مؤتمر طبي في السعودية حول أهمية الاستشارة الجينية للوقاية من السرطان

بحسب التصنيفات الأخيرة من مركز مكافحة الأمراض الأمريكية لسرطان المِبْيَض أو كما يطلق عليه في المجتمع الطبي القاتل الصامت، فإنّ هذا النوع من السرطان يقع في الترتيب العاشر بين أكثر أمراض السرطان شيوعاً، و بالترتيب الخامس بين الأمراض الأكثر فتكاً بالبشر بعد سرطان الثدي والرئة والقولون والبنكرياس، ويُعزى سبب تسميته بالقاتل الصامت إلى عدم وجود اكتشاف طبي قادر على تشخيص الحالة على نحو مبكر.


عن الواقع الحالي والحلول المستقبلية والتحديات والتوصيات عُقد مؤتمر "الواقع الحالي والحلول المستقبلية لسرطان المِبْيَض" في مدينة جدة. "سيدتي نت" واكب المؤتمر وعاد بالآتي: 

الافتقار للفحص الجيني في المملكة
يعرّف الدكتور متعب الفهيدي، رئيس الجمعية السعودية للأورام، الاعتلالات الجينية على أنها: جينات تنتج بروتينات مانعة للأورام وقد تم اكتشافها الـ BRAC1 عام 1994، واكتشاف الـ BRAC2 1995، هذه البروتينات تعمل على إصلاح الأعطال في الحمض النووي، وحدوث خلل بهذه الجينات يزيد من الإصابة بسرطان الثدي والمبيض، بل ويزيد من حدوث السرطانات الأخرى مثل القولون والبروستات والبنكرياس، حيث تمثل خطورة الإصابة بسرطان الثدي بسبب هذه الاعتلالات ما نسبته 5-10%.
لذلك يؤكد د. متعب على أهمية الاستشارة والفحص الجيني في الوقاية من هذا المرض، وتتمثل الاستشارة الطبية الجينية بتعرف السيدة على ملائمة الفحص لها، وذلك عند وجود تاريخ عائلي ممن أصيبوا بسرطان الثدي أو المبيض على حدٍّ سواء.
ويقول د. متعب خاتماً حديثه: "إن دورنا في الجمعية السعودية للأورام مع مختلف القطاعات الصحية هو ايجاد طرق وحلول للنهوض بمستوى الرعاية الصحية وخاصة الفحص الجيني، إذ مع الأسف نفتقر للفحص الجيني".


التحديات الحالية
يقول الدكتور فيصل الصافي، رئيس قسم واستشاري أمراض النساء والأورام في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية، بأن مسببات هذا المرض غير معروفة حتى الآن، ولعل الموثق علمياً فقط هو الجين الوراثي كما أشار د. متعب الفهيدي، ولا يكتشف هذا المرض إلا في مراحله المتقدمة، حيث 60-80% من المصابين يتم اكتشاف المرض لديهم، عندما ينتقل ويتفشى لأماكن أخرى في الجسم، فيصعب علاجه. 

النقلات العلاجية النوعية
شارك الدكتور شادي الخياط، استشاري الأورام بالمستشفى الجامعي بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، فقال: "ان علاج سرطان المبيض يشهد نقلات نوعية مهمة أتاحت خيارات علاجية جديدة للمصابين بهذا النوع من السرطان، وبيّن الدكتور الخياط أن الخيارات العلاجية لسرطان المبيض لم تشهد أي تطورات تُذكر لسنوات طويلة، حيث كانت محصورة في معظمها بالعمل الجراحي والذي يعتبر بداية طريق المعالجة، والذي قد يتبعه علاجات أخرى مثل العلاج الكيميائي، ما يضع المصابين بسرطان المبيض أمام خيارات صعبة. حتى اكتشاف المجموعة الأولى في فئة مثبطات PARP ، والتي اثبتت تطوراً ملحوظاً في ازدياد فترات وقف انتشار المرض مقارنة بأدوية أخرى".


ويصنّف الدكتور الخياط المجموعة الأولى في فئة مثبطات PARP بأنها مخصصة للسيدات المصابات بسرطان المبيض ولديهن الاعتلال الجيني (BRCA). ويتميز هذا النوع من الدواء بأنه يمكن تناوله عبر الفم، فيؤجل الحاجة إلى جلسات العلاج الكيميائي، ويوفّر أيضاً فرص أفضل في عدم تطور السرطان في الجسم، مما يمكّن المصابات القيام بأنشطتهن اليومية وتجديد المقاومة تجاه المرض.


توصيات المؤتمر:
ركز الأطباء في نهاية المؤتمر على التوصيات التالية:
- أهمية وجود الاستشارة الجينية في المملكة، ويقصد بها أخذ التاريخ العائلي عبر الأجيال على الأقل ثلاثة أجيال سابقة مع وضعها ضمن مخطط بياني مع تحديد الأعمار، لمعرفة التاريخ الجيني للعائلة.
- أهمية وجود قاعدة بيانات في المملكة، عن هذا المرض كأعداد الحالات والنسب.
- أهمية التفاؤل لأننا نخاطب مجتمع، فنحن دائماً نطمح للأفضل. فيما النظام الصحي في السعودية يخطو بخطى ثابتة للأمام.

نصيحة لمحاربات المرض وللسيدات السليمات
يوجه د. شادي الخياط كلمة من خلال "سيدتي نت" لمحاربات المرض بقوله: "أنتن مهماتٍ جداً ولأجلكن نعقد هذه اللقاءات، فإن كان مرضكن بمراحله الأولى أو الأخيرة، ففي كلا الأمرين نريد أن نطمئنكن، لأن المركبات العلاجية الحالية ساعدت على الحدّ من الورم والعيش لسنوات طويلة، وبسبب هذه المركبات الذكية تحول الأمر لمرضٍ مزمن أكثر من كونه مرض خطير. أما نصيحتي للسيدات السليمات فهي: بأن ليس كل ألمٍ في البطن مصدره القولون، وبالذات إذا كان هذا الألم مستمراً. كما ليس كل ورم ورماً خبيثاً، لذلك يجب عدم التغافل عنه والاتجاه للفحوص المبدئية كالموجات الصوتية".


احصائيات ذكرت في المؤتمر
- سيدتان من كل مائة سيدة تعاني منه في مرحلة معينة، بحسب دورية "كلينكل اونكولوجي" الطبية.
- يودي بحياة مئة وخمسين ألف امرأة سنوياً حول العالم.
- يمثل نحو 4% من جميع حالات السرطان بين النساء في العالم.
- نسبة الوفيات في المملكة تبلغ 19% فقط للمراحل المبكرة مقارنة بـ 81% للحالات المتقدمة.
- نسبة اللواتي يكتشفن إصابتهن في المراحل المبكرة فقط 36% مقارنة بـ 64% للمراحل المتقدمة.
- 13% من الأطباء في السعودية على غير دراية بتوصيات بعض الجهات مثل "الشبكة الوطنية الشاملة للسرطان" و"جمعية الأورام النسائية" بأهمية فحص الاعتلال الجيني(BRAC) عند الضرورة .
- يمثل سرطان الثدي الناتج عن الاعتلالات الجينية (BRCA)من 5 إلى 10 في المئة.