استطاع الفنان أسعد الزهراني أن يصبح «جوكر» الكوميديا السعودية خلال الفترة الأخيرة، وتمكّن من جذب الأنظار ليس فقط في أدوار البطولة ولكن حتى من خلال الإطلالة في بعض المشاهد أو الحلقات، فهو يمتلك مقوّمات وأدوات النجم الكوميدي؛ فلديه خفّة الظل والعفوية والقدرة على ارتجال الإيفيهات وسرقة الكاميرا من أي فنان يشاركه المشهد التمثيلي... وظهر أسعد في عدد من حلقات مسلسل «سيلفي 3» أمام الفنان ناصر القصبي والتي حقّقت نجاحاً لافتاً حيث شكّل الزهراني والقصبي ثنائياً كوميدياً منسجماً... «سيدتي» التقت أسعد الزهراني في مكتبه وسط العاصمة الرياض وكان هذا الحوار الخاص..
بداية نبارك حصولك على جائزة أفضل ممثل كوميدي عن مسلسل «سيلفي 3» الذي عُرض رمضان الماضي على شاشة mbc في استفتاء «سيدتي» لبرامج ومسلسلات رمضان 2017..
تشرّفت بحصولي على هذه الجائزة الغالية والتي تمثّل بالنسبة لي ثمرة جهود سنوات طويلة ومتواصلة من التعب والاجتهاد من أجل تقديم الأفضل للجمهور، وزاد من سعادتي أنّ التكريم جاء من خلال استفتاء جماهيري موسّع وعادل، وأتمنى دائماً أن أكون عند حسن ظنّ جمهوري، وعلى قدر المسؤولية الكبيرة التي يضعونها على عاتقي فنيًّا، وتقديم كل ما يرضيهم ويرتقي لذائقتهم الفنية. وأشكر «سيدتي» الاسم الكبير في عالم الصحافة، والمعروفة بشفافيتها ونزاهتها ومهنيّتها التي تضفي المزيد من المصداقية على استفتاءاتها الجماهيرية في عالم الصحافة، وهذه لفتة جميلة ومعتادة من مجلة عريقة، لتكريم النجوم والأعمال المميّزة.
ماذا عن علاقتك بالفنان ناصر القصبي؟ وهل تؤيّد أم تعارض تقديم مسلسلات الأجزاء؟
شاركت مع الفنان ناصر القصبي في حلقة واحدة في «سيلفي 2» وحقّقت الحلقة نجاحاً كبيراً، وفي الموسم الثالث من العمل قدّمت عدداً من الحلقات والحمد لله حقّقت أصداءً مميّزة سواء من قبل الجمهور أو النقاد في الصحافة ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وقطعاً كان ذلك نتاج مجهود كبير من mbc وصنّاع العمل بداية من الفنان ناصر القصبي والمخرج أوس الشرقي والكاتب خلف الحربي وكل الأبطال من نجوم الكوميديا السعودية والخليجية. وبالتأكيد أفتخر بالمشاركة مع فنان بحجم القصبي، وتربطني به علاقة متينة وقوية، وهو فنان حقيقي واختارني لمشاركته في «سيلفي» حيث وجد بي شيئاً مختلفاً عن الفنانين الكوميديين في السعودية. وبالنسبة لموضوع تقديم أجزاء من أي عمل فني، فمن وجهة نظري إذا كان العمل يستدعي ويتحمّل ذلك كونه حلقات منفصلة مثل «سيلفي» فهذا أمر طبيعي، ولكني أعارض فكرة الأجزاء لتقديم مواسم فقط واستغلال النجاح السابق، فطول العمل في الأجزاء قد يسبّب بعض المشاكل، وذلك أيضاً من أجل التجديد وتقديم أعمال منوّعة.
وما الذي يختلف في أسعد عن فناني الكوميديا بالمملكة؟
أنا ابن المدرسة المصرية في الكوميديا، وتعلّمت من الأفلام والمسرحيات المصرية القديمة، وخاصة أعمال نجيب الريحاني وثلاثي أضواء المسرح والزعيم عادل إمام. حتى أن من اختبرني في جمعية الثقافة والفنون وعمري 14 أو 15 عاماً كانوا أساتذة مصريين، وقد تنبّؤوا لي بالنجاح في عالم الكوميديا، حيث كنت أجيد التمثيل، وأيضاً التقليد وهو من الأساليب الكوميدية التي تجذب الجمهور وموهبة خاصة من عند الله، والكوميديا صعبة في تقديمها أكثر من التراجيديا.
هل ستشارك ناصر القصبي في أعماله الجديدة؟ ولماذا لم تشارك في مسلسله «العاصوف» الذي يتم تصوير جزئه الثاني حالياً في أبو ظبي؟
بالتأكيد يسعدني ويشرّفني أن أشارك مع الفنان ناصر القصبي في أي عمل فني. وقد عرض عليّ بالفعل المشاركة في بطولة مسلسل «العاصوف»، ولكن بسبب خلاف مع إدارة الإنتاج دون علم ناصر القصبي لم يتم التعاقد.
الممثل السعودي مطلوب خليجياً
ما رأيك في ما يثار بأن الفنان السعودي فقد بريقه في الدراما الخليجية في الفترة الأخيرة؟
هذا الكلام غير صحيح، والممثل السعودي مطلوب خليجياً وبقوة من ناحية الحضور والجماهيرية، وهناك عدد كبير من الفنانين شاركوا في بطولات أعمال خليجية وعربية في السنوات الأخيرة، فعلى المستوى الشخصي شاركت في بطولة عدد من الأعمال في الدراما الخليجية وحقّقت نجاحاً كبيراً ومنها «واي فاي» و«سيلفي» وغيرهما. ولدينا نجوم كثر من السعودية يتواجدون بقوة في الدراما الخليجية والعربية ومنهم الفنان ناصر القصبي والفنانتان ريم عبد الله ومروة محمد رغم قلّة في الممثلات السعوديات بحكم عادات وتقاليد المجتمع. كما أن الدراما السعودية مشاهدة ومتابعة في الخليج، وإن تأثّرت من ناحية الكم مع قلة الأعمال التي يتم تقديمها، وكذلك من ناحية النوعية والتي لم يشفع لها تواجد عدد من النجوم في عمل فني واحد.
وماذا يحتاج الفن السعودي من وجهة نظرك؟
لا يوجد في المملكة إلا مسرح واحد فقط يصلح للعروض المسرحية وهو مسرح جامعة الملك سعود، حيث أنه مجهّز ومعدّ في طريقة بنائه وتصميمه من أجل هذا الغرض، أما الباقون فهم قاعات للمحاضرات والندوات. والبنية التحتية الفنية تحتاج للكثير من الاستوديوهات والتجهيزات، بجانب وجود معاهد فنية لتخريج مواهب شابة على أسس أكاديمية، سواء في التمثيل أو الكتابة أو الإخراج وغيرها، فهناك قلّة في عدد كتّاب الدراما المميّزين، وكذلك العمل الفني كنتيجة جهود وإبداع فريق متكامل ومتجانس. كما من الضروري إعطاء الفرص للشباب لضخ دماء جديدة في الدراما والفن السعودي بما يسهم في تطويره، وعدم استئثار الفنانين الكبار بالبطولة والإنتاج والإخراج وحتى الإفيهات كما يحدث في بعض الأعمال، فللأسف الموضوع أصبح تجارياً أكثر ممّا هو فني. وأيضاً الشللية والاحتكار اللذان بهما جوانب إيجابية إلا أنهما يؤثّران سلباً على مستوى الدراما المحلية.
كيف ذلك؟
الشللية تعني تشكيل فريق فني منسجم ومتفاهم من الممثلين والطواقم الفنية والكتّاب خارج وداخل التصوير، وبالطبع يظهر ذلك جلياً على الشاشة ويشعر به المشاهدون، وهذه أهم النقاط الإيجابية في موضوع الشللية والفريق المتناغم فنياً. أما السلبية فهي عدم إتاحة الفرص لفنانين آخرين ومواهب صاعدة في العديد من الأعمال السعودية، بسبب سيطرة شلة معيّنة على الإنتاج لسنوات. وما يزيد الأمر سوءاً أن الممثل وبطل العمل هو نفسه المنتج، ففي هذه الحالة لن يبحث عن الممثل الأفضل للدور المناسب بل عن الصديق الأقرب إليه حتى وإن كان لا يصلح للدور، مما يضعف الإنتاج الدرامي المحلي، حيث أن الفنان المنتج يريد أن يصبح بطلاً وكاتباً ومخرجاً وكوميدياً وكل العمل من نصيبه، وربما يعود ذلك للغيرة ومحاولة سيطرة بعض الفنانين ليظهر كنجم أوحد للعمل. أما الاحتكار فيضرّ بالفنان ويقلّل فرصه في تقديم أعمال فنية منوّعة، حتى أن بعض الكتّاب أصبحوا محتكرين من الفنانين وشركات الإنتاج، وإن كانت تجربتي في الاحتكار لصالح قناة MBC جيدة وأفادتني فنياً.
البطولة لا تعنيني كثيراً
كيف تختار أدوارك؟
مفتاح قبولي للمشاركة في أي عمل فني هو النص، لذا أقرأ النص كاملاً بشكل عام ودوري بالتأكيد بتأنٍ، وأحاول أن أقدّم ما أرضى عنه. والبطولة لا تعنيني كثيراً رغم أنها هاجس لدى بعض الفنانين، حيث قدّمت عدداً من الأعمال ضمن بطولة جماعية مثل «بيني وبينك» و«أم الحالة» و«كوميدو» وغيرها، بجانب مسلسلات بطولة مثل «أنا آسف» و«هندستان» و«شد بلد» و«سوبر محصل»، وما يهمّني هو العمل الفني بشكل كامل ودوري والشخصية التي أقدّمها.
ما جديدك الفني؟
أحضّر لتقديم عمل كوميدي جديد من بطولتي، وأعد الجمهور بقنبلة كوميدية في رمضان 2018، ولكني لن أكشف عن تفاصيلها الآن حتى تكتمل الصورة، وهناك الكثير من المفاجآت تتنظر الجمهور في هذا العمل.
مع بوادر وجود سينما في السعودية.. هل تفكّر في تقديم فيلم سينمائي؟
بالفعل هناك اتفاق مبدئي مع جهة إنتاج لتقديم فيلم سينمائي من بطولتي، وطلبت منهم أن أشارك البطولة مع النجم المصري أحمد حلمي، وأتمنى أن يشرّفنا الزعيم عادل إمام ويكون ضيف شرف ولو في مشهد واحد. كما أتمنى أن يكون هناك دور عرض سينمائي قريباً في المملكة، فالسينما واجهة حضارية وثقافية وفنية تسهم في توثيق تاريخ أي مجتمع ومناقشة قضاياه، كما أنها تخدم الشباب الذي يسافر خارج المملكة ليشاهد فيلماً، وأتوقّع أننا سنستفيد منها فنياً وتجارياً مثلما حدث في مصر وغيرها من الدول العربية، ضمن ضوابط ومراقبة من الجهات المسؤولة، فالسينما بشقّيها الفني والتجاري تحمل العديد من الفوائد، سواء على صعيد الثقافة والمتعة كفن ساحر، أو على مستوى الأرباح والتجارة والتوزيع أو توفير فرص عمل عديدة للفنانين والفنيين كصناعة.
كيف تسير علاقاتك بالفنانين؟
علاقتي بالجميع جيدة، وإن كانت في أغلبها زمالة فقط وليس هناك صداقات حقيقية.
وهل الغيرة الفنية سبب في عدم وجود صداقات بالوسط الفني؟
للأسف أحياناً الغيرة تحكم العلاقات بين الفنانين، فالغيرة السلبية موجودة في الوسط الفني كأي مجال آخر، ولكنها تبرز بشكل أوسع بسبب الإعلام، فيما يتلاشى التنافس الفني الشريف، رغم أن أي عمل فني لا يستطيع فنان مهما كان اسمه أن يفرض على الجمهور قبوله كبطل، ففي النهاية الحكم للمشاهد. .
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
