سميح القاسم في ذكرى ميلاده.. لماذا أراد ركاب الحافلة قتله

سميح القاسم يلقي أشعاره أمام الآلاف في مظاهرة إحياء ذكرى يوم الأرض.
سميح القاسم يتسلم شهادة الدراسة الثانوية من رئيس بلدية الناصرة أمين جرجورة. الناصرة، 1957.
الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري يتوسط الشاعرين سميح القاسم (من اليمين) ومحمود درويش (من اليسار).
سميح القاسم ومحمود درويش في أمسية شعرية لدرويش في الناصرة عام 2000.
الشاعر المقاوم سميح القاسم.
سميح القاسم (الثاني من اليسار) ومحمود درويش (الأول من اليسار) يستمعون إلى الكاتب توفيق فيّاض وهو يقرأ من روايته الأولى “المشوّهون”. حيفا، 1963.
7 صور

من رحم الأزمات أتى محملاً بكل العنفوان والإصرار والعزيمة كي يقول ما يشاء متى ما شاء وكيف ما أشاء؛ بهامة مرفوعة وقامة تطاول حدود السماء كالحرية التي طالما تحدث عنها وتغنى بها مطولاً، ضارباً الأمثلة في كفاح شعبه وداعماً له بشعره ومواقفه للسير قُدماً لمقاومة المحتل دون كلل أو ملل.
إنّه شاعرنا سميح القاسم الذي ولد في مثل هذا اليوم 11 مايو/أيار 1939 في مدينة الزرقاء الأردنية ودرس في بلدة الرامة وبالناصرة شمال فلسطين، واعتقل عدة مرات، وفرضت عليه الإقامة الجبرية من قوات الاحتلال بسبب مواقفه الوطنية والقومية، وهو متزوج وأب لأربعة أولاد هم: وطن ووضاح وعمر وياسر.

طفولته المبكرة
يروى أن والد القاسم كان ضابطاً في قوّة حدود شرق الأردن، وفي إحدى رحلات العودة إلى فلسطين في القطار خلال الحرب العالمية الثانية ونظام التعتيم، بكى الطفل سميح فذُعر الركَّاب وخافوا أن تهتدي إليهم الطائرات الألمانية. وبلغَ بهم الذعر درجة التهديد بقتل الطفل إلى أن اضطر الوالد إلى إشهار سلاحه في وجوههم لردعهم، وحين رُوِيَت الحكاية لسميح القاسم فيما بعد، قال: "حسناً... لقد حاولوا إخراسي منذ الطفولة سأريهم سأتكلّم متى أشاء وفي أيّ وقت وبأعلى صَوت، لن يقوى أحد على إسكاتي".
يعتبر القاسم أحد أهم وأشهر الشعراء العرب والفلسطينيين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والمقاومة من داخل أراضي عام 48. ويتناول في شعره الكفاح ومعاناة الفلسطينيين، وما أن بلغ الثلاثين حتى كان نشر ست مجموعات شعرية حازت على شهرة واسعة في العالم العربي.


مسيرته العملية
كان القاسم من مؤسسي صحيفة "كل العرب" ورئيس تحريرها الفخري، إلى جانب إسهامه في تحرير "الغد" و"الاتحاد" ثم رَئِسَ تحرير جريدة "هذا العالم" عام 1966. ولاحقاً عاد للعمل مُحرراً أدبياً في "الاتحاد" وأمين عام تحرير "الجديد" ثمَّ رئيس تحريرها. وأسَّسَ منشورات "عربسك" في حيفا، مع الكاتب عصام خوري سنة 1973، وأدار فيما بعد "المؤسسة الشعبية للفنون" في حيفا. وترأس الاتحاد العام للكتاب العرب الفلسطينيين منذ تأسيسهما.

نتاجه الأدبي
قدم سميح العديد من الأعمال تنوعت بين الشعر و القصائد و من أهمها ” قصائد مواكب الشمس ، قصائد أغاني الدروب ، قصائد دمي على كفِّي ، قصائد دخان البراكين ، قصائد سقوط الأقنعة ، ويكون أن يأتي طائر الرعد ، قصائد إسكندرون في رحلة الخارج ورحلة الداخل ، قصائد عن الموقف والفن ، قصائد ديوان سميح القاسم ، قصائد قرآن الموت والياسمين، مراثي سميح القاسم ” إلى جانب العديد من الأعمال الأخر، فقد صَدَرَ له أكثر من 60 كتاباً في الشعر والقصة والمسرح والمقالة والترجمة .
مقتطفات من شعره

قصيدة منتصب القامة
منتصب القامة أمشي مرفوع الهامة أمشي
في كفي قصفة زيتون وعلى كتفي نعشي
وأنا أمشي وأنا أمشي
قلبي قمر أحمر قلبي بستان
فيه فيه العوسج فيه الريحان
شفتاي سماء تمطر ناراً حيناً حباً أحيان
في كفي قصفة زيتون وعلى كتفي نعشي
وأنا أمشي وأنا أمشي

قصيدة تقدموا تقدموا...
تقدموا
تقدموا
كل سماء فوقكم جهنم
وكل ارض تحتكم جهنم
تقدموا

يموت منا الطفل والشيخ
ولا يستسلم
وتسقط الام على ابنائها القتلى
ولا تستسلم
تقدموا
تقدموا
بناقلات جندكم
وراجمات حقدكم
وهددوا
وشردوا
ويتموا
وهدموا
لن تكسروا اعماقنا
لن تهزموا اشواقنا
نحن القضاء المبرم
تقدموا
تقدموا

أدب الرسائل "شطري البرتقالة"
يعد سميح القاسم هو ومحمود درويش من مؤسسي أدب الرسائل الفلسطيني الحديث من خلال رسائلهما التي تبادلاها منذ فتوتهما الشعرية والزمنية، ونشرت على صفحات "اليوم السابع" في باريس ، وفي الملحق الثقافي لصحيفة "الاتحاد" العريقة في حيفا، وكان الكاتب القصصي الفلسطيني محمد علي طه أطلق عليها رسائل بين شقي البرتقالة الفلسطينية ، لأن صاحبهما فعلاً وحقاً يشكلان شطري البرتقالة الفلسطينية .

وفاته
توفى بتاريخ 19 أغسطس 2014 ميلادياً و كان قد بلغ من العمر 75 عام ؛ و ذلك بعد أن أصيب بمرض السرطان في الكبد و توفى على أثره .