انتفاضة نسائيَّة بسبب خاطفات الأزواج

راشد العمرو
2 صور

يبدو أنَّ المرأة في مجتمعنا متعطِّشة لأي قانون أو عقوبة يمكن أن تفتح لها طريق الانتقام ممن تفكر في خطف زوجها الحبيب، وهو ما بدا من خلال الانتفاضة النسائيَّة «النقاشيَّة» بسبب تغريدة لإحدى الإعلاميات السعوديات والتي جاء فيها: «منقول.. حكم بالقضاء السعودي وقانون الجلد وسجن أي حبيبة وعشيقة للرجل المتزوِّج وكذلك العكس»، تعقيبًا على قانون «التخبيب».
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي ومجموعات الـ«واتس آب» والمجالس النسائيَّة نقاشات قويَّة انقسمن فيها بين مؤيدة ومعارضة، ما سبب لبسًا في حقيقة مفهوم التخبيب وقانونه.


«سيدتي» رصدت بعض الآراء الخاصة لنساء متزوِّجات وغير متزوِّجات للتعرُّف إلى وجهة نظرهنَّ حول قانون التخبيب.

لا يفيد كثيرًا
سامية محمد موظفة، متزوجة، رأت أنَّ نسبة النساء اللواتي سيستفدن من هذا القانون قليلة لسببين، الأول الجهل بقانون التخبيب، والثاني يحتاج من المرأة شجاعة، وأضافت: القانون قائم في حالة واحدة وهي أن تكون المرأة تخطط للاستيلاء على رجل متزوِّج وهدم بيته، أما إذا كان الزوج على علاقة معها بكامل رغبته، فمن الممكن أن يصحح علاقته بها بالزواج إذا فكرت الزوجة في رفع دعوى تخبيب.


إنصاف للمرأة
أما هلا الغواطي موظفة عزباء، فقالت: هذا القانون أنصف المرأة التي عانت كثيرًا من موضوع خيانة الزوج، لكن فيه ظلم لبعض الفتيات المحترمات اللواتي ربما يكنَّ ضحيَّة لملاحقة رجل متزوِّج لهنَّ والزوجة من الطبيعي ستفهم العكس.

الأسباب قبل العقوبات
الاختصاصيَّة النفسيَّة هيفاء البابطين متزوجة، طالبت بالبحث وراء أسباب الخيانة الزوجيَّة وأسباب بحث الرجل عن عشيقة.
وتوافقها الرأي سهاد الحاج معلمة عزباء، بقولها: بهذا القانون ستفتح الأعين على أمر غير متفشٍ، فالأجدر توعية المجتمع بالأسباب.
واختصرت رباب حسنين ربة منزل، متزوِّجة، رأيها قائلة: ما دخل القضاء إذا كان الرضا بين الأطراف موجودًا، ومن المحتمل أن يتزوَّج الزوج حبيبته.
وباستنكار شديد أضافت سحر محمد، موظفة، مطلقة: «جلد مرَّة واحدة»! لماذا ما هو الجرم؟! هل قُبض عليهما في ممارسة غير شرعيَّة مثلاً؟! برأيي ما تم تداوله غير منطقي ولا أتوقع صحته.

الرأي القانوني
المحامي والمستشار القانوني، راشد العمرو، أوضح لنا أبعاد ما تم تداوله، وحقيقة العقوبات ومفهوم التخبيب، وعرفه بأنه إفساد العلاقة الزوجيَّة لتصل إلى الطلاق أو الانفصال والتخريب، وتكون من أي طرف خارج نطاق الزوجين ولا يقتصر على حبيبة أو عشيقة، بل أي محرض يحاول تدمير الزواج، ويدخل في ذلك الأقارب والأصدقاء، وحتى الإخوة والآباء والأمهات، يستدرك قائلاً: «في الآونة الأخيرة انتشر المخببون من خارج نطاق العائلة مثلاً رجل يتعرَّف على سيدة متزوِّجة ويحاول تخريب علاقتها بزوجها لتتطلق ويتزوجها، وكذلك العكس المرأة التي تتعرَّف إلى متزوِّج لتفصله عن زوجته وتجعله يطلقها ليتزوَّجها وتكون الزوجة الوحيدة.


أركان التخبيب
وأوضح العمرو بأنَّ القضيَّة لا تحسب تخبيبًا إلا إذا اكتملت أركان عديدة وهي:
ـ وجود قصد سيئ وواضح وصريح لدى الطرف الخارجي من تخريب وتدمير العلاقة بين الزوجين.
ـ طريقة المخاطبة من الطرف الخارجي لأحد الزوجين لتغييره على الآخر بشكل سلبي.
ـ يمكن أن يكون المخبب أكثر من شخص.


وبرأي المحامي أنَّ هناك لبسًا بين مفهوم وحقيقة التخبيب والقانون الخاص به وقانون ما يسمى بالعلاقة غير الشرعيَّة، فكلاهما قضيَّة مختلفة، إلا إذا كان الشخص الذي على علاقة بالزوج أو الزوجة ثبت عليه أساليب تخريبية ومدمرة للعلاقة الزوجيَّة لإيصالها للطلاق، فهنا يطبق قانونان على هذا الشخص: علاقة غير شرعيَّة وتخبيب. وعن القانون والعقوبات قال: حتى الآن التخبيب اجتهاد قضائي من قضاة المحكمة الجزائيَّة، فلا يوجد نص صريح لعقوبة التخبيب، كما تم تداوله، فهي تعزيريَّة، أي حسب ما يرى القاضي، إما السجن أو التوبيخ أو التعهد أو الجلد.