مشروع خاص، صاحب حساب Ziadmansor@ على إنستغرام، من السعودية، عن السلوكيات المزعجة على مائدة الطعام، قائلاً: «يحثنا ديننا الحنيف أولاً، وعاداتنا وتقاليدنا، على سلوكيات سليمة للطعام، كما أن هذه السلوكيات تعطي لمائدة الطعام طابع الحب والهدوء والرقي، ولكن للأسف في بعض الأحيان تحدث سلوكيات تنعكس على هذا الطابع الجميل، كالأكل بصوت الفم المزعج، أو الأكل من طبق الغير (من دون إذن مسبق)، وغيرها من السلوكيات الخاطئة».

مضيفاً: «عني أنا شخصياً إذا واجهت في يوم أحد هذه السلوكيات، غالباً ما سيصيني الإزعاج في داخلي، كما سأشعر بعدم الارتياح أثناء الطعام، ويعتمد تصرفي على علاقتي بالشخص صاحب السلوك، كاتخاذ دور النصيحة الفردية أو التغاضي عن الأمر».

ويتابع: «تختلف السلوكيات من شخص إلى آخر، وهي نسبية، وتعتمد على مدى إزعاج السلوك لدى الشخص المتلقي، فالبعض يكون سلوكه لا يحتمل أبداً بعكس السلوك المقبول نوعاً ما. في بعض الأحيان، يعتمد السلوك على مدى تعود الشخص أو البيئة المحيطة (العائلة - الأصدقاء - بيئة العمل... إلخ)، فهي أحد العوامل الأساسية في اكتساب هذه السلوكيات».

واختتم: «من وجهة نظري الشخصية، تعدّ السنة النبوية العامل الأول والأساسي في تعلم سلوكيات الطعام، التي أوصانا بها نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- ويأتي دور العائلة في غرس هذه السنن الشريفة في تربية الأبناء كأساس قوي في أعمدة التربية، ومن آداب الطعام الأساسية هي البسملة في بداية الطعام، والأكل باليمين، والأكل مما يلينا، وعدم الأكل متكئاً، وعدم النفخ في الطعام، وشكر النعمة عند الانتهاء، وغيرها من السنن التي تبني المبادئ والرقي والأدب حول مائدة الطعام».

تابعي المزيد: إتيكيت الطعام لولائم الضيوف

 


طقوسُ اللمة واحترامُ النعمة

مريم الزمراني

مريم الزمراني: ثمة سلوكيات لا تحترم آداب الطعام نلاحظها اليوم بين أوساط مختلفة من الشباب

 


مريم الزمراني، طالبة مغربية، تحضر الماجستير في الإعلام والتواصل بجامعة لوكسمبورغ، تعدّ أن للمائدة آدابها المتعارف عليها التي تعلمتها منذ نعومة أظافرها وسط عائلتها في المغرب؛ حيث تحرص الأسر على طقوس اللمة واحترام الأكل أو نعمة الله كما يطلق عليها أهل المغرب، المتشبعين بالثقافة الإسلامية التي تحث على تشارك اللقمة والطعام، وعدّ المائدة فرصة للتواصل وتبادل الحديث، تبدأ بالبسملة، وتنتهي بحمد الله.

تضيف قائلة: «للأسف، ثمة سلوكيات لا تحترم آداب الطعام نلاحظها اليوم بين أوساط مختلفة من الشباب، وهي مزعجة، وتعبر عن استخفاف بالنعمة وآداب المائدة، وبعيدة كل البعد عما تربينا عليه في نمط حياتنا التراثية الأصيلة. شخصياً، لا أحب أبداً من يسمع صوت المضغ أثناء الأكل وسط جماعة، أو يأكل وهو يتحدث بصوت مرتفع، كما أكره أن ينهض شخص ما عن المائدة من دون استئذان، أو أن يبدأ أحد طعامه قبل الآخرين ويدفن رأسه في الطبق من دون أن يعير اهتماماً لمن حوله. المائدة بالنسبة إلي مجتمعٌ صغيرٌ يعني التشارك والتواصل واحترام الآخر، ومشاركة الطعام مثلاً في فن العيش الأصيل يعني تقوية أواصر المحبة، وتعزيز الروابط الإنسانية بين الملتئمين والمتحلقين حول المائدة نفسها».


التركيز المزعج

تالا وزني

تالا وزني: أفضل أن أريهم بطريقة غير مباشرة ما يزعجني

 


تشير تالا وزني، طالبة لبنانية في الجامعة الأنطونية - اختصاص صحافة، إلى أنه «من السهل إزعاجها عند الجلوس حول مائدة الطعام، فهنالك بعض التفاصيل التي قد تضايقها». توضح قائلة: «عندما يشعرني الشخص الجالس معي على المائدة ذاتها بأنني مصدر تركيزه، أتوتر وأصبح غير مرتاحة في الجلوس معه. كما أنني لا أحب الأحاديث المطوّلة المتواصلة عند تناول الطعام. فبالنسبة إلي، أفضل إبقاء الأحاديث إلى ما بعد الطعام، والاستمتاع بالطعام الموجود على المائدة».

تتابع: «عند الجلوس حول مائدة الطعام، أكثر ما يقلقني هو الأصوات، وبالأخصّ أصوات المضغ والتنفس بصوتٍ عال، وتكلم الشخص وفي فمه الطعام، وقلة النظافة، واستخدام الهاتف بشكل مستمر أثناء تناول الطعام؛ هي كلها أيضاً تفاصيل قد تزعجني في سلوك الآخرين حول مائدة الطعام. فأغلب ما سبق وذكرته يضجرني ويجعلني أريد مغادرة المائدة في أسرع وقت ممكن بغض النظر عن أهمية من معي. ولكن هذا قد يجعلني شخصاً لا يحترم الآخرين، لذلك لا أغادر فجأة».


التصرّفُ بحسب قرب الآخر


حول ماهية تصرفها في مثل هذه الحالات تجيب قائلة: «عادة، إذا كان الشخص الذي يقلقني مقرّباً مني، أوضح له حول ما يزعجني، ولكن أكون متأكدة أنني لا أجرح مشاعره أو أكون سبباً في تغيير الجو السائد بيننا. ولكن إذا كان هذا الشخص أكبر مني في العمر أو لست مقربة منه، أحتفظ بأفكاري لنفسي وأفضل عدم إخبارهم عما يزعجني؛ لأنني لا أريد أن أتسبب في خلق جو متوتر بيننا، وأيضاً لا أريد أن أقلل احترام تجاههم. لذلك أفضل أن أريهم بطريقة غير مباشرة ما يزعجني، من خلال تعبيرات وجهي مثلاً التي قد تشعرهم بأنني غير ممنونة من سلوكهم حول مائدة الطعام، أو حتى إخبارهم في بعض الأحيان عن طريق المزاح».

تابعي المزيد: قواعد في إتيكيت الجلوس إلى طاولة الطعام


حديثٌ لا ينقطع

أمل قناوي

أمل قناوي: تفاجأت صديقتي بصراحتي حول سلوكها لكنّها لم تغضب منّي

 


تتحدّث أمل قناوي، موظّفة تونسية بشركة اتصالات، عن شغفها بالذّهاب إلى المطاعم الفاخرة بحثاً عن أجواء هادئة وجلسة ممتعة وأطباق جديدة تكتشفها عادة رفقة خطيبها أو مع إحدى صديقاتها، فتستعدّ لمثل هذه المناسبات أحسن استعداد، وتختار لباساً أنيقاً على أمل قضاء وقت ممتع حول طاولة الطعام.


حدثَ ذات يوم


تتذكر أمل ما حصل لها ذات يوم مع صديقة لها، مشيرة إلى إنها لم تنس ما أتته صديقتها من سلوك مخالف لآداب الأكل وهما حول طاولة الطّعام في أحد المطاعم.

تقول: «كانت صديقتي تتحدّث من دون انقطاع، فتتكلّم أثناء الأكل فتخرج منها الكلمات بطريقة خالية من الذوق جرّاء فمها الملآن بالطّعام. أغضبني تصرّفها لكنّي لم أنبّهها، متحمّلة المشهد، منتظرة أن تكفّ من تلقاء نفسها لكنّها، لم تفعل فأفسدت مزاجي، ووتّرت أعصابي، وقطعت شهيّتي». وتردّ أمل سبب إخفائها لغضبها وعدم مصارحة صديقتها بأنّها لم تكن ترغب في إحراجها، لذلك واصلت جلستها معها، لكن على مضض، كاتمة توتّرها وقلقها احتراماً لصديقتها وخوفاً أيضاً من ردّة فعلها.

وقررت إرجاء مفاتحتها في الموضوع إلى الوقت المناسب، وبعد فترة وبكل لطف وأثناء لقاء لهما لاحقاً وعلى انفراد نصحتها بأن تغيّر من طريقة أكلها فلا تتكلّم مستقبلاً أثناء المضغ؛ لأنّ هذا السّلوك يعدّ سلوكاً مزعجاً لمن يشاركها الأكل، سواء في المنزل أو في أحد المطاعم.


مصارحةٌ


تضيف أمل: «تفاجأت صديقتي بصراحتي لكنّها لم تغضب منّي، معتذرة عمّا سبّبته لي من إزعاج، مبيّنة أنّها لم تكن تقصد بالمرّة، وأنها لم تتعرّض في السّابق إلى نقد من هذا النّوع، مبرّرة عدم توقّفها عن الحديث أثناء الأكل بأنّها كانت تحت تأثير المشاعر والفرحة ومتعة الحديث معي، ولم يخطر لها بالمرّة أنّ حديثها المسترسل أثناء الأكل سيقلقني، أو أنّه يخلّ بآداب الأكل، عازمة الأمر على عدم تكرار ما حصل».


أتمنى أن أصرخ بأعلى صوتي

إيمان عفيفي

إيمان عفيفي: أحياناً أضغط على أعصابي وأتحمل، لكن من داخلي أتمنى الصراخ بأعلى صوتي


إيمان عفيفي، خبيرة إتيكيت من مصر، تقول: «الذي يزعجني ويثير أعصابي إلى حد الجنون في سلوك الآخرين حول مائدة الطعام هو أن يجلس بجانبي شخص أثناء مضغه الطعام بصوت عالٍ وفمه مفتوح، خصوصاً التفاح، أو الخيار، أو الجزر، أو الموز، أو العلكة.. إلخ، خصوصاً أن هناك أناساً لا يستمتعون بلقمتهم إلا عندما يفتحون فمهم أثناء المضغ، أو يتكلمون أثناء الأكل، وهذا ما لا أطيقه نهائياً، وأتمنى فعلاً حينها أن أصرخ بأعلى صوتي، أو أن أنهال على ذلك الشخص بالضرب بكل قوتي إلى أن أرتاح، وقد لا أرتاح. وعندما أتعرض لذلك الموقف فلا أستطيع تحمل ذلك، وقد أرحل من المجلس أو المكان الذي هم فيه، مع تحول كبير ومباشر ومفاجئ في المزاج - من المرح والضحك مثلاً إلى العصبية والتوتر والانزعاج - وقد أكره ذلك الشخص تماماً بسبب ذلك، وقد تنقطع شهيتي تماماً، وأحياناً أتأخر عن الطعام قليلاً وأشغل نفسي بأي شيء في مكان بعيد للحيلولة دون جلوسي على مائدة طعام مع هؤلاء الأشخاص، أو على الأقل لكي أحظى بسماع أقل ما يمكن من تلك الأصوات».


حوارٌ ذهنيٌ مع النفس


عن كيفية التصرّف في حال تعرضت لمثل هذه المواقف تقول إيمان: «على الرغم من أنها آدابٌ اجتماعيةٌ عامةٌ، بالفعل هناك تصرفاتٌ غير مقبولة، ولكل مجتمع ضوابطه في هذا السياق، لكن أتذكر أن تصرفات الناس وعاداتهم ليست واحدة، ومن ناحية أخرى: لا أستطيع أبداً أن أفرض على الناس ما أريده؛ لذا فالأمر الذي أحتمه على نفسي هو قبول الناس كما هم، لا كما أريد. وهذه العادات التي ذكرتها وغيرها دربت نفسي أن أحاول أن أكتبها في ورقة، وأتدارسها، وأقبل أنها عادات سخيفة فعلاً، وتصدر من كثير من البشر، وأنا ليس لي سلطة على هؤلاء الناس، وربما تصدر مني بعض التصرفات التي تكون غير مقبولة للآخرين، وهكذا الحياة، وأجري حواراً ذهنياً عاقلاً مع نفسي، وأعتقد من خلال هذا النوع من الحوار تقبل تصرفات الآخرين، وبخلاف ذلك لا أرى حلاً».

تابعي المزيد: قواعد في إتيكيت الطعام والشراب