«فتاة الماوكلي» لم تعش مع القرود!

فتاة الماوكلي
أردنية بين أبرز الشخصيات الشبابية تأثيراً في العالم
الفتاة تُرِكَت في البرية بواسطة ذويها
الشرطة الهندية تعمل في الوقت الحالي على تحديد هوية الفتاة ومن هم أهلها
4 صور

بعد أن عثرت السلطات الأمنية الهندية على فتاة تبلغ من العمر ثماني سنوات في غابات «كاتارنيا غات» في شمالي الهند، وقد تمّ إيجادها وهي عارية وغير قادرة على الكلام وتتصرف كالـ«الحيوان» تمشي وتركض على يديها ورجليها، وتتناول طعامها على قاع الأرض، وتُطلق صيحات عالية على الماريّن، وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية، تعامل المحققون والأطباء مع القضية، فاتضح أخيرًا أنّ القصة الحقيقية أكثر قسوة، وبعد ظهور مؤشرات التحسن السريع على الفتاة بعد اقتيادها إلى مستشفى في مدينة «بهريش» الهندية التابعة لولاية أوتاربراديش شمال البلاد، توصل الأطباء إلى أنّ الفتاة تُرِكَت في البرية بواسطة ذويها أو المسؤولين عن رعايتها.

ووفقًا لتقارير صحيفة هندوستان تايمز في ولاية أوتار براديش الهندية، إلى أنّ الشرطة اضطرت لمحاربة القرود، وذلك من أجل إنقاذ الفتاة، حيث ذكر رئيس حُرّاس الغابات «جيه بى سينغ» أنّ الفتاة وُجدت بالفعل على جانب الطريق بالقرب من الغابات، وعلى الرغم من وجود قرود في محيطها، إلا أنّ الحُرّاس لم يعثروا على الفتاة وهي تعيش مع تلك القرود، كما قال: «أعتقد أنّ أفراد أسرة هذه الفتاة كانوا على علم بأنّها غير قادرة على الكلام، وربما يكونون قد تركوها بالقرب من طريق الغابات، وإنّ عاشت مع القرود فإنّ ذلك لبضعة أيام فقط، وليس لفترة طويلة»، وأضاف: «تعبيرات وجه الفتاة تظهر أنها معاقة، ليس فقط عقليًا ولكن أيضًا جسديًا».

وذكر المسؤول الطبي في مستشفى بهريش «دي كاي سينغ» أنّه من الصعب تحديد الزمن الذي تمّ فيه التخلي عن الفتاة، وأرجع سبب تخلي الأهل عنها هو أنّ الشعب الهندي لا يُحب ذرية الإناث، كما أن الفتاة غير سليمة عقليًا، كما أخبر «أنكور لال» كبير الأطباء لمنطقة باهريش، أنّ طبيعة إعاقة الطفلة «ما زالت قيد التحقيق»، ولكن من غير المرجح أن تكون قد تربت في الغابة، كما قالت «رانجانا كوماري» الناشطة والرائدة في حركة تعزيز ورفاهية الفتيات في المجتمع الهندي: «إن حقيقة الأمر هي أن عائلتها لم تكن ترغب في الاعتناء بها، ولا سيما أنّ الفتاة من المناطق الريفية» واستطردت: «تقوم بعض الأسر والعائلات بتقدير الفتيات بشكل أقل من الصبيان، لذا يفضلون التخلص من الفتاة عن تربيتها وإنفاق المال عليها، كما أنّ الدولة الهندية لا تُقدم سوى القليل من المساعدات للعائلات الفقيرة التي لديها أطفال معاقون، وعندما يكون المولود فتاة، فإنّ المشكلة تُصبح مضاعفة».

تجدر الإشارة إلى أنّ الشرطة الهندية تعمل في الوقت الحالي على تحديد هوية الفتاة ومن هم أهلها، في حين أنّها سيتم إيداعها في دار رعاية الأطفال في منطقة «لكنهو» لتستكمل رحلة علاجها.