لولا هذا الرجل؛ لتحول هجوم لندن إلى مجزرةٍ كبيرة!!

قرب مكان الحادث
رجال الشرطة يمنعون الناس من الاقتراب
إسعاف أحد المصابين
3 صور
يعود الإرهاب من جديد ليضرب وسط لندن، ويوجه سهامه هذه المرة إلى «لندن بريدج»، بعد أن كان قد هاجم في 22 مارس الماضي جسرًا آخر، هو «جسر ويستمنستر»؛ مخلفًا يومها مقتل أربعة أشخاص، ويمكن القول إن آلية هجوم ليلة أمس، تشبه إلى حدٍ بعيد ما جرى في الهجوم السابق؛ حيث استخدم المهاجمون الثلاثة شاحنة صغيرة، وساروا بها بأقصى سرعة كي يدهسوا أكبر عدد من المشاة الذين كانوا يقطعون «لندن بريدج» London Bridge، أو كانوا يقفون على حافته متأملين النهر والمراكب والبنايات، وبعد عملية الدهس ترك المهاجمون الشاحنة واتجهوا بسكاكينهم نحو الناس، وقاموا بطعن عدد منهم بشكلٍ عشوائي؛ مما أدى إلى سقوط سبعة قتلى وحوالي خمسين جريحًا، بينهم ضابط في شرطة النقل أصيب بجروح خطيرة؛ فيما قُتل المهاجمون الثلاثة، وظهر أنهم كانوا يرتدون ما يشبه سترات ناسفة، تبين أنها مزيفة.

البطل الذي يرفض الكشف عن اسمه
هذا الهجوم يعد الثالث الذي يضرب بريطانيا خلال ثلاثة شهور، وقد عاش اللندنيون ليلة أمس «وهي عطلة نهاية الأسبوع» ساعات عصيبة، بعد أن أدى الهجوم إلى إغلاق محطات المترو وعدد من الشوارع الرئيسة، وأجبر بعض الناس على البقاء في المطاعم والنوادي وسط جلبة سيارات الشرطة والإسعاف التي كانت تدور في شوارع لندن، وبقيت هكذا حتى الصباح، وقد كتب رئيس بلدية لندن «صادق خان»، في تغريدة له: «ليس هناك ما يبرر مثل هذه الأعمال الوحشية»، ولكن وسط كل هذه الأخبار الحزينة التي تتناقلها وكالات الأنباء، كان ثمة حيزٍ للمواقف الإنسانية التي رافقت هذا الهجوم؛ حيث سلط الإعلام الضوء على سائق تاكسي كان موجودًا بالمصادفة ساعة الهجوم، وبدلاً من الهرب لحظة نزول المهاجمين الثلاثة وهم يحملون السكاكين؛ فقد فضّل هذا السائق الذي رفض الكشف عن هويته أن يتصرف بذكاء وشجاعة كما نقلت «إذاعة بي بي سي» البريطانية، وعمل جاهدًا على إعاقة حركة المهاجمين بسيارته لحين وصول رجال الشرطة إلى المكان، كما عمل كمرشد للناس الذين كانوا يركضون على الجسر من دون أن يعرفوا أية وجهة يقصدون، وقام بإرشادهم إلى الممرات الآمنة، ولم يكتفِ بذلك؛ بل حاول تنبيه الناس في المناطق المحيطة بالجسر، والذين لم يكونوا قد سمعوا بالهجوم بعد، وحثهم على الابتعاد عن الجسر وعدم الاقتراب من المكان.
وقد نجح هذا الرجل بشجاعته وحنكته في إفشال جزء كبير من الهجوم، والحد من عدد الضحايا بشكل لافت، ولولا تدخله السريع؛ لحدثت مجزرة كبيرة على الجسر، وقد وصفته الإذاعة بالبطل، أما هو فقد رفض ذكر اسمه أو كشف هويته، وابتعد عن الأضواء؛ مكتفيًا برضاه عن نفسه وامتحانه لإنسانيته.