الروائيات السعوديات، وسر قراءة رواياتهن، أو العزوف عنها

6 صور

في ظل تزايد عدد الروائيات السعوديات في السنوات الأخيرة، اختلفت الآراء حول قوة رواياتهن من ناحية المستوى الفنِّي والتكنيك والحبكة الدراميَّة والفكر السائد، ومدى الإقبال عليها في الساحة الثقافيَّة مقارنة بالإنتاج الروائي، والأدب العربي النسائي.
«سيدتي نت» تسلط الضوء على آراء بعض المثقفات والكاتبات في السعوديَّة حول الرواية النسائيَّة المحليَّة.
سمات فنيَّة واضحة
الأستاذة والباحثة بجامعة أم القرى، نادية خوندنة، أوضحت أنَّ الرواية النسائيَّة السعوديَّة، تعدت مرحلة التجريب والتأسيس والتخفي وراء الاسم المستعار، كما تعدت مرحلة «البوح» والإغراق في الذاتيَّة والرومانسيَّة؛ لتصل إلى النضج بسمات فنيَّة واضحة، فبعض الروايات تتميز بمناقشة المشاكل الاجتماعيَّة ككل، ولا تنحصر في أمور نسويَّة تقليديَّة؛ فمثلاً الروائيَّة رجاء عالم، لديها أسلوب مميز، يتصف بالعمق والجمال الفنِّي، والارتباط بين الرمزيَّة والأسطورة والواقعيَّة المتمثلة في البيئة الحجازيَّة والمكيَّة، ورواية بدرية البشر أيضاً (غراميات شارع الأعشى)، تناقش هموماً إنسانيَّة مشتركة للجنسين، ومن سماتها البعد الاجتماعي، وتسجيلها بواقعيَّة وسلاسة؛ للتحول من الوسطيَّة والاعتدال إلى التشدُّد الديني، فروايات بدرية تهدف إلى الإصلاح الاجتماعي، عن طريق النقد في السرد، الذي يعتمد كثيراً على المكاشفة والجرأة في الطرح.
روايات مبشرة.. ولكن
أما الكاتبة سلمى الجابري، فقالت: الروايات النسائيَّة المحليَّة بصفة عامَّة مبشّرة بالخير، لكن ما زالت هنالك فجوة ونقص كبير للروائيات السعوديات، حيث إن أكثر الكاتبات يتجهن للنص السردي أو الشعر، وهذا الأمر مؤسف في الحقيقة بقدر ما هو جميل، لكن في ظلِ هذا الزخم الأدبي نحن بحاجةٍ لروائيات يأخذن على عاتقهنَّ أدب الرواية؛ حتى نستطيع أن نحدث نقلة أدبيَّة في هذا الجانب بالذات، فالرواية المحليَّة تتميز ببساطتها، التي تتفاوت من كاتب لآخر، لكنَّها تفتقر للعمق، والنضج الكافي.
مزيد من المرونة
وتؤكد الكاتبة شذا عزوز، أنَّ وجود أقلام لسيدات سعوديات ميزة في حدِّ ذاته، لكن يحتاج الأمر لمزيد من المرونة في اختيار المواضيع، فغالب التوجه في الروايات السعوديَّة اجتماعي أو عاطفي بالدرجة الأولى، أما ناحية الأسلوب فقد تفوقت بعض الكاتبات عن البعض الآخر في تصوير الأحداث، أو ترابط مجريات القصة ببعضها، أو جودة الكلمة والحرف، ومع الوقت ستبقى أسماء على الساحة وستختفي أسماء.

تفتقد للعمق والحبكة الأدبيَّة
يظهر هناك وجه آخر من قارئات الرواية السعودية، حيث يظل بالنسبة لهن مجهولاً وغير مشجع للاطلاع عليه، خاصة بالنسبة للروائيات السعوديات، هذا ما أفادت به الدكتورة تغريد الجدعاني، أستاذة مساعدة بجامعة الملك عبدالعزيز، التي أكدت على ندرة الروائيات السعوديات بسبب قلة النشاط الإعلامي والإعلاني لإصداراتهنَّ الأدبيَّة، بعكس الروائي السعودي، وأضافت: في السنوات الأخيرة انتشرت معارض الكتاب والتعريف الذي يرافق هذه المحافل؛ إلا أنَّه في ظل زخم العدد المهول من الإصدارات الأدبيَّة العربيَّة والأجنبيَّة، تظل الروائيَّة السعودية غائبَّة، فالإنتاج الروائي النسائي المحلي، يفتقد للعمق والحبكة الأدبية، ويميل إلى المعالجة السطحيَّة في الطرح، بالإضافة إلى ضعف البعد الذي تتناوله الأديبات السعوديَّات، والذي ينحصر في مشكلات اجتماعية من دون تجديد أو تناول معاصر للحدث العالمي.
أسلوب ركيك لقصص حياتيَّة
وتستكمل الفنانة التشكيليَّة غادة المحمدي قائلة: في اعتقادي أنَّ الرواية السعوديَّة، تفتقر الأسلوب الرصين والعمق الفكري، وتعتمد على اللعب على وتر تابوهات مثل الدين والجنس والسياسة كعناوين لجذب القارئ، بينما المحتوى لا يناقَش بعمق، فأغلبها ذات أسلوب ركيك لقصص تجارب حياتية، تفتقر للتحليل، وبحاجة لطرح جدي بعيداً عن المواربة بين الجرأة لجذب القارئ، والمداراة خوفاً من المجتمع.
شيق ومثير
وترى الإعلاميَّة والصحافيَّة رفيف زهران الموضوع من ناحية مختلفة جداً، حيث تقول: أعتقد بأنَّ الروائيات السعوديات ما زال لديهنَّ كثير من القصص لم تروَ بعد، فتجربة الروائيَّة السعوديَّة ما زالت تخطو خطواتها الأولى، فلا نستطيع مقارنتها بالتجارب العالميَّة أو العربيَّة، رغم ذلك أرى أنَّ أسلوب الرواية هنا شيق وراق ومثير.