في سفر النساء تحرشات وسرقة وعمليات تجميل فاشلة!

21 صور
في السعودية: خوفهم عليهن من تحرشات الأجانب
تفاوتت الآراء لكن مضمونها أن المرأة قد لا تحسن التصرف وحدها، لذلك يرفض جلال الخطيب، موظف علاقات عامَّة بشركة أرمكو، وبشدة فكرة سفر المرأة وحدها، وقال: «قد تتعرض لمضايقات، خاصة مع الأجانب بحكم مجتمعنا المحافظ».
فيما النساء اعتبرن سفر المرأة بمفردها حقاً من حقوقها وإن رفض أهلها، ولو لأسبوع في السنة، هو أمر دأبت عليه بشاير خالد أعمال حرة، تستدرك: «بصراحة أكون قلقة من أن أتعرض للاختطاف أو التحرشات أو السرقات، وكوني غريبة فلن أستطيع التعامل مع هذه المواقف».
لا تنكر أريج جلال مسؤولة علاقات عامَّة وتسويق، أنَّ الخوف يتملكها من حدوث أي مشاكل قد تتعرض لها المرأة، تتابع: «هناك تفاصيل -وإن كانت صغيرة- لكنَّها مقلقة للمرأة كحمل الحقائب في المطارات، وتغير بعض القوانين التي قد تفاجئ المرأة وهي في المطار وحدها ما قد يسبب لها الانزعاج والتوتر».

في الإمارات.. سفرهن موضة و«عيب»
الانفتاح الكبير، أفرز نخبة من الشباب التقليديين الذين وجدوا سفر المرأة وحدها خطأ كبيراً، ومنهم إحسان ناجي، مصور، الذي يستنكر على أي أب السماح لإحدى بناته بالسفر مع صديقاتها؛ لأنها قد تتعرض لظروف غير متوقعة، ويتساءل ناجي: «ما موقفك كزوج لو رغبت زوجتك بالبقاء في ذلك البلد الذي يحفظ حقوقها بعيداً عنك؟ هل انعدمت فيكم الغيرة؟».
هن صريحات، نريد إجازة بعيداً عن الجو الأسري، لكن هناك من المجتمع من لا يكف عن التساؤل: هل هناك ما يخبئنه؟ مع ذلك تساوي خيرية أحمد، موظفة في مؤسسة صحية، بين النساء والرجال في طلب راحة العقل والنفس مع الأصدقاء، فهن أيضاً بحاجة إلى مساحة من الحرية؛ للتحدث مع بعضهن، لكنها تستدرك: «قد تتعرض المرأة إلى مواقف من الصعب أن تواجهها وحدها، والسفر ليس لغرض مشبوه ولكنه بمثابة تحقيق غايات تجميلية أو عمليات تخسيس للوزن، وعليها ألا تستغل الحرية بما يغضب الله والزوج»!
وتجد لما السروجي، موظفة، أن سفر النساء مع بعضهن ضروري؛ ليجرين عمليات تجميل قد لا يأبه لها الزوج، كما أن بعضهن يعرضن أنفسهن على أطباء خارج الإمارات لخجلهن أن يقمن بهذا داخلها. وأهم إيجابية تجدها لما هي التخلص من مسؤولية الزوج والأولاد، أو حتى الأب.

في المغرب: حكايا دفاعية من النساء
رفقة الزوج مملة بعد سنوات من الزواج، لهذا تجد حياة، موظفة، أن سفرها مع صديقاتها فرصة للتخلص من روتين الحياة، لكنها امتنعت عن السفر في السنة الأخيرة مع رفيقاتها، تتابع: «أقمنا بشقة بأحد الأحياء الشعبية لمدينة أكادير، وفي آخر يوم تعرضنا لهجوم من طرف عصابة منظمة سرقوا كل ما كان معنا من مال حتى بطاقاتنا البنكية، ورغم كل هذا مازالت تلك الرحلة من أهم المغامرات في حياتي».
تجمع النساء اهتمامات مشتركة كالتسوق، وتخصيص وقت كبير لزيارة مراكز التجميل والاعتناء بالبشرة، كل هذه الأمور يكرهها الرجال، هكذا تفسر مريم وردة، موظفة، حبها للسفر مع صديقاتها، فهي تقضي مع صديقاتها أكثر من 10 ساعات في التسوق دون كلل أو ملل تتابع: «سافرت مع صديقتي إلى تركيا استمتعنا كثيراً ما جعلنا نرغب في التمديد يومين، اتصلت بزوجي لأعلمه، رفض طلبي، لم أعر أهمية لرفضه، ومددت الرحلة يومين، عند عودتي لم يستقبلني في المطار بل غادر إلى بيت والدته، وتطلب مني الأمر أن أذهب إليه وأصالحه».

في الكويت: زوجات يجرين عمليات تجميل دون علم أزواجهن
الكثير من الفتيات يسافرن؛ من أجل التقليد أو الشعور بالحرية والاستقلال وهذا أمر خاطئ برأي صقر الصابري، لاعب، يتابع: «هناك مخاطر تحدث معنا نحن الرجال، فكيف إذا فاجأت النساء أو البنات بمفردهن؟ فهناك من توفي، والكثير أصابته مشاكل عدة خارج بلده».
فيما زوجة صديق أيمن أبو زيد، موظف، سافرت بمفردها إلى لبنان؛ لإجراء عملية لإنقاص وزنها، فحجزت في أحد الفنادق وهناك استغل أحد النزلاء وجودها فبدأ بمضايقتها؛ ما جعلها تفكر في أن تقول لزوجها والذي سيعيدها دون إجراء العملية فسكتت؛ حتى حدثت مشاجرة كبيرة بينهما انتهت بحضور الزوج، واصطحاب زوجته للعودة لبلدهما، ومن يومها لم تجرؤ الزوجة على طلب السفر دونه.
قدرة المرأة المالية، واستقلالها عن الرجل في تلبية احتياجاتها الترفيهية جعلها تلبي تكاليف كل ما يخرجها من دائرة الواجبات والضغوطات الحياتية، تستدرك راندا محمد، موظفة، «بصراحة أكون قلقة من أن أتعرض للاختطاف، أو التحرشات، أو السرقات، وكوني غريبة فلن أستطيع التعامل مع هذه المواقف، كما أن هناك نساء يرمين الحجاب وعندما يعدن يرتدينه، وكأنه لبلاد المسلمين فقط، والأجدر أن ترميه بالمرة بدلاً من أن تتلاعب به، ولا يخلو الأمر من وجود رجال يستغلون وجود المرأة وحدها ضمن مجموعة نسائية».

في البحرين: دون علم الأهل
حسب رأي الكثيرين فإن جراحات التجميل هي الغرض الأول للسفر، حيث ذهبت مريضة بحرينية إلى بلد عربي لشفط الدهون بسعر أرخص، وكما روى لنا استشاري جراحة المناظير والسمنة، الدكتور خليفة بن دياني، أنها عادت بعد ستة أشهر، وهي تعاني من جروح، وبطن مشوه، وبالوزن نفسه، بعد أن سحبت ما لديها من فلوس وباعت ذهبها؛ لأجل طبيب نصاب وهي تحمل نفس الوزن، وكله دون علم أهلها.
فيما سافرت صديقة رئيسة جمعية سيدة الأعمال البحرينية أحلام جناحي مع وفد من الجمعية إلى لندن؛ للمشاركة في مؤتمر مع أن الجمعية لم تخترها، والنتيجة أنها ضاعت في لندن، وبدلاً من الانشغال بالمؤتمر كان وفد سيدات الأعمال والسفارة البحرينية يبحثون عنها، تعلّق أحلام: «وجدناها في أحد دور إيواء المشردين بعد أن ركبت مترو الأنفاق إلى جهة بعيدة عن لندن، ولم تكن تجيد الإنكليزية».

الرأي الاجتماعي
حان دورهن

المؤيد لسفر المرأة في السعودية لا يجد حرجاً طالما أنَّها تذهب للعمل بمفردها، والرافض يعتبر رفضه مبدأ لا يجادل فيه. فالمرأة كما تقول الدكتورة نادية نصير، مستشارة تربويَّة وأسريَّة ونفسيَّة، لطالما وقفت على عتبة المتفرجين وهي تودع، وتنتظر حقائب رجال أسرتها، لكن زيادة المشاكل الأسريَّة جعلتها تعالج الأمر بالهروب من جو المنزل، فأصبح الزوج يأتي والزوجة تغادر؛ حتى لا يحدث صدام بينهما».
فيما يعيد يوسف معضور أستاذ علم الاجتماع في المغرب، رغبة النساء في الاستقلال بسفرهن إلى حبهن للثرثرة، والتعليق على كل ما يرينه، بالإضافة إلى رغبتهن بالإحساس بالحرية سواء من العمل أو الزوج.


إحصائية
أجرت «سيدتي» إحصائية على 500 عينة من البلدان العربية المشاركة، حول أهم الأسباب التي تدفع النساء للسفر وحدهن، وكانت النتائج كالآتي:
46 % الخلافات العائلية أو الزوجية، والتي يكون من تبعاتها التسوق الجنوني.
32 % إجراء عمليات التجميل والفحوصات الطبية بعيدًا عن أعين الزوج.
5 % البحث عن المغامرة والحرية والمفاجآت.