على الرغم من الضجّة التي أحدثها انطلاق مسلسل محمد الفاتح لبطله كينان أميرزالي أوغلو مساء الثلاثاء الماضي، بسبب عجزه عن تصدّر الرايتنغ في تركيا، وعلى الرغم من تصدّر المسلسل الجديد محرّكات البحث في العالم العربي من قبل جمهور حرّكه الفضول ليعرف أسباب إخفاق الحلقة الأولى من المسلسل التاريخي الذي تطلّب الإعداد له فترة طويلة، لا يزال مسلسل قيامة أرطغرل لبطله إنجين التان دوزياتان قادراً على المنافسة بقوّة، مساء كل أربعاء وصبيحة كل خميس، من قبل جمهور عربي لم ينتظره مدبلجاً فتابعه مدبلجاً عبر شبكة الإنترنت.
أمس كان موعد الحلقة 111، التي عرضتها قناة TRT التركية وتناولت العديد من الأحداث الدرامية المثيرة، عقب إنقاذ أرطغرل لمحاربيه من يد غون ألب، بعد تآمره عليه وتوعّده له.
مسلسل "الفاتح" لـ كينان أميرزالي أوغلو يخيّب الآمال في الرايتنغ
ويعتبر المسلسل من بين الأعمال التاريخية الأكثر شعبية في العالم العربي بعد مسلسل حريم السلطان ، إذ أنّ الجمهور العربي يتابعه بشغف لأسباب عدّة، تبدأ من سلاسة السرد الدرامي الذي يخرج العمل التاريخي من الطابع الوثائقي الجامد، إلى ضخامة الإنتاج وتنفيذ العمل بتقينات عالية.
قصة قيامة أرطغرل
-تدور الأحداث بين ولايتي أنطاكيا وحلب في القرن الثالث عشر، في فترة شهدت فيها المنطقة الكثير من الصراعات حيث قدمت قبائل التركمان إلى المنطقة بسبب مطاردة المغول لهم والحروب التي نشأت بين الطرفين.
يومها، كان المسلمون يعانون من كثير من المشاكل في تلك الفترة بسبب ضعف الخلافة العباسية، وحينها ظهر أرطغرل كبطل لهم وهو ابن سليمان شاه ووالد عثمان الأول الذي سُميت الدولة العثمانية على اسمه لاحقاً.
أنجين أوزتورك العدو الجديد لـ أرطغرل
بعد فترة طويلة من البحث عن أماكن تستقر به الدولة وتترعرع وتبدأ بالتمدد والإنتاج أقام أرطغرل دولته في تلك المنطقة وبدا بتأسيسها.
وتدور أحداث المسلسل حول القبيلة التي نشأ فيها الزعيم التاريخي، والتي عانت من الكثير من الصعوبات وتعرَضت للمكائد بسبب وجود الجواسيس والخونة.
المسلسل انطلق عرضه في نهاية عام 2017 واستطاع أن يتربّع على عرش المسلسلات التاريخية، إلا أنّ انطلاق عروض مسلسل اشرح أيها البحر الأسود، أزاح قيامة أرطغرل عن المرتبة الأولى، ليحتل المرتبة الثانية بنسبة مشاهدة مرتفعة.
إلا أنّه لا يزال يعتبر المسلسل الأكثر مشاهدة في العالم العربي، الذي يميل إلى المسلسلات التاريخية، وكان له الفضل في إنقاذ بعضها من الإيقاف، مثل مسلسل السلطانة كوسيم، الذي يعتبر الموسم الخامس لمسلسل حريم السلطان، والذي فشل في تركيا فشلاَ ذريعاً، واستمرّ عرضه بسبب بيعه إلى المحطات العربية بسعر خيالي، وحقّق جماهيريّة كبيرة ولا يزال.
كما أنقذ الجمهور العربي مسلسل ليث ونورا لأبطاله كيفانش تاتليتوغ وفرح زينب عبد الله وفهرية أفجان من الفشل، وأعاد ماء الوجه إلى أبطاله بعد إيقافه في تركيا في بداية موسمه الثاني بسبب فشله في الرايتنغ، إذ حقق نجاحاً كبيراً لدى عرضه قبل سنوات ما يؤكد أنّ ذوق المشاهد العربي يختلف أحياناً عن ذوق المشاهد التركي، وأنّ الأعمال التي تفشل في تركيا قد تنجح في العالم العربي.
ويبقى أن قيامة أرطغرل لا زال يتربّع على عرش المنافسة في العالم العربي، رغم أنّ موسمه الحالي لا يعرض مدبلجاً، إذ أنّ الجمهور بات يفضّل مشاهدة الأعمال مترجمة بالتوازي مع عرضها في تركيا، على أن يشاهدها بأحداث محروقة بعد دبلجتها إلى اللغة العربية.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
