بمشاركة ولي العهد.. الرياض تحتضن 4 آلاف مستثمر ومسؤول في مؤتمر "مبادرات مستقبل الاستثمار"

ولي العهد : "نيوم" الحلم الذي يحتاج إلى إرادة وحلم الجميع.
احتضنت العاصمة السعودية الرياض أمس قرابة 4 آلاف فرد مستثمر ومسؤول
مشاركة مستثمرين وقادة أعمال من مختلف دول العالم
الدكتور كلاوس كلينفيلد
أنطلاق فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض.
محمد بن سلمان يلتقي بوزير المالية الإيطالي.
الرياض تحتضن ٤ آلاف مستثمر ومسؤول من كافة أنحاء العالم
ولي العهد: الحلم سهل لكنَّ تحقيقه يحتاج إلى شغف وإرادة الشعب
الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي
ولي العهد مع مديرة صندوق النقد الدولي
ولي العهد يوقع عقد كلينفيلد رئيسا تنفيذيا لـ " نيوم"
مؤتمر "مبادرات مستقبل الاستثمار"
13 صور

احتضنت العاصمة السعودية الرياض أمس قرابة 4 آلاف فرد مستثمر ومسؤول من كافة أنحاء العالم في مؤتمر "مبادرات مستقبل الاستثمار"، الذي ينظمه صندوق الاستثمارات العامة، ويُعقد في فندق الريتزكارلتون لمدة 3 أيام.
مشروع "نيوم" الاقتصادي
وأُعلن خلال المؤتمر عن مشروع "نيوم" الاقتصادي الجديد، الذي يركز على 9 قطاعات استثمارية، تستهدف مستقبل الحضارة الانسانية بالتمكين الاقتصادي، وابتكار صناعات محلية.
وشبَّه المشاركون المنتدى بـ "دافوس"، ولكنه يُعقد في وسط الصحراء، ويسلِّط الضوء على أهمية الذكاء الصناعي، والبيانات في اقتصاد المعلومات الجديد والمدن الذكية، وسط مشاركة مستثمرين وقادة أعمال من مختلف دول العالم.
ووصف الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، خلال مشاركته في جلسة نبض التغيير "نيوم"، بأنه الحلم الذي يحتاج إلى إرادة وحلم الجميع.
ونوَّه إلى أن الحلم دائماً ما يكون سهلاً، لكنَّ تنفيذه هو الصعب، إلا أن إرادة وشغف الشعب السعودي ستجعل الحلم حقيقة، وبيَّن أن كل منطقة في السعودية ستحظى بمشروع حالم وواعد على غرار مشروع "نيوم".
وأكد أنه واحد من 20 مليون مواطن، وأن المحفِّز الرئيس له هو الشعب السعودي واحتياجاته، قائلاً: إن التركيبة السكانية في السعودية، يشكِّل فيها الشباب 70% تحت سن 30 عاماً، القوة والوقود لتحقيق الأحلام.

العمل والتوجه الصحيح
من جهته أكد ياسر بن عثمان الرميان، المشرف على صندوق الاستثمارات العامة، أن استراتيجية الاستثمار التي يتبناها صندوق الاستثمارات العامة، وتسعى إلى توطين التقنيات الحديثة في السعودية، من المتوقع أن تخلق أكثر من 20000 وظيفة بحلول العام 2020م.
وشدد على أهمية تأسيس شراكات عالمية جديدة، متناولاً اتفاقيات الصندوق مع كلٍّ من "سوفت بنك"، و"بلاكستون".

في حين تحدث أمين الناصر، الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين في شركة أرامكو السعودية، عن مستقبل الطاقة، متطرقاً إلى الإمكانات الكبيرة التي توفرها مصادر الطاقة البديلة، مؤكداً أن الهيدروكربونات ستستمر في أداء دور أساس في الاقتصاد العالمي في العقود المقبلة.
ونوَّه الناصر إلى أهمية استكشاف سبل جديدة، تساعد في خفض انبعاثات الكربون وجمعها، بالإضافة إلى تطوير نظم لتحقيق كفاءة أكبر في استهلاك الطاقة، والعمل على تطوير الإمكانات في مجال الطاقة المتجددة.
صورة أكثر إيجابية
وبدأت الجلسة النقاشية الأولى بكلمة المدير العام لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، التي أشارت إلى أن الصورة الحالية للاقتصاد العالمي أكثر إيجابية مما كانت عليه خلال الفترة الماضية، حيث من المتوقع أن يحقق الاقتصاد العالمي نمواً بنسبة 3.7 %، إلا أنها نبَّهت إلى أن المجتمع الدولي يواجه تحديين أساسيين قد يؤثران بشكل كبير على التنمية خلال العقود الخمسة المقبلة، وهما: التغير المناخي، والمخاطر الناجمة عن تزايد عدم المساواة في العالم.

ورأت لاغارد أنه من الضروري التعامل مع هذين التحديين من أجل ضمان مستقبل إيجابي.
وبالحديث مجدداً عن القضايا التي تؤثر على المجتمعات، أشار لاري فينك المؤسس ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك، وهي شركة عالمية رائدة في مجال إدارة الاستثمار وإدارة المخاطر والخدمات الاستشارية للعملاء من المؤسسات والشركات ، إلى أن التعليم سيكون جانباً أساسياً للاقتصادات الناشئة التي تطمح إلى مواصلة تحقيق معدلات نمو قوية، مؤكداً أهمية أن يؤدي الجميع أدوارهم فيما يتعلق بتحقيق المساواة بالعالم.

وأكدت كريستين لاغارد على وجود "نظام جديد يتشكَّل، ومن الضروري أن يكون مرتكزاً على المجتمع وقيم المساواة والثقة".
وتحدثت الجلسة الثانية في اليوم الأول عن الحجم الهائل للتغيرات والفرص المحتملة المرتبطة بالبيانات الضخمة التي تدخل في اقتصاد المعرفة الناشئ.
التحديات الراهنة اليوم
وأكد توني بلير، رئيس الوزراء الأسبق للمملكة المتحدة، أن الدول تمتلك، وهي تواجه التحديات الراهنة اليوم، أن تختار بين التركيز المحلي الضيق، أو الإقدام على الإصلاح.
وفي تعليقه على "الرؤية السعودية 2030"، قال السيد بلير: "إنها أهم أمر يحدث في المنطقة في السنوات القليلة الماضية". أما فيما يتعلق بالتحديات التي تواجهها، فقال: "من الضروري أن تحقق الرؤية النجاح، لأنه سيكون لها تأثير على المنطقة وعلى الأمن في بقية أرجاء العالم".

من جانبه، أوضح توماس كينيدي، الرئيس التنفيذي لشركة رايثيون، أن العالم لم يشهد سوى البداية للدور الأساس الذي ستلعبه البيانات الضخمة في الاقتصاد العالمي، متوقعاً أن تكون الانطلاقة الحقيقية لهذه التطورات خلال الأعوام الخمسة المقبلة.
وأشار الرئيس التنفيذي لشركة كريدي سويس، تيدجين ثيام، إلى أهمية ثورة البيانات وإمكاناتها المثيرة، إلا أنه عبَّر كذلك عن ضرورة التعامل مع المخاطر المتزايدة على مستوى أمن المعلومات.
أهمية البيانات الضخمة
في حين أكد الرئيس التنفيذي لشركة سيمنز، جوي كايسر، على أهمية الاتفاق على ما ينبغي أن يكون الهدف الذي تمثله البيانات، وأشار إلى أن البيانات الضخمة تستطيع مساعدة البشرية على تجاوز عديد من المشكلات الراهنة، مبيناً أن "البيانات تستطيع مساعدتنا حتى في التغلب على مرض السرطان".
أما الرئيس التنفيذي لشركة ماستر كارد، أجاي بانغا، فقد أطلق دعوة لتطوير نظم جديدة على مستوى السلامة والمعايير الأخلاقية من أجل ضمان عدم تضييع الفرصة التي تمثلها البيانات الضخمة بسبب إساءة الاستخدام، كما أكد رئيس مجلس

إدارة شركة إعمار، محمد العبار، على أهمية استخدام البيانات الضخمة "ليس فقط من أجل تحقيق المنفعة التجارية، بل ومن أجل تحقيق المنفعة العامة للمجتمع".
وأوضحت الرئيس التنفيذي لشركة العليان المالية، لبنى العليان، دور البيانات الضخمة في مساعدة شركتها في تحسين كفاءة العمليات، وخفض التكاليف، وابتكار المنتجات الجديدة، كما أدلت بإشارة إيجابية حول تنامي الحس الاجتماعي للمسؤولين من الجيل الجديد، وأهمية ذلك في توجيه استخدام البيانات الضخمة لأغراض إيجابية.
الاقتصادات الديناميكية
وخلصت جلسة "الاقتصادات الديناميكية والطرق الجديدة للتعامل مع مسألة تنويع الاقتصاد" إلى أن الشغف والابتكار والثقة في الموظفين، والجودة والأفكار الجيدة، هي توليفة تنويع الاقتصاد.
ونوَّه هارفي تشاورز، رئيس شركة جولد مان، خلال الجلسة إلى أن نسبة الشباب العالية في السعودية تمنحها أصولاً ذات مصداقية وموثوقية للمستثمرين.
وأوضح أن التركيز على العمل المهني والتكنولوجيا ضروري للسعودية لاستغلال الثروة الشبابية فيها، وحذر من التركيز على التعليم التقليدي.
في حين، أشار سلطان بن سلمان، رئيس مجلس إدارة مجموعة "دي بي" إلى الاعتقاد الشائع بأن الروبوتات ستستحوذ على وظائف البشر، فمثلاً يوجد في روتردام ميناء بلا موظفين، لكنَّ الواقع مغاير، حيث تدعم الأتمتة والتكنولوجيا الاقتصاد، وتخلق فرص عمل جديدة، فمثلاً شركة أبل لا تحتوي إلا على الأفكار، وتتفوق على شركة كارتر الشهيرة بالألماس.