الثقة بالنفس تقهر المرض

5 صور

يعد مرض سرطان الثدي من الأمراض المنتشرة عالمياً، وهو مرض يخيف النساء أكثر من الرجال، ولا يقتصر خطره على فئة معينة دون أخرى، فمن الممكن أن يصيب الكبار والصغار، المتزوجات وغير المتزوجات، وعندما نذكر أن إحداهن أصيبت بذلك المرض نشعر بالأسى والحزن، إذ يتطلب العلاج المرور بمراحل طويلة، ويحتاج إلى القدرة على المواجهة والصبر، وبذل مجهود مضاعف من قبل المريضة ومن حولها وذلك بسبب المتاعب النفسية التي تمر بها المريضة، وفي حالات قد تكون أيام المريضة معدودة، ولكن يبقى الأمل موجوداً مع التحلي بالثقة بالنفس وقوة التحدي والإيمان بالله بالدرجة الأولى، فقد سمعنا في المقابل عن قصص ناجيات من ذلك المرض جمعتهن قوة الإرادة وحب الحياة فربحن المعركة وتغلبن على المرض، وقد أثبتت إحدى الدراسات الحديثة أن العلاج بالتدريب الذاتي لمرضى السرطان، والذي يستهدف تغيير العوامل النفسية، أظهر تغييراً ملحوظاً في شخصيات المرضى وسلوكهم ونقص عدد الوفيات، كما أن التدريب على مهارات المواجهة الإيجابية أظهرت انخفاضاً ملحوظاً في حالات المزاج السلبي لدى مرضى السرطان وتحسن في الحالة الوجدانية.


هذه المرة اختارت حملة كوكا كولا لايت #عيشي_بثقة حكاية إحدى الناجيات من مرض السرطان وتدعى نيكولا سيمبسون، التي كانت ثقتها بنفسها من أهم الأسباب، التي دفعتها إلى الشفاء، حيث أظهرت قوة وشجاعة في مواجهة المرض واستطاعت التغلب عليه بالفعل.


تجاوز التوقعات
لنيكولا سيمبسون فلسفة شخصية في حياتها، وهي"تجاوز التوقعات"، وخبرتها
لأكثر من 4 عقود في المغامرة، والتدريب، كان لها تأثيراً كبيراً في تحدي أصعب الحالات ومنها مرض السرطان، ونيكولا حاصلة على مرتبة الشرف في العلوم الاجتماعية من جامعة رودس، جنوب أفريقيا، وعلى شهادة جامعية في الإدارة من جامعة الدراسات العليا كيب تاون للأعمال، وهي مدربة أيضاً في مجال الذكاء العاطفي المتقدم، كما أن لديها ثروة من الخبرة في مجال التدريب والمغامرة، حيث تفرغت هي وزوجها جيمس في عام 2003 للسفر حول العالم والعمل في البرامج التدريبية، كل ذلك ساعدها كي تجمع بين تجربتها الشخصية، مع مستوى عال من الطاقة المعدية وفهم عميق للنفس البشرية، لخوض معركتها مع مرض السرطان.
تقول نيكولا عن فترة تلقيها نبأ إصابتها بالمرض وأثناء فترة العلاج:
"كان هذا الوقت مهماً لدراسة واقعي، ما الأمر المهم في حياتي الخاصة؟ وليس تحديد الأولويات الجديدة، وإجراء التغييرات، فأنا أحب نفسي وأحب حياتي، ولم أكن أنوي التغيير بسبب وجود أمر جديد غير مرغوب فيه، ولكنني أردت إيجاد هدفي، أن أفخر بمن أنا عليه ،"نيكولا سيمبسون"، وليس مجرد مريضة سرطان مسكينة، لأننا ننظر إلى أولئك الذين يعانون من السرطان ونشعر بحزن عميق لمرورهم بهذه التجربة، ولم يختلف الأمر عن نفسي، ولكنني تجاوزت التوقعات.


لم أكن وحدي
اكتشفت نيكولا إصابتها بالمرض عندما كانت في رحلة بعيدة عن عائلتها، بزيارة إلى جنوب أفريقيا في نهاية العام الفائت، حين كانت تشعر بأنها بصحة جيدة ولائقة، وحتى أنها لا تقهر، ولكنها أبلغت إحدى صديقاتها أنها لاحظت وجود تورم صغير في ثديها الأيسر، وخلال سفرها، أقنعت نفسها أن الأمر لا يعني شيئاً وأنه أمر ستفكر فيه لدى عودتها إلى الدوحة حيث تقطن عائلتها.
وكان السبب في عدم شعورها بالقلق خضوعها لفحوصات قبل 6 أشهر، ولم يكن هناك أي دليل على أمر غير عادي في صدرها، حتى ظنت أنه مجرد تكيس، فلم تقلق وقد خضعت لفحوصاتها للتو؟
تقول نيكولا: "ولكن صديقتي لم تنوي ترك الأمر هكذا، فقد تم تشخيص صديقتان لها العام الماضي بمرض سرطان الثدي، ورافقتهما خلال رحلة علاجهما بإخلاص، ولم تترك الموضوع حتى خضوعي لفحص، وقد كان الأمر مزعجا جداً، إذ كنت قد خضعت للتو لفحوصاتي وبالإمكان الانتظار، لكنها كانت عنيدة وحجزت لي موعداً يوم سفري، وما كان يفترض أن يكون رحلة 4 أيام إلى جنوب أفريقيا، انقلب إلى 5 أسابيع.
وقبل أن يأخذ الطبيب عينة، قال لي: "نيكولا، لدي أخبار ليست بجيدة لك" وجاءت النتيجة ورم سرطاني بحجم 7 سم وكذلك خلايا سرطانية في الغدد الليمفاوية!

الثقة بالنفس تقهر المرض
بالتأكيد لم أكن أستطيع أن أتجاوز هذا الأمر هذا بمفردي، وبعد الجراحة، عدت إلى الدوحة، وكل الناس حولي كانوا معي في رحلة المرض، وكنت محظوظة لوجود أناس رائعين، خلال رحلتي العلاجية، فمن صديقاتي من ذهبت للركض معي بعد جلسة العلاج الكيماوي ومنهن من أقامت حفلة شاي بعد أن فقدت شعري، ومنهن من قامت بتوصيل ابني لدروس الرياضة، أو دعته للمكوث عندها بعد جلسة علاج حين كنت في أسوأ حالات شعوري، كما كان لدي أصدقاء احتفلوا معي أثناء تقدمي خلال رحلة العلاج، كان الأصدقاء موجودين دائماً معي، لم أكن وحدي.
أما عن نفسي، فقد كنت مصرة على تجاوز الأمر، ولم أسمح لليأس أن يتسرب إلى نفسي، بل كنت واثقة من أن إرادتي سوف تقهر المرض، واستطعت بصبري وإيماني تجاوز محنتي، أما تركيزي الآن فعلى المستقبل، وما يهم بالنسبة لي، وهذا ما دفعني للمضي قدماً وما زال يدفعني.

كوني صادقة مع نفسك ومع الآخرين
ما أود أن أنصح الآخرين به هو الخضوع للفحص والتصوير، إذا كنت تعتقدين أن مرة واحدة في العام كافية، فحددي موعداً لذلك كل 6 أشهر، وخاصة إذا كان هناك تاريخ للمرض في عائلتك، لا تشاوري نفسك وتضعي أنشطة أخرى عائقاً أمام الفحص، كالذهاب في عطلة، وفعل ذلك عند العودة، لا تأجلي الأمر بل امضي قدماً.
كما أذهلني ابني البالغ من العمر 4 سنوات بقدرته على التعرف إلى ما يجري حوله، فلدى عودته إلى المدرسة في يناير قال لفصله "أمي تعاني من السرطان"، و"أمي قصت شعرها"، و"أمي تخضع للعلاج الكيميائي"، و"أمي ليس لديها شعر"، وأعظم هدية قدمها لي هي "العناق"، وكان يسألني إن كان عناقه ساعدني على التخلص من السرطان؟ لذا لا تقللي من تقدير ما يمكن للطفل أن يفهمه، والأهم من ذلك كوني صادقة مع نفسك ومع الآخرين.



وأنت عزيزتي القارئة ؟ هل توافقينا الرأي، وما هي برأيك أهم الأسباب التي تساعد على قهر المرض؟

شاركينا بتعليقاتك وتحدثي إلينا علىCokeLight_me@ أو عبر التغريدات على هاشتاغ #عيشي_ بثقة