«لا مفر من الهجمات السيبرانية، وعلى الشركات أن تبقى على استعداد»

جانب من اجتماع المجلس
قال خبير دولي في مجال الأمن السيبراني، إنه لا مفر من الهجمات السيبرانية، وأن الشركات ليس لديها خيار إلا الاستعداد لمواجهة هذه الهجمات بالطرق المناسبة.
وقال محمد شاهمير، مؤسس شركة فيليوكس، والخبير الدولي في مجال الأمن السيبراني، في كلمته التي ألقاها مؤخرًا أمام مجلس كبار مسئولي المعلومات في دولة الإمارات، الذي نظمته شركة سمارت ورلد، الشركة الرائدة في مجال تكامل النظم، في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومزود خدمات الجيل التالي من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات: «إن الهجمات السيبرانية تشكل تهديدًا كبيرًا، ليس فقط على الشركات، وإنما أيضًا على سلامة ووجود الناس».
وقد أصبحت الهجمات السيبرانية مصدر قلق كبير على صعيد المؤسسات في كافة أنحاء العالم؛ حيث تقدر الخسائر التي تسببت بها برمجية «واناكراي» الخبيئة التي طالت مؤخرًا 150 بلدًا، وضربت ما يزيد عن 200،000 جهاز كومبيوتر، بنحو 4 مليارات دولار، وذلك وفقًا لشركة ساينس المتخصصة في «نمذجة المخاطر السيبرانية».
ومن جهة أخرى؛ فقد توقعت شركة سايبر سيكيوريتي فيتشرز، نمو التكاليف السنوية الناجمة عن الجرائم السيبرانية، التي تضرب كافة أنحاء العالم، بما في ذلك الأضرار والتلف على صعيد البيانات، وسرقة الأموال، والإنتاجية الضائعة، وسرقة حقوق الملكية الفكرية، وسرقة البيانات الشخصية والمالية، والاختلاس، والتحايل، وتعطل السير الطبيعي للأعمال التجارية في المرحلة التي تلي الهجوم، والتحقيق الجنائي، واستعادة وحذف البيانات والنظم التي تم الاستيلاء عليها؛ إضافة إلى الأضرار التي تلحق بالسمعة.
وقال سعيد الظاهري، رئيس مجلس إدارة شركة سمارت ورلد: «يتوجب على الشركات الوصول إلى مرحلة النضج؛ بحيث تصبح المؤسسة بأكملها على بينة تامة بمسألة الأمن؛ بدءًا من رئيسها وانتهاء بأي موظف فيها. ويجب على كبار مسئولي المعلومات إقناع قياداتهم بالتعامل مع الأمن كأولوية في المؤسسة، كما يجب على المؤسسات الاستثمار أيضًا في ضمان الأمن بنفس الطريقة التي تستثمر بها في مجالات أخرى، وذلك خشية أن تصبح الحلقة الأضعف التي يمكن أن تسبب أضرارًا جسيمة، وتبذل دولة الإمارات العربية المتحدة جهودًا على مختلف المستويات التي تحتاج لأن تكون موحدة».
وقال عبدالقادر عبيد علي، الرئيس التنفيذي لشركة سمارت ورلد: «سيكون لدى العالم ما يزيد عن 50 مليار متصل بحلول العام 2020، ودولة الإمارات العربية المتحدة سباقة لجهة اعتماد أحدث التكنولوجيات؛ حيث تحمل هذه المعلومة في طياتها مسئولية وتحدي ضمان السلامة في وجه الهجمات السيبرانية».
وقال أحمد الملا، رئيس مجلس إدارة مجلس كبار مسئولي المعلومات: «تنفق معظم الشركات المال لتجنب الهجمات، لكنك لا تستطيع فعليًا منعها، وتكمن المسألة الحاسمة في توليد الوعي ووضع خطة استجابة».
وقال محمد شاهمير متوجهًا إلى كبار مسئولي المعلومات: «الأمن السيبراني هو مطلب العصر؛ فكل شيء هذه الأيام بحاجة للإنترنت؛ مما يعني أيضًا أننا عرضة بشكل كبير للهجمات السيبرانية التي ليس بمقدورها أن تعطل الأعمال التجارية وحسب؛ بل يمكنها أيضًا أن تؤثر على سلامتنا ووجودنا؛ لذا على الشركات تدريب كافة موظفيها، واعتماد عقلية تقوم على الأمن في المؤسسة، وعقد ورشات عمل سيبرانية؛ حيث يمكن لمؤسسة ما أن تخسر كل شيء في حال عدم تبني الأمن كثقافة».
وتتضمن التحديات الجوهرية التي ستواجه مدن المستقبل الذكية، المنتجات غير الآمنة، والاختبارات غير الكافية، وسطح الهجوم الضخم والمعقد، وتغيّر العقليات والميزانيات، والافتقار إلى الرقابة والتنظيم؛ حيث يجب مواجهة هذه التحديات في أقرب وقت ممكن.