إدارة الوقت نظام يؤثر في حياة الأطفال
علمي طفلك قيمة الوقت
2 صور

إذا لم يتدرب الأطفال على العادات الحسنة في الصغر، فإنهم سيقضون بقية أعمارهم وهم يحاولون التغلب على عادات سيئة، وقد يهتم معظم الآباء والأمهات بتدريب أبنائهم عشرات المرات على آداب المائدة واستقبال الضيوف، إلا أن قليلاً منهم يدربون أبناءهم على تنظيم ساعات يومهم.


اختصاصية علم النفس والتوجيه التربوي سهام عبد الرحيم زين توضح أن إدارة الوقت نظام يؤثر في حياة الأطفال على كافة الأصعدة الاجتماعية، والجسمية، والعقلية، والروحية، وأنها مهارة يحتاج كل طفل إلى تعلمها، وتحتاج إلى تدريب كأي مهارة أخرى، فإذا تعلم الطفل منذ الصغر كيف يستغل وقته بشكل فعال وسليم، فإنه بالتأكيد سيكون شخصية ناجحة بشكل عام، سواء دراسياً أو اجتماعياً، بشرط أن يكون تعليم الطفل لتنظيم وقته منذ الصغر قبل دخول المدرسة؛ لأن مفهوم تنظيم الوقت قد لا يدركه الطفل بسهولة، لذلك على الأسرة التحلي بالصبر في التعامل طفلهم، والتأكد أنه عندما يتم تعليمه كيف يدير وقته في عمر مبكر، فإنه سيتمتع بمهارة يمكنه استعمالها مدى الحياة.


إليك بعض الإرشادات التي يمكن من خلالها تعليم الطفل قيمة الوقت:


- أحضري له ساعة
لتوضح قيمة الوقت لطفلك يمكنك إحضار ساعة له، ودعيه يفكر في المدة التي تستغرقها الأشياء التي يفعلها، وهنا تبرز أهمية تحديد روتين خاص للطفل لا يتغير إلا للضرورة، فيجب أن يكون هناك موعد للنوم، ومواعيد محددة لتناول الطعام، حتى اللعب يجب أن يكون محدداً بوقت ضمن النظام اليومي للطفل، فعلى سبيل المثال إذا كان موعد نومه في الثامنة مساء ويريد أن تحكي له قصة قبل النوم فاطلبي منه أن يستعد للنوم في موعد مبكر عن المعتاد، حتى تتمكني من القراءة له قبل موعد النوم.


- لا للتأجيل
"لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد"، مقولة يجب أن تتخذها الأسرة شعاراً لها في الحياة، وعلى الوالدين تعليم طفلهما بألا يقوم بتأجيل أي مهام خاصة بالدراسة، سواء كان الواجب المدرسي، أو الأنشطة، أو الاستعداد للامتحان، وغرس فيه أهمية وضرورة الالتزام بالمواعيد التي سينجز فيها مهامه المدرسية.


- الوقت يمر بسرعة
يجب أن يدرك الطفل بأنه عندما يبدأ مبكراً في أي عمل يجب عليه إنجازه بهمة ونشاط، وليعلم أن ذلك سيخفف من حدة الضغوط عليه نتيجة تراكم المهام التي تنتظر منه إنجازها، فالمقولة الشهيرة "أن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك" لم تأتِ من فراغ.


- أتركي له حرية الاختيار
لا تلزمي طفلك بإنهاء فروضه المنزلية حين عودته من المدرسة، بل أتركي له متنفساً من حرية الاختيار ولو قليلاً، فمثلاً قدمي له الطعام، واجعليه يأخذ قسطاً من الراحة، واحرصي أن ينهي فروضه قبل الليل، حتى لا يشعر بالضيق، وأن الفروض كثيرة والوقت ضيق.


- أنشطة مختلفة
احرصي على أن تشركي طفلك في أنشطة ترفيهية أو أنشطة رياضية، ونوعي له الأنشطة حتى يدرك قدراته وهواياته، فالالتزام بمواعيد الالتقاء مع الفريق أو التدريبات يعزز من شعور الطفل بالوقت، ويجعله أكثر احتراماً للمواعيد، وعليك مراقبة طفلك أثناء ممارسة تلك الأنشطة خلال السنة الدراسية، وما إذا كانت أثرت عليه بشكل إيجابي أم سلبي، وإذا تأثر وقته أم أنه يعيش يومه بشكل طبيعي، وكذلك إذا تغير أسلوبه الاجتماعي بشكل جيد أم بشكل عكسي، فإن لاحظتِ تأثره سلباً فالأولى عدم ممارسته لأي أنشطة لحين انتهاء السنة الدراسية.


- لا تشقي عليه
لا تتوقعي من طفلك ما يفوق طاقته، فقد يخطئ الآباء حينما يتوقعون تميز أطفالهم بشكل كبير، بل وينتظرون منهم تحقيق مكاسب وبطولات فائقة، فلا تلزميه بأي عمل وفقاً لمواعيد محددة لا يحيد عنها، بل شجعيه حتى ينصب تركيزه على النشاط أو العمل الموكل إليه دون أن يشعر بقيود تلاحقه.


- دعيه يستمتع بوقته
إذا كان الأطفال في بداية سن الدراسة، فإن التعلم والعمل الجاد يحتل معظم أوقاتهم، ولاشك أنهم يحتاجون إلى وقت للراحة، لكي يكتشفوا الحياة من حولهم، ويستمتعوا بذلك الاكتشاف، وأفضل الأوقات لذلك هو عطلة نهاية الأسبوع، لذا استغلي الإجازات، وخططي لرحلة إلى الشاطئ، أو رحلة برية، أو الذهاب إلى مدينة الملاهي، أي خذيهم إلى مكان ينطلقون فيه ويلعبون بحرية ويقفزون ويضحكون