معلم يرسم برنامج "وورد Word" لطلابه على السبورة لعدم توافر أجهزة

7 صور

دائمًا هناك حلول بديلة، ودائمًا هناك عقول تسعى إلى التعلم والتأثير في مجتمعاتها بغض النظر عن الظروف الصعبة والبيئة الفقيرة التي يعيشون فيها، ولأنهم يؤمنون بالحياة ولا يعترفون باليأس، يجدون وسيلتهم بأي طريقة كانت، حتى يتمكنون من إيصال الأمل والمعرفة والعلم إلى الآخرين، وربما القارة السمراء "أفريقيـــا" بمختلف دولها وشعوبها، من أكثر الأماكن على وجه الأرض التي تحب الحياة وتعرف كيف تصنعها، وتوزع الأمل على الناس والأطفال عموماً ما استطاعت.

وتمكن معلم لمادة "الحاسوب"، يدرس في مدرسة للأطفال بإحدى القرى النائية والمنعزلة الفقيرة في دولة "غـانا" غربي القارة الأفريقية، من إثبات أن حب الحياة والأمل في غدٍ أفضل حالًا، أمر ممكن للغاية، بغض النظر عن الظروف المعيشية والحياتية التي يعيش بها هذا المعلم الغاني هو وطلابه الأطفال، ومن لا شيء، ومن إمكانات معدومة تقريبًا، صنع شيئًا كبيرًا، ولم يحرم طلابه الفقراء من تعلم لغة الحاضر والمستقبل، ولو بأقل الإمكانيات البسيطة.

وفي تفاصيل هذه الحكاية الفريدة، قام معلم غانيّ، يعمل في مدرسة للأطفال بإحدى القرى النائية في البلاد، برسم برنامج الكتابة غلى الحاسوب "وورد Word" من مايكروسوفت، بكامل أجزائه وأدواته على سبورة الصف الدراسي، كاتبًا شرحًا مُفصلًا عن كل جزء وتفصيل في هذا البرنامج الأشهر في العالم، وذلك لعدم توفر الإمكانيات الكافية في المدرسة، لشراء أجهزة حاسوب "كومبيوتر" حقيقية، حتى يتم تعليم الطلاب مادة الحاسوب من خلالها، وذلك كما ذكرنا، بسبب قلة الحيلة والظروف المادية الصعبة التي تعيش فيها هذه القرية على وجه الخصوص، ودولة غانا بشكل عام.

وانتشرت صور هذا المعلم الغانيّ بشكل واسع كثيرًا على صفحات التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام في مختلف أرجاء العالم، حيث تناقل نشطاء هذه المواقع صور المعلم وهو يرسم برنامج الكتابة "وورد Word" على السبورة، ويشرح للطلاب أقسام البرنامج بالتفصيل، حيث لقي إشادة كبيرة من جميع هؤلاء النشطاء، على الجهد الكبير الذي بذله ويبذله من جهة، ومن جهة أخرى، على تحديه كل الظروف الصعبة التي يعيشون فيها، ومن جهة ثالثة على العطاء والأمانة والتصميم الذين يتحلى بهم هذا المعلم.

ويظهر من خلال الصور التي تم تنتاقلها، هذا المعلم وهو منشغل برسم البرنامج على سبورة القاعة الدراسية المتواضعة والمتهالكة الجدران، مُستخدمًا الـ"طباشير" التي يعرفها الجميع في المدارس، وحتى يُقرب شكل البرنامج الذي رسمه من شكل برنامج الكتابة "وورد Word" الحقيقي بأجهزة الحاسوب، قام باستخدام طباشير متعددة الألون، وعند كل تفصيل من البرنامج، كان يمد سهمًا إلى خارج الشكل المرسوم، كاتبًا اسم هذا التفصيل أو الأداء المستخدمة، وشرحًا وافيًا عنها.

وكالعادة، تُثبت القارة الأفريقية السمراء، أنها وعلى الرغم من كل ما تعيشه دولها وشعوبها من فقر وسوء أحوال معيشية وحتى أمنية أيضًا، إلا أنها تظل معلقة بالأمل والفرح، وتحاول جاهدة أن تصنع مستقبلًا مختلفًا عن حاضرها، وأن يعيش سكانها بحلم أن يكون الغد، أفضل من الأيام الماضية، على جميع الأصعدة، وربما يكون هذا المعلم من المدرسة الغانيّة، مثالًا بسيطًا على حياة الكفاح اليومي لشعوب إفريقيا الممتلئة بالفرح رغم آلامها، وعلى الروح الإفريقية الشجاعة التي تظل في نضال مستمر حتى تُثبت أن لها مكانًا هامًا في العالم هي جديرة به.