مسابقة القصة الفكاهية: زوجتي والنسيان

صورة تعبيرية

من القصص الفكاهية المستوفاة لشروط مسابقة «سيدتي» للقصة الفكاهية القصيرة، نقدم لكم قصة: «زوجتي والنسيان» لتامر كمال. مع العلم أن القصص لم تخضع لأي تصحيح، عدا التصحيحات اللغوية والإملائية، على أن تقوم لجنة الجائزة باختيار الأصلح بينها.
زوجتي والنسيان
أحببتها؛ لأنها الحب الذي طالما بحثت عنه، إلى أن وجدته أخيراً، ولن أضيع المزيد من الوقت فيكفى ما ضاع، فلم يبق من العمر أكثر مما فات، تزوجتها؛ لأعيش معها أجمل أيام حياتي.
كانت الحياة تسير بشكل طبيعي في أول الأمر، إلى أن لاحظت أنها كانت تنسى بشكل مستمر، أو أقرب ما يقال عنه أنه نسيان بصورة مرضية
فقد بدأ الأمر مع الأشياء الصغيرة مثلاً عندما أطلب كوباً من الشاي، كانت تذهب وتغيب بالساعات داخل المطبخ وبالنهاية تأتي، وتفاقم الموقف ليتعدى كوب الشاي إلى الطعام الذي كان يُترك، منذراً بقدوم كارثة حريق كبرى، مع بعض الأشياء الصغيرة كترك الصنبور مفتوحاً، ليترك أثاث المنزل وأوراقه المهمة في زيارة لكل ركن من أركان المنزل كأنهم يتعرفون عليه لأول مرة ٍ
ولكن كل هذا مع خطورته بالنسبة لي، لم يرتقِ بعد إلى مستوى الخوف، ما دفعني إلى الخوف فعلاً هو عندما ذهبت بطفلنا الرضيع إلى أحد المولات التجارية؛ لتشترى بعض احتياجات المنزل، وعندما عادت إلى المنزل لم يكن معها الطفل، انتابتني حالة من القلق حينذاك، فقمت بسؤالها عن الطفل وما أفزعني وكاد يصيبني بالجنون هو أنها قالت أن الطفل معي بالمنزل، وأنها لم تأخذه معها أبداً، لم أدخل معها في مماطلات وأترك طفلي لا أعلم أين؟ قمت وارتديت ملابسي بلمح البصر لأبحث عنه في كل مكان، وفى طريقي للخروج من المنزل تخيلت أنني سمعت صوت بكائه داخل المنزل، ولكن ترى أين يكون هذا الصوت؟
رحت أبحث في كل أرجاء المنزل، وأتتبع الصوت حتى وجدته أخيراً، وأخرجته من إحدى حقائب الخضار القادمة معها للمنزل.
قررت الذهاب إلى والدها منسي؛ لعلي أجد عنده حلاً لما أنا فيه، وبعد ترحيب منه طلب لنا كوبين من الشاي من زوجته منسية.
منسي: إنت ليه عملتي قهوة أنا كنت طالب كركديه
منسية: لا أنا فاكرة كويس إنت كنت طالب قهوة
منسي: إنت على طول كده تنسي
منسية: يا سلام إنت نسيت الـ 200 جنيه اللي رمتهم في الزبالة واتهمتني إني صرفتهم
منسي: فعلا إنت اسم على مسمى منسية
منسية: يعنى إنت اللي اسمك فاكر ما إنت اسمك منسي وبعدين كل ده ليه؟ عشان قولتلى اعملي سحلب وأنا عملت ينسون.
نظرت إلى القهوة التي أمامي في ذهول ورحت أنظر إليهم وتابعوا هم حديثهم عادى جداً
منسي: لا، عشان قولتلك تعملي كركديه وبعدين عملتي الينسون
نظرت مرة أخرى إلى القهوة بتمعن وتطلعت بوجههما جيداً... أين الينسون هذا؟ هم مجانين ولا إيه؟ ينسون وكركديه وقهوة وهو كان طالب شاي.. أنا تهت.... طب أنا مين؟
وفجأة توقف الحوار ليحتكموا إلى أنا فقال الحاج منسي:
«طب أنا هشهد عليك جوز بنتك اللي قاعد ده»
«أنا راضى بذمتك أنا طلبت ينسون ولا سحلب»
سحلب!!؟ يانهار أسود.. الراجل ده أتجنن ولا إيه؟
ونظرت له وجدته منتظر الإجابة هو وحماتي.. فقلت
«لا، حضرتك طلبت اتنين ليمون وهى جابت اتنين ينسون»
هنا نظر منسي إليها قائلاً:
«شوفي أهو اعترف إنك غلطانة أهه»
هنا نظرت حماتي إلي بغضب واضح ثم نظرت إلى زوجها قائلة:
«خلاص هروح أعمل الشاي»
يانهار أسود.. يانهار أسود.. إيه الناس دي
وبعدها نظر لي منسي قائلاً:
«صحيح إنت كنت عاوز تقولي أيه؟»
«أنا!!!!؟ تصدق نسيت.... »