إنها تلك الشوائب العالقة في ثوبنا الأبيض، تلك الكذبات التي تنصب أقوالها لكي تجعلنا نصدق أنها من العقل الذي لا يعرف أن تلك الأشياء المتجمعة في بلورات ثلجية تخلق داخلنا أنها مياه ولكنها ثاني أكسيد الكربون الناتج عن عملية حرق الهواء بأحشائنا دون أن ندرى، إنها الأفكار المحبطة التي تنتج بظواهر جانبية دون قصد، تلك الأفكار الخبيثة التي تخلف وراءها مشاعر انهزامية، تلك الناتجة من توابع القدر من بعض الناس الذين تجمعنا بهم لحظات مختلطة ما بين الخوف والقلق والحب والسلام، ذلك الخليط لا تفسير له ولا نعرف عن احتوائه على أفكار محبطة كثيرة عن عدم القدرة على التخلص وعدم الهروب وعدم الراحة وعدم عودة الماضي كما كان حالنا سابقاً.

عن تلك المسائل العميقة التي لا تجدي لها حلاً ما دمت بداخلها نتحدث مع المختص النفسي علاء العارف ليخبرنا عن كيفية التعامل الأمثل معها. 

يرشدنا العارف للتعامل معها قائلاً: لكي تستطيعي هزمها عليك أن تتركيها لبعض الوقت، وتنظري نظرة خارجية للأمور، ثم تتبعي هذه الخطوات:
1- الانعزال التام عن المشكلة.
2- رسم المشكلة على ورقة صغيرة حتى نرى مقدار حجمها ومقدار حجمنا نحن.
3- إعادة النظر في أسباب كل تلك الأفكار من حيث المكان والزمان والظروف.
4- ستجدين القدر محيطاً بكل شيء حتى أنه محيط بنا، والقدر يحتوي على الألم والأمل معاً بنفس الحروف.
5- أعيدي صياغة حروف الآلام والإحباط والقلق والخوف واصنعي ترتيب الكلمات التي تحبينها.
6- الزمن هو العامل المستمر والوحيد الذي نشعر فيه بالتوقف والزهد وحالات الاقتراب من الموت بالرغم من أنه مستمر وتستمر كل الأشياء داخلنا وحولنا معه، لكن تلك الأفكار خدعتنا بإدراك الحقائق، فكل شيء مار فقط، وشدة الآلام تحتاج لبعض الوقت لذهاب صفير الصراخ من آذاننا، فكوني على اقتناع أن القدر من الله والله دائماً خير، ولو أصابك مكروه حقاً أو أقنعتك تلك الأشياء السيئة بأنه حقاً مكروه فاقنعيها أنت بأن هناك خير يتبعها.
7- بعد أن واجهت تلك القوافل المغيرة أصبحت قادرة على أن تتغلبي على كل شيء منها.
8- اصنعي بداخلك قوانين وبروتوكولات عرفية للتعامل مع كل أمر في حياتك سواء كان كبيراً أو صغيراً، واجعليها صارمة ومرنة وقوية وضعيفة؛ لأن الضعف فيك من معالم الحياة، فلا تتم فيها القوة دون ضعف والعلم دون جهل، واسعي للكمال الحقيقي وليس الكمال المخادع.
9- بكل تلك الأفعال يمكنك أن تقدمي الجهد مقدماً وستجدين الجهد المقابل لجهدك من الله، وهنا تتحقق العدالة الإلهية.