تقنية الهولوجرام والتصوير المجسم

علم تجسيم الصور بأشعة الليزر
استخدام الهولوجرام في نشرات الأخبار
2 صور

تشهد كل دقيقة في أيامنا الحالية ولادة جيل جديد وآلات جديدة، وتقنيات مختلفة باختلاف الحاجات البشرية، وفي كل يوم نسمع اسماً جديداً لعلم حديث يخدم فئات مختلفة وحاجات متفاوتة، وفي علم الصور والتصوير ظهرت طفرة أُطلق عليها اسم علم الهولوجرام، الذي يعمل على تجسيم الصور باستخدام أشعة الليزر.

ما المقصود بالهولوجرام؟
تعتبر فكرة علم الهولوجرام أو ما يسمى بـHolography، أو الشعاع الأزرق، من أهم ما توصل إليه العلم الحديث في مجال الصور والتصوير، فهو العلم الذي يعمل على إعادة تكوين صور الأجسام الثلاثية الأبعاد باستخدام أشعة الليزر؛ حيث يعد الليزر من أنقى أنواع الضوء المعروفة، وما يميزه أنّ له نفس التردد، فتظهر باستخدامه الصور مجسمة بأضواء في الهواء دون مصدر للضوء، ودون سطح لانعكاس الضوء عليه، فتبدو الأشياء وكأنها حقيقية أمامنا، إلا أننا عندما نقترب لتحسسها يتعذر علينا ذلك، فهي مجرد صور في الهواء وليست أجساماً حقيقية، ويمكننا تمرير أيدينا من خلالها، وقد تفوقت هذه التقنية على تقنية الـ3D التي تظهر الصور ثلاثية الأبعاد باستخدام نظارات خاصة.

فكرة الهولوجرام
تعتمد فكرة الهولوجرام على تداخل أشعة الليزر، وذلك باعتماد قوانين الموجات في الفيزياء، فإنه عند التقاء قمتي موجتين فإنهما تتحدان لتشكّلا موجة أكبر مرتين، أما إذا التقت قمة موجة بقاع موجة أخرى تنعدم الموجتان؛ مكونة منطقة سكون. فيعتمد هذا العلم على شبكة في غاية التعقيد من التداخلات الموجية المعقدة، التي تسجل على لوح وهو ما يسمى بالهولوجرام.

تاريخ هذا العلم وطريقة عمله
التصوير المجسم المعروف بالهولوجرام يختلف عن التصوير العادي بعدة محاور أساسية، أهمها: أنه يعتمد على تسجيل سعة الموجات للجسم وطوّرها، والصورة تتكون في الفضاء وليس على ورق، كما في التصوير العادي، ولا يمكن للصورة المصورة باستخدام الهولوجرام أن تتميز عن الجسم الأصلي قطعياً. ويرجع تاريخ هذا العلم إلى عام 1947؛ عندما حاول العالم دينيس جابور تحسين قوة التكبير في الميكروسكوب الإلكتروني، وبسبب شح الموارد الضوئية وقتها تأخر ظهور التصوير المجسم، حتى ظهر الليزر عام 1960، فتم العمل من قبل العالم جيوريس أوباتنيكس على استخدام الليزر والهولوجرام كوسيط عرض ثلاثي الأبعاد. وفي عام 1972 بدأت التجارب بالتوالي، حتى توصل العلماء لتقسيم حزم أشعة الليزر إلى قسمين؛ نصفها يسقط على مرآة مستوية تجزئ الأشعة وتعكسها على لوح فوتوجرافي، وتسمى هذه الأشعة بأشعة المرجع.. والجزء الآخر من الأشعة يسقط على الجسم المراد تصويره، وتسمى هذه الأشعة بأشعة الجسم، فعندما يلتقي الشعاعان ينتج تداخل للأشعة في مناطق مظلمة وأخرى مضيئة.

استخداماته ومحاسنه
يمكن تطبيق التصوير المجسم لعدة أغراض وأهداف، أهمها: ما كان تجارياً إعلانياً في طريقة عرض المنتجات، وفي تصوير الأفلام الخيالية والأفلام العلمية، التي تبدو للإنسان أنه يرى أرواحاً تتحرك أمامه ولا يمكنه لمسها، كما أنه يستخدم حالياً للقضاء على التزوير؛ كونه مستحيل النسخ، لا عن طريق آلات التصوير، ولا حتى عن طريق الماسح الضوئي المعروف بالـ«سكانر»، إلا أنّ هذا العلم لا يزال بحاجة للتطوير؛ لأنّ المشاكل التقنية متعلقة بشاشات العرض.