شكري المبخوت يفوز بالبوكر 2015 ويهدي فوزه لنساء تونس

6 صور

شكّل فوز د. شكري المبخوت، بالجائزة العالمية للرواية العربية بوكر 2015 عن روايته «الطلياني» الصادرة عن «دار التنوير» في 344 صفحة و12 فصلاً، حدثاً ثقافياً كبيراً في تونس، وقد جرى اختيار الرواية الفائزة باعتبارها أفضل عمل روائي نُشر خلال الاثني عشر شهراً الماضية من بين 180 رواية مرشحة من 15 بلداً عربياً،

وجاءت هذه الجائزة الهامّة لتؤكد مكانة الرّواية التونسيّة في الساحة الإبداعية العربية، وتحقق حلماً لجيل كامل من الروائيين التونسييّن باعتراف المشرق بإبداعهم، وبشهادة الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي، رئيس لجنة تحكيم الجائزة، فإنّ رواية «الطلياني» عمل فني يضيف للمنجز الروائي التونسي والعربي، ويتعلق به القارئ منذ سطره الأول حتى سطره الأخير.
إن الجائزة العالمية للرواية العربية «بوكر» أنشئت في أبوظبي بتمويل إماراتي، وبدعم من مؤسسة جائزة «بوكر» البريطانية وينال الفائز بها 50 ألف دولار.


الإهداء: إلى نساء تونس
يقول شكري المبخوت إنه يهدي هذا التتويج إلى نساء تونس؛ لأنهن كما قال الشاعر الصغير أولاد أحمد «نساء ونصف»، وقد نجح الروائي في تصوير الشخصيات النسائية على غرار «زينة» التي هي صورة من حيرة جزء من مثقفات تونس المتحررات تحرراً جذرياً، وانسداد الأفق أمامهن، فهي، كما يصفها المؤلف نفسه، فقيرة نابغة محطمة منذ الصغر نفسياً وجسدياً وهي «الهامش المبدع»، وفي الرواية شخصيات «للا جنينة» ونجلاء وريم، وكلهن يحلمن بالتحرر ومصارعة مجتمع محافظ منافق. والروائي اختار أن يكرم المرأة التونسية في روايته الأولى هذه وهو يقول: «إن البطل الرئيسي هو رجل، لكن البطلات الحقيقيات كن النساء الحاضرات بقوة في الرواية اللواتي صنعنه ليصبح كذلك» والبطل وهو الطلياني سمي كذلك لوسامته.

باكورة الإنتاج
وشكري المبخوت «53 عاماً» يشغل حالياً رئيس جامعة «منوبة» وهو حاصل على دكتوراه الدولة، وهو معروف كأكاديمي وباحث جامعي في اللغة والحضارة العربية، وله دراسات علمية مرموقة، وهو عضو في هيئات تحرير عدد من المجلات منها مجلة «إيلا»، التي يصدرها معهد الآداب العربية بتونس، ومجلة Romano Arabica التي يصدرها مركز الدراسات العربية التابع لجامعة «بوخارست» برومانيا، ولكنه لم يكن معروفاً كروائي، ورواية «الطلياني» هي باكورة إنتاجه، وقد لفتت انتباه القراء والنقاد حال صدورها لحبكة السرد فيها.
وجاءت هذه الرواية وهي باكورة إنتاجه الروائي تستنطق التاريخ التونسي المعاصر وتحاسب جيلاً كاملاً من اليساريين، وتدور أحداثها في فترة هامة من تاريخ تونس المعاصر، عندما قام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، يوم 7 نوفمبر 1987 بانقلاب أبيض على الرئيس التونسي الأول الحبيب بورقيبة، وأزاحه من الحكم، وأحداث الرواية وشخوصها تصور آمال وانتكاسات جيل بأكمله، هو بلا شك جيل المؤلف نفسه، ذلك أن الكثير من الأشخاص والأحداث مستمدة مما عاشه الكاتب وشاهده، عندما كان طالباً ثم أستاذاً في كلية الآداب بـ«منوبة»، وبطل الرواية هو عبد الناصر الطلياني، عاش الصراعات الكثيرة في الجامعة التونسية بين اليساريين والإسلاميين، كما عاش مغامرات عاطفية، والرواية تتناول من خلال موضوعها مأزق المثقّف العربي، وبها بعد رمزي غطته كثافة الأحداث وهي، على حد تعبير أحد النقاد، محاولة للغوص في أعماق المزاج التونسي المشوش والمربك، وقد تعمّد الروائي إسقاط بعض الأحداث على الواقع التونسي اليوم.

من كتب شكري المبخوت المنشورة:
1992: سيرة الغائب، سيرة الآتي، السيرة الذاتية في كتاب «الأيام» لطه حسين، دار الجنوب.
1993: جمالية الألفة، النص ومتقبّله في التراث النقدي، بيت الحكمة، تونس.
2006: إنشاء النفي، مركز النشر الجامعي، كلية الآداب والفنون والإنسانيات، تونس
2006: الاستدلال البلاغي، كلية الآداب والفنون والإنسانيات (وحدة البحث في تحليل الخطاب) ودار المعرفة، تونس (طبعة ثانية، 2010، دار الكتاب الجديد المتحدة، بيروت.
2007: المعنى المحال، دار مرايا الحداثة، تونس.
2008: نظريّة الأعمال اللغويّة، دار مسكلياني، تونس.
2009: توجيه النفي في تعامله مع الجهات والأسوار والروابط، دار الكتاب الجديد المتحدة، بيروت.
2010: دائرة الأعمال اللغويّة، دار الكتاب الجديد المتحدة، بيروت.
2012: الأدب المدرسة والإيديولوجيا، مركز النشر الجامعي، تونس ( تحت الطبع ).
وترجم:
1987: الشعرية لتزيفتان تودوروف، دار توبقال، الدار البيضاء (بالاشتراك) / الطبعة الثانية 1990.
1995: تخييل الأصول، الإسلام وكتابة الحداثة، دار الجنوب، تونس، سلسلة «معالم الحداثة».
2010: المعجم الموسوعي للتداولية، المركز الوطني للترجمة، تونس (بالاشتراك).