جائزة العصفور الذهبي، توازي جائزة الأوسكار

8 صور

من منا لم يحلم يوماً بأن يصبح ممثلاً، أن يقتحم عالم النجومية؛ فالطفل يقلد ويضحك من حوله، يبتدعها الكثيرون، حركات مسرحية وتهريجية في صغرهم، وبمرور الوقت تزول وتنتهي؛ فالسينما والتليفزيون عالم لا يفر من إغرائه أحد، وربما يوجد أحد لم يتجاوز مرحلة الطفولة، إلا وراودته أفكار تمثيلية من نوع ما.

أطفال ألمانيا
سينما الأطفال في ألمانيا، جزء من إعلام كامل يخاطب الطفل ويبني وعيه؛ فكيف للطفل أن يحصل على المعلومة؟ أن يبدع فكرة، أن يبني رأياً، أن يحاور بالغاً، مهمة أخذ الإعلام في ألمانيا على عاتقه جزءاً من إنجازها؛ فتعددت مواقع الإنترنيت الموجهة للأطفال، وتنوعت المحطات التليفزيونية والصحف والمجلات المخصصة لهم؛ ليكون مهرجان السينما للأطفال المقام هذه السنة في إيرفورت، أحد أهم وسائل الخطاب مع الطفل؛ فالمهرجان قديم نسبياً في ألمانيا؛ حيث تأسس سنة ١٩٧٩، في ألمانيا الشرقية بداية؛ ليصبح الآن مهرجاناً سنوياً، يعتبر الأكبر من نوعه في ألمانيا والأهم، يستهدف جمهوراً واسعاً من الأطفال والعائلات ورياض الأطفال وصناع أفلام الفيديو على الإنترنت، والصحفيين والإعلامين، حتى السياسيين، يمتد بين ١١ إلى ١٧ أيار من كل عام؛ حيث تشهد المدن التي يقام بها، والتي تختلف من عام إلى آخر، حركة واسعة لجمهور الأطفال والشباب الصغار، وللعائلات على حد سواء.

أنواع الأفلام
يشمل المهرجان ستة أنواع من الأفلام التي تتنافس على جائزة العصفور الذهبي، وهي الفيلم الروائي الطويل، الفيلم القصير، الرسوم المتحركة، والترفيه، والأفلام الوثائقية، التي تقدم للأطفال.
ويمكن للأطفال الإعلان والتقديم لأفلامهم أون لاين على صفحات الإنترنت المخصصة «إبداع فيلم»، وتتشكل هيئة المحلفين لتقييم الأفلام المتسابقة، من مجموعة من الفتيات والفتيان الذين تترواح أعمارهم بين الـ٩ و١٣ عاماً، والقادمين من ١٧ مدينة أوروبية، وتمنح جائزة العصفور الذهبي لأفضل البرامج التليفزيونية والسينمائية، وكذلك أفضل المواقع الإلكترونية إقناعاً للأطفال، كما تقدم جائزة قدرها ٤٠٠٠ يورو لأفضل سيناريو فيلم، هذا ويتقاضى الأطفال من لجنة التحكيم أجوراً لقاء عملهم فترة المهرجان في حضور الأفلام وتقييمها والتوافق بينهم لاختيار أفضلها.

برنامج منوع
وكما المهرجانات السينمائية المخصصة للكبار، كذلك يوفر مهرجان السينما للأطفال، برنامجاً واسعاً ومنوعاً حسب الفئات العمرية، من ١٢ إلى ١٦، وما دون، ويرافق هذا المهرجان ورشات عمل للأطفال، تدار من قبل الأطفال الذين يلعبون دور المعلمين؛ حيث تخصص الورشات لمناقشة الأمور الفنية والسينمائية، وتقديم لمحة عن المهرجان، وعن الأفلام المقدمة، والطريقة الأكاديمية لإنتاج فيلم، مما يستدعي من الأطفال تحضيراً معمقاً لهذه الورشات ومعرفة واسعة، الأمر الذي يعزز معرفتهم المبكرة في مجال السينما، وكذلك توجهاتهم الفنية، ويهيئهم لمستقبل سينمائي إذا أرادوا ذلك فيما بعد، هذا إضافة لما توفره التجربة من تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم، وتحسين ذائقتهم الفنية.