الزوجة تشتكي: أنت العنيد ولستُ أنا
يتهمني بالعناد! أنا العنيدة أم هو؟ ليس من الخطأ أن أفكر بالنيابة عنه، وأقرر بعض الأمور الصغيرة لمصلحته، وهذا لا يسمّى عناداً، فالمرأة في بعض الأحيان تكون أدرى ببعض الأمور. أتحدت هنا عن زوجي صالح، ومشكلتي مع عناده. يتصور نفسه الأعلم في كل شيء، ويصرّ على ما يريد، وهو يعلم أنه ليس من صالحه.
أتفه وأبسط الأمور يتوقف عندها ويعاندني فيها! في كل صباح أجهز له صندوق الطعام؛ ليأخذه للعمل، كما أحضّر للأطفال طعامهم المدرسي، أحرص على أن أضع له كل ما هو صحي ومغذٍ ولذيذ، وأنوِّع له في كل مرة. وما من مرة يعود فيها من العمل إلا ليشتكي ويتذمر أنني أعانده، ولا أضع له ما يحتاجه!
لستُ أعاند، بل أنا أعلم منه صحياً بما يحتاجه من تغذية، هو الذي يعاند ويرفض. وأنا لا أستطيع أن أنفذ له ما يرغب، وأنا أدرك أنه سيضره! كيف يبقى يوماً كاملاً من الصباح إلى المساء على وجبة فطور فقط ووجبة عشاء عندما يعود، ويكتفي وقت الظهر بصندوق فواكه وزجاجة ماء مع شريحة حامض! الفواكه تفتح الشهية، وسوف يجوع بعد أن يتناولها، والماء بشريحة الحامض يحرق له الشحوم المتراكمة في جسمه وتساعده على الهضم، أين الطعام الذي تناوله أولاً ليهضمه؟
لستُ مقتنعة بمبرراته، فتارة يقول لي إن الكمية التي أضعها كبيرة، وكأنني أجهز طعاماً لعدة أشخاص! وتارة أخرى يتحجج بطريقة وضعي للفواكه، وأنها تسدّ شهيته بتراكمها فوق بعضها، وآخر الاحتجاجات أن قطع الفواكه طعمها رغوة صابون! ليبدأ بشكوى ثانية عن طريقة غسلي للصحون، وكيف أن الاستعجال يجعلني أنثر فقاعات الصابون هنا وهناك؟!
كل هذا فقط لأنه يريد أن يخسر بعض الكيلوغرامات من وزنه، وهو يعلم أنني لا أدعم قراره هذا؛ لأن الأسلوب الذي يتبعه خطأ. إن لم يأكل جيداً فسوف يتعب ويسوء مزاجه، وربما يمرض أيضاً، فلماذا المغامرة؟ باستطاعته أن يأكل كل شيء باعتدال، فأنا لا أضع له الأرز والبطاطا أو المعكرونة في صندوق الطعام! كل ما أقترحه هو بدلاً من الفاكهة، قليل من الخضر وشرائح من صدر دجاج مشوي! هذا هو الغداء الصحي المتكامل. صالح عنيد جداً ولست أنا، وما يغضبني، ويجعلني لا أستمع لما يريد، هو أن قراراته الصحية هذه نابعة مما يضنّ هو لصالحه، وليست من قراءات أو استشارة من مختص. ليس كل ما يفكر به صحيح، فهل عندما لا أساند تصرفات خاطئة أُتّهم بالعناد؟

فاطمة (35– ربة منزل)
على الفيسبوك كتبت: يتكلم الرجل عن عناد المرأة، هل يعني أنها المخطئة وهو المحقّ؟

إذا كنتِ زوجةً أو ابنةً أو أختاً أو زميلةً، ولكِ موقف من سلوك أقرب الرجال إليك، فهذه الصفحة لك. قولي كلمتك له، فالذكي من الإشارة يفهم... وعسى أن يكون رجلك ذكياً.

الزوج يرد: لست طفلاً وأنا أعلم بحالي
نعم إنها عنيدة، بل عنيدة جداً، ليس فقط معي، بل حتى مع الأطفال، ولكنني لست طفلها! أنا زوجها، وعندما أفصح عما أرغب وما أرفض، عليها أن تستمع، خاصة ما أريده لا يتعلّق بها!
فاطمة منذ البداية تحاول دائماً أن تفرض رأيها بأية وسيلة، ودائماً تختار عدة أساليب للمحاولة؛ ظناً منها أن ما تفكر به هو الصحيح، بالضبط كما تتهمني، فهي تلقي عليَّ التهم والانتقادات، التي لا تجرؤ على مواجهتها في شخصيتها، فهي العنيدة ولست أنا.
إنها تنتقد فقط شكوايَ من صندوق الطعام الذي تعده لي كل يوم لأخذه للعمل، فهل هذا يعني أنني عنيد؟ من موضوع واحد فقط، ويخصني أنا وليس أي فرد آخر أتهم بالعناد! منْ الذي سيأكل هذا الطعام، ألست أنا؟ منْ الذي سيذهب للعمل، ألست أنا؟ من الذي أدرى بطبيعة عمله؟ أنا! ومن الذي يريد أن يُنقص وزنه؟ أنا أيضاً! أين العناد في هذا؟ هذا الأمر يخصني وحدي، هي التي تعاند بفرضها عليَّ ما لا أريده، أطلب منها للمرة الألف؛ لكن ما يجول برأسها فقط هو ما تستمع له. وأنا أستطيع أن أتهمها أيضاً بقلّة احترامها لرأيي ورغباتي وتدخلها الزائد فيما لا يعنيها؛ لكنني أصمت، وأنظر للموضوع من زاوية أخرى، بأن قد يكون هذا من حرصها. أحاول أن أجد المبررات؛ كي لا أغضب ولكن إصرارها على تنفيذ ما في رأسها يُشعرني أحياناً بأنها لا تحترم رجولتي، فأنا أعلم بما أريد وما لا أريد.
حتى أطفالنا يعانون من طبعها هذا، فهي لا تستمع لمطالبهم، وفوق كل هذا تشتكي من أنهم يعاندونها! بالطبع، فمن أين سيرثون هذه الصفة؟ وكذلك هم تربوا عليها، فإذا عوملوا بأسلوب عنيد غير متفهّم، سيكبرون على هذا الطبع ويغيب النقاش والتفاهم.
لا أظن أنها ستتغير يوماً، وكم من مرة فضفضت لأختي نورة، فهي قريبة مني جداً، وتفهمني، وتعرف أيضاً طباع فاطمة؛ لذا تؤكد لي نورة في كل مرة أن فاطمة هذا طبعها ولن تتغير، فأمها نفس أسلوبها وتفكيرها. منْ العنيد إذاً؟! أنا أم هي؟ ولا أريد أن أسايرها، فهذا أعتبره خضوعاً؛ لأن الأمر لا يخصها بل يخصني أنا وحدي، فلماذا أستسلم لرأيها وأنفذ ما تحاول فرضه عليَّ؟ هل أنا مخطئ؟

صالح (44– مسؤول عمال في مشاريع بناء)
ليس لديّ حساب على مواقع التواصل الاجتماعي

 

إذا كنتَ زوجاً أو أباً أو أخاً أو زميلاً، وتواجه مشكلة في التعامل مع أقرب النساء في حياتك، فهذه الصفحة لك. قل كلمتك لها، فالذكية من الإشارة تفهم... ولعلها تكون ذكية!