متى يتحول الحب إلى نفور؟

قد نجد في أحيان كثيرة قصصًا بها طرف يحب بشكل جنوني وفجأة يتحول هذا الحب إلى نفور، وعندها نتساءل كيف تحول الحال من شيء إلى نقيضه؟ متناسين أن دوام الحال من المُحال، متناسين أيضًا أن هناك أفعالاً من الطرف الآخر في تلك العلاقة قد تؤدي إلى هذه النهاية، فاستمرار علاقة الحب ومدى قوتها أمور تُقاس بمدى اهتمام الطرفين ببعضهما بعضًا، وأنانية الحب تؤدي إلى تحول الطرف الآخر من ثم يبدأ بالنفور ...

هذا تحديدًا ما قالته أخصائية التربية السلوكية والمستشارة الأسرية إيمان كامل، حيث بدأت حديثها قائلة: إذا كان في الفيزياء قانون يقول إن لكل فعل ردَّ فعل مساويًا له في المقدار مضادًا له في الاتجاه، ففي الحياة الإنسانية والعلاقات العاطفية أيضًا ينطبق هذا القانون، وأغلب الأشخاص الذين يحبون بكل ضميرهم، لا يشعر الطرف الآخر بقيمة هذا الحب إلا بعد ضياعه، والسبب في ضياع هذا الحب أن يكون هناك طرف يضغط على المُحب، فيتحمل المحب مرة وأخرى ومرات عدة حتى تفوق المواقف قدرة تحمله، عندها يبدأ في الاعتياد على البُعد وتتغير مشاعره على الرغم من أن ذلك قد يكون صعبًا عليه قليلاً، ولكنه ينجح في هذا بالنهاية ويتحول الحب إلى نفور، وهناك بالطبع عوامل تؤدي إلى تغير الحب حتى يتحول طرف في العلاقة من شخص محبّ لشخص نافر من استمرار تلك العلاقة وتحملها، وعلى أصحاب العلاقات العاطفية أن يستمعوا إلى تلك العوامل حتى يتفادوها، وأذكر من هذه العوامل المتسببة في تغيّر الحب الآتي:


- عندما يكون هناك طرف مُستغلّ أو انتهازي، يستغل مشاعر من أمامه وحبه له لأنه يعرف أن هذا الطرف لا يمكنه الاستغناء عنه، فهذا سبب سيجعل الطرف الآخر حتمًا يشعر بهذا في يوم ما ولن يستطيع التحمل وسينهي تلك العلاقة.


- إذا كنت طرفًا مستهترًا بمشاعر الطرف الآخر، ودائمًا تكون سببًا في جرحه أو حزنه، ولا تهتم بما يشعر حيال أفعالك التي لا يقبلها، سيأتي اليوم الذي يود فيه أن يجد من يقدّره ويهتم لحزنه.


- عندما لا تفكر إلا في نفسك، ولا ترى الشخص الآخر بأي حال من الأحوال، وكل ما يهمك هو تنفيذ رغباتك وأحلامك وأمنياتك، وفي المقابل لا تقدم له ما يستحق، فأنت بذلك تضغط عليه وتدفعه للهرب منك.


- لا تتعامل بمبدأ الثقة المُطلقة في مقدار حب من أمامك، فلا توجد ثوابت وكل شيء حولنا متغير، لا تضغط على من أمامك فتأخذ كل شيء بداخله وتستنفذ طاقته، فاستنفاذ الطاقة سيجعله حتمًا يملّ وينفر من تلك العلاقة.