ضغوط العمل خطيرة على الرجال أكثر من النساء

تعبيرية

كثير من الرجال الأذكياء المتمتعين بنشاط مهني غير عادي،وطاقة جبارة للعمل لساعات طويلة متواصلة لدرجة حرمان أنفسهم من نيل قسط عادل من الراحة والإسترخاء يعتقدون إنهم أقوى من غيرهم لتحملهم ضغوط العمل والمدراء بصبر كبير جبار يقارب صبر الجمل على حرارة الشمس والظمأ في الصحراء،وجراء الظروف الإقتصادية الصعبة في معظم دول العالم زادت الضغوط النفسية والجسدية على العاملين في مهن مختلفة مما أصبح خطر الوفاة المبكرة يهددهم بأمراض عديدة دون أن يعلموا حق المعرفة بمخاطر الإجهاد النفسي والجسدي على صحتهم.
وقد توصلت دراسة حديثة إلى أن الحصول على وظيفة مرهقة من المرجح أن يؤدي إلى نتائج خطيرة من شأنها أن تفتك بحياة الرجال الذين يعانون من مشاكل في القلب أكثر من النساء.
ما السبب في أن المهن المرهقة خطرة على الرجال المصابين بأمراض القلب أكثر من النساء المصابات بالأمراض نفسها؟
كشفت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية عن دراسة مهمة أشارت إلى أن الرجال الذين يعانون من مشاكل في القلب أكثر عرضة بنسبة ست مرات للإصابة بالمرض المبكر،إذا كان لديهم عمل مرهق،حتى إذا استمروا في الحفاظ على لياقتهم البدنية وتناولوا وجبات صحية.
وأكدت الدراسة في أبحاثها: أنه لم يكن هناك إرتباط بين الإجهاد الوظيفي والوفاة المبكرة بين النساء المصابات بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري من النمط الثاني.
وقامت هذه الدراسة نتيجة دراسة بيانات من "100" ألف شخص في المملكة المتحدة،وفرنسا،وفنلندا،والسويد،بما في ذلك "3441" شخصاً يعانون من هذه الأمراض،وقد تم تقديم استبيان حول نمط حياتهم وصحتهم في بداية الدراسة مع متابعة سجلاتهم الطبية على مدار 14 عاماً.
ونظر الباحثون إلى نوعين من الإجهاد في العمل – الإجهاد الوظيفي مع متطلبات العمل المرتفعة والسيطرة المنخفضة عليها،و"اختلال الجهد والمكافأة" الذي تم تعريفه على أنه بذل الكثير من الجهد ،ولكن دون جدوى والسبب هو الحصول على قليل من المكافآت في المقابل.
ووجد الباحثون أنه من بين الرجال الذين يعانون من مشاكل في القلب، فإن أولئك الذين يعانون من الإجهاد الوظيفي لديهم خطر أكبر للوفاة المبكرة بنسبة 68٪ من أولئك الذين لم يكن لديهم عامل، لم يكن هناك خطر في أولئك الذين يعانون من مشاكل صحية لا يشعرون بالتقدير في العمل.
الرجال عرضة لانسداد الشرايين أكثر من النساء
ويقترح العلماء أن أحد التفسيرات هو أن الرجال يكونون أكثر عرضة لانسداد الشرايين خلال حياتهم العملية أكثر من النساء، اللواتي لديهن عادة فرصة أقل بكثير لمشاكل القلب قبل انقطاع الطمث.
ويقول العلماء، إن تقليل ساعات العمل ووصف إدارة الإجهاد للرجال الذين يعانون من هذه الأمراض قد يحتاجون إلى تقليل المخاطر إلى الحد الأدنى.
وقال كبير الباحثين في الدراسة البروفيسور" ميكا كيفيماكي" من كلية لندن الجامعية، إن: "العمل هو مصدر شائع للتوتر في مرحلة البلوغ، مما يؤدي إلى استجابات الإجهاد الطبيعي التي تمت برمجتها في أجسامنا منذ أجيال مضت".
وتابع: "يمكن أن يؤدي ذلك إلى ردود فعل جسدية لحالات مثل إجهاد العمل، نتائجنا تعطي دليلا على وجود علاقة بين الإجهاد الوظيفي وخطر الوفاة المبكرة لدى الرجال المصابين بأمراض القلب، مثل أمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية والسكري".
وأردف ميكا: "من غير المرجح أن يؤدي التحكم في ضغط الدم ومستويات الكوليسترول وحدها إلى القضاء على المخاطر الزائدة".
إحذروا التوتر النفسي
وهذه الدراسة ترسل ببياناتها ومعلوماتها إشارة تحذير تؤكد أن الوقاية الطبية عبر التحكم بمقاييس ضغط الدم والكوليسترول ليس كافياً،ويحتاج العامل المصاب بمشاكل في القلب إلى ترويض توتره النفسي والشعور ببعض الأمان الوظيفي،وتخفيض حالة إرهاقه بإعطاء نفسه قسط ولو قليل من الإسترخاء النفسي والجسدي في الوقت المناسب ليحمي نفسه من خطر الوفاة المبكرة والموت الفجأة.