30/18 عين على الشاشة: هذه الأعمال أنتجت بذكاء

23 صور

تحشد شركات الإنتاج جهودها في الترويج عن أعمالها الضخمة إنتاجياً قبل فترة طويلة من قدوم موسم رمضان الدرامي الأشبه بسوق عكاظ ، لكنها بعد عرضها يحصد متابعوها خيبة الأمل لأن ميزانياتها لم توضع في مكانها الصحيح، ولم توظف بوعي جيد درامياً ،وأهدرت على نصوص مستنسخة أو ضعيفة، وإخراج عادي، وأجور نجوم مبالغ بها إلى حد لا يصدق. لكن هل قدمت أعمال قوية وناجحة بكل المقاييس؟ لا، بينما هناك أعمال أنتجت بيمزانيات أقل منها بكثير و لفتت انتباه ملايين المشاهدين، وكسبت ثناء الجمهور والنقاد معاً، لماذا؟ لأنها صرفت في مكانها الصحيح،ولم تصرف كلها على الشكل والإبهار بل صرفت على إعلاء قيمة النص الأدبي ونقل روحه الحقيقية بأداء لامس قلوب الناس، واستفزّ عقولهم على التفكير والتحليل، فنشط ذكاءهم، وأمتع بصرهم وبصيرتهم بأعمال متميزة جداً درامياً وإنتاجياً.
لهذا شهدنا في الأعوام الثلاثة الأخيرة احتلال المسلسلات التي يقوم ببطولتها نجوم صف ثان المراتب الأولى جماهيرياً ونقدياً، متقدمة على مسلسلات نجوم الصف الأول التي أنتجت بميزانية أربعة أضعاف ميزانية أعمال نجوم الصف الثان الأنجح ،والسبب مساندة الإنتاج الذكي الموظف ببراعة وضمير حساس للنص الفتي المبتكر الجديد وللإخراج الشاب صاحب الرؤية الإبداعية،ومن بين هذه الأعمال المميزة درامياً وإنتاجياً نذكر:


"دهشة" إنتاج اتسم بالبساطة
تميز المسلسل الصعيدي "دهشة" المأخوذ عن مسرحية "الملك لير" للكاتب الإنكليزي وليم شكسبير ومصّرها الكاتب عبد الرحيم كمال بعمق وأخرجها بحساسية عالية شادي الفخراني وأدى دور البطولة فيها يحيى الفخراني باقتدار بشخصية الأب القوي الثري الباسل الذي يرتكب أكبر خطأ بتوزيع أملاكه وثروته على ابنتيه وهو على قيد الحياة ظناً منه إنهما تحبانه بإخلاص، ويحرم ابنته الثالثة الصغرى من الميراث ثم تعاملانه مع زوجيهما بجحود ويحاولون الإستيلاء على كل شيء يملكه.
الميزانية الإنتاجية صرفت بذكاء على الديكور والملابس،ونقلت صورة حقيقية للشخصيات بالملابس والإكسسوارات الصعيدية،فلم تحس بوجود جزء ما في الصورة أو الديكور غير طبيعي أو زائد في غير مكانه في المشهد، واستقطب العمل نجوماً مهمين من مصر من بينهم النجم الأردني ياسر المصري،ونجح العمل فنياً وتجارياً. وهو من إنتاج صادق الصباح.

"سجن النسا" إنتاج واقعي جداً
لم تبخل الجهة المنتجة ولم تسرف في الصرف على المسلسل الإجتماعي "سجن النسا" المأخوذ عن مسرحية "سجن النسا" للكاتبة الراحلة فتحية العسال الذي وضعت فيه قصصاً حقيقية لسجينات عاصرتهنّ حين سجنت جراء مواقفها وأنشطتها السياسية،وكتبت له السيناريو والحوار مريم ناعوم ضمن رؤية حاولت أن تكون واقعية لكنها بإظهارها بعض السجّانات المتعاطفات مع السجينات والمتساهلات معهنّ لقاء هدايا أو قلم حمرة، أثار غضب السجّانات وعائلاتهنّ،ويفكرن برفع قضية تطالب بإيقاف المسلسل كما صرحت بعضهنّ في لقاءات بثّها برنامج "العاشرة مساء" تقديم وائل الإبراشي،ودافعت السيناريست مريم ناعوم عن نفسها في البرنامج ذاته بمداخلة هاتفية، معترفة بوجود بعض الخيال لكونه مسلسلاً دراماًي وليس مسلسلاً تسجيلياً، وأخرجته كاملة أبو ذكري وأبدعت في بطولته كوكبة من النجمات من بينهنّ: نيللي كريم ودرة وروبي وسلوى خطاب. فديكورات سجن القناطر والأحياء الشعبية والأسواق والبيوت المتواضعة أسهمت في النجاح النقدي والجماهيري الكاسح الذي حققه في مصر والعالم العربي،وحاز لقب العمل الأكثر صدقاً وواقعية في رمضان 2014. وهو من إنتاج: جمال العدل.


"السبع وصايا" عمل غرائبي أنتج بوعي وذكاء
كعادة الثنائي الناجح السيناريست محمد أمين راضي والمخرج خالد مرعي اللذان نجحا العام الفائت في مسلسلهما (نيران صديقة)
بفكرة خيالية غريبة بكتاب دموي يكشف خطايا الأصدقاء تجاه بعضهم البعض وغيرهم، حققا نجاحاً أكبر هذا العام بمسلسل "السبع وصايا". وتدور أحداثه حول الإخوة السبعة الذين قتلوا أباهم سيد نفيسة للإستيلاء على ثروته التي تقدر بـ 28 مليون جنيه،لكن جثة الأب تختفي، ويلقى القبض على أختهم الكبرى بوسي التي يوكل لها والدها توزيع وصاياه السبع المختلف عليها، فتبحث عنهم بعد هروبها من السجن، ويرتكبون خطايا جديدة بعد خطيئتهم الكبرى تجاه والدهم، وبالرغم من قتلهم له يزورهم في أحلامهم، وينصحهم نصائح خاصة، تزيد تورطهم بجرائم جديدة لكنهم في كل مشكلة يتوجهون لأضرحة الأولياء الصالحين طالبين العون والمغفرة في أجواء صوفية ساحرة. الأجواء الشعبية والصوفية والأمكنة واقعية فيها اختيار ذكي ومرهف للديكورات والأماكن بحيث أصبحت هي الأخرى عنصراً رئيسياً في نجاحه.
المسلسل من إنتاج:الشروق للإنتاج الإعلامي.

"إتهام" إنتاج فخم خدم النص
أما مسلسل "إتهام" للكاتبة كلوديا مرشيليان والمخرج فيليب أسمر الذي يدور حول وقوع الفتاة الريفية البسيطة الفقيرة ريم (ميريام فارس) في قبضة عصابة إتجار بالبشر تريد تشغيلها في الدعارة وتنجو بإعجوبة على يد محامي شريف يثبت براءتها ويتزوجها لكونها تذكره بخطيبته اليونانية الراحلة. ثم يتوفى بعد زواجه منها بفترة بسيطة. فتخطط للإنتقام وهي لا تعرف أن رئيس العصابة (أحمد خليل) والد حبيبها خالد الرافض لعلاقتهما. تمّ إنتاج العمل بحكمة،وإنتاجه بفخامة كبيرة خدمت النص إلى حد ما،فشيء طبيعي ومنطقي أن يكون رئيس العصابة ثري من تجارة الدعارة وتهريب السلاح والمخدرات والألماس ،  من حظ ريم أن يكون المحامي أثرى منه ،وكأنها قصة سندريلا عصرية. وفخامة الديكورات والمشاهد الخارجية والداخلية ،وديكورات ضيعة ريم البسيطة تشير إلى سخاء إنتاجي خدم العمل درامياً. المسلسل من إنتاج: مفيد الرفاعي.


"حلاوة الروح" رؤية إنتاجية وإبداعية خاصة للأزمة السورية
حلّق المخرج المبدع شوقي الماجري في فضائه الخاص مع نص الكاتب رافي وهبي ومزجا رؤيتهما الخاصة للأزمة السورية،وفضحا عبثية الحرب السورية التي تطحن الشعب البريء الأعزل بدون ذنب تتخللها قصص إنسانية من بينها قصة الإعلامي جاد الله (خالد صالح) الناجح مهنياً والفاشل كزوج وكأب حيث يؤدي إهماله لابنته الوحيدة خرّيجة الإعلام سارة (دانة مارديني) إلى المغامرة عبر قبول تصوير فيلم وثائقي عن الحرب وتسافر مع اسماعيل (مكسيم خليل) الذي ترتاح له وتميل إليه من النظرة الأولى فتأسرها جماعة مسلحة وتطلب الفدية من والدها.
الإنتاج وظّف بوعي إبداعي مميز قلما يتوافر بعمل من هذا النوع ماعدا مسلسل "الإجتياح" حول القضية الفلسطينية للمخرج ذاته. وفاز بجائزة إيمي العالمية عن أفضل إنتاج درامي استلمها منتجه عدنان عواملة،وها هو شوقي يبدع ثانية بهذا النوع من الدراما الجادة والراقية التي استقطبت جمهوراً مثقفاً وواعياً،واستقطبت قبل تنفيذه منتجة جريئة وواعية صرفت بسخاء على مسلسل حربي معاصر وهي غير ضامنة ردّ فعل المشاهدين على عمل يطرح مسألة لم تحسم بعد من ثلاث سنوات. المسلسل من إنتاج: رولا ثلج.


"لو" إنتاج رومانسي
سحر مسلسل "لو" للمخرج سامر برقاوي المأخوذ عن قصة أجنبية حولت لفيلم من بطولة ريتشارد جير،و التي تدور حول الخيانة الزوجية التي تقع فيها ليلى (نادين نجيم) لشعورها بفراغ عاطفي جراء انشغال زوجها غيث (عابد فهد) الدائم بعمله على حساب حياته الخاصة وأسرته، فتحب الرسام الوسيم جاد الذي يمنحها ما ينقصها من حب واهتمام. لكنها بعد تعرض ابنتها لحادث بسيط تختار زوجها وأمومتها على عشيقها لكن بعد فوات الأوان ،وبعد شك زوجها بها،فيحاول جاد الإنتحار ويفشل ثم يوطد علاقة جديدة مع شقيقتها الصغرى.
عمل رومانسي اجتماعي حبكت قصته ببراعة ،ووظف الإنتاج درامياً بشكل ذكي ومنطقي لمواقع التصوير الداخلية والخارجية،وللديكورات وللموسيقى وللمقدمة الغنائية بصوت الفنانة إليسا التي روجت للعمل جيداً قبل عرضه ما أسهم في نقل الصورة الواقعية الصحيحة لأبطال العمل دون زيادة أو نقصان.
المسلسل من إنتاج صادق الصباح.


أعمال أخرى متميزة
كما تميزت أعمال عربية أخرى بقوة إنتاجها وحسن توظيفها بذكاء لخدمة الدراما بدون بخل أو هدر في غير مكانه ،فخرجت بأعلى درجات الجودة في الصوت والصورة والإخراج، وبأقوى دراما متماسكة ومحبوكة من كافة جوانبها البصرية والدرامية وحققت نجاحاً رائعاً مثل:
- جبل الحلال- بطولة : محمود عبد العزيز ووفاء عامر.
- الصياد- بطولة: يوسف الشريف.
- طوق البنات- بطولة: رشيد عساف ومهيار خضور وديمة قندلفت.
- الغربال- بطولة: بسام كوسا وعباس النوري وأمل عرفة.
- بواب الريح- بطولة:دريد لحام وغسان مسعود.
- ملح التراب – بطولة:عمار شلق وسعد مينه وشادي زيدان ومديحة كنيفاتي.
- خواتم- بطولة: عبد المنعم العمايري وكاريس بشار.
- بقعة ضوء 10- بطولة: نخبة نجوم سوريا.
- خان الدراويش- بطولة: وفاء موصللي،محمد خير جراح.
- فرق توقيت- بطولة:تامر حسني ونيكول سابا.
- شمس- بطولة: ليلى علوي.
- السيدة الأولى- بطولة: غادة عبد الرازق وممدوح عبد العليم.
- عد تنازلي- بطولة: عمرو يوسف وكندة علوش.
- تفاحة آدم- بطولة: خالد الصاوي وبشرى.
- إبن حلال- بطولة: محمد رمضان وهالة فاخر.
- صديق العمر – بطولة: جمال سليمان وباسم سمرة ودرة.
- إمبراطورية مين؟- بطولة: هند صبري ومحمد شاهين.