كل فتاة بأبيها معجبة.. حتى في بخله!

بعد زواج فاطمة شجَّعت زوجها على الإسراف؛ لتعوِّض سنين الحرمان من المال التي عاشتها مع والدها، ولكن سرعان ما تراجعت عن هذا القرار، وبدأت تلوم زوجها على صرف الأموال، وأصبحت تتذكَّر كلام والدها: «إنَّ من يصرف ماله ولا يحرص عليه سيفقده، ويبقى فقيراً ينتظر مساعدة الآخرين»، روت «فاطمة» لـ«سيِّدتي نت» تفاصيل حياتها الواقعة بين بخل والدها وحرصه وإسراف زوجها.

تقول «فاطمة»: «عندما كنت صغيرة، كنت أعاني أنا وشقيقاتي من بخل والدي، فكل ما يهمّه في الحياة الأرقام الماليَّة، وكلما عاتبته والدتي بتقصيره في حقنا، كان يتحجج بأنَّه يحافظ على المال الذي كافح وعمل كثيراً من أجله، وقد يكون خوف والدي من العودة إلى حياة الفقر التي عاشها وهو صغير، أمَّا نحن فنرى أنَّ العائد الماليّ لثروة والدي من محلاته التجاريَّة كثير، لكنَّه لايزال يعيش الخوف من الفقر».

كيف ينظر من حولنا لنا؟
تواصل «فاطمة» حديثها قائلةً: «كان كل من حولنا سواءً في المدرسة أو الجيران يحسدنا على أملاك والدي، ويستغربون عندما لا نشارك زميلاتنا في حفلات المدرسة، حيث كان والدي يرفض إعطاءنا المال لدفعه أو شراء أيّ شيء لمشاركتهم، وهم لا يصدقوننا أحياناً؛ لأنَّهم يسمعون عن ثروة والدي، ويعتقدون أننا نتهرَّب من مشاركتهم، أو أننا لا نريد الاحتكاك بهم؛ فنحن ثلاث شقيقات فقط، ويجعلنا دائماً نلعب دور المتفرِّج، حيث نشاهد ثم نعود إلى المنزل لنأكل الطَّعام الذي تطهوه والدتي بحجَّة أنَّه الأفضل والأنظف».
وعن تبريرات والدتها تقول: «حجّتها أنَّ والدي يريد مصلحتنا، إلا إنَّها لا تريد أن تشوِّه سمعته أمامنا، ولا أخفيكم أننا أحياناً نشفق عليه، ونبحث له عن أعذار لتصرُّفاته معنا، خاصةً أنَّه يكرر أن إرادته تتمثَّل في أن نعيش بأحسن حال، وأن لا نحتاج إلى شيء إذا قدَّر الله وفارق الحياة.

تخرُّجي وزواجي

استطعت أن أنهي دراستي الجامعيَّة وبتفوُّق، وتقدَّم لخطبتي شاب من أسرة لها مركزها الاجتماعيّ، وأهم صفة كنت حريصة عليها في ذلك الوقت أن يكون كريماً جداً، واختار زوجي «محمد» تركيا لقضاء شهر العسل، ولم أصدِّق أنني سأسافر خارج المملكة؛ وكان زوجي كريماً جداً، ويدعونني كل يوم إلى مكان مختلف عن الآخر، فقد دعاني إلى أفخم المطاعم هناك، وحتى المسكن كان في أفضل الفنادق، لكن والدتي قالت لي: «أنَّه بإسرافه قد يفقد ثروته»، ولا أخفيكم أنني تجاهلت ما قاله جملةً وتفصيلاً، فأنا أحتاج لوقت طويل كي أنسى طريقة أبي معنا.

ثم أصبحت تراودني شكوك أنَّ زوجي سيفقد ثروته؛ فقررت أن أعمل، ولكنَّ زوجي رفض، وبدأت أحاسبه من دون شعور إذا أحضر لي هديةً غالية الثَّمن، أو إذا أعدَّ وليمةً لأهله أو لأهلي أو لأصدقائه وأسرف فيها، من هنا بدأت المشاكل والخلافات تكثر بيني وبينه، وبدأ يتهرَّب من الجلوس معي، فهو لا يريد أن يغيِّر أسلوب حياته.
عرَّفني زوجي على إحدى زوجات أصدقائه، وهي معالجة نفسيَّة، حتَّى تتفهَّم حالتي عن قرب من دون أن أعلم، وبعدها أصبحت تعطيني نصائح للعمل بها، ولا أخفيكم كم أفادتني وغيَّرت منِّي وجعلتني أعود إلى صوابي».
كاد الزوج محمد يخسر فاطمة، ولكن والدته أفهمته سبب تصرُّفاتها وتغيُّرها.

 الأخصائيَّة النفسيَّة
الاخصائية النفسيَّة «سلوى العوين» من عيادات سلوى للاستشارات، تقول: «مبادرة زوجها بالتفكير بمعالجتها من دون إخبارها جيِّدة، ولو أخبرها لرفضت؛ ولو أنَّ «فاطمة» تمادت في بخلها أو حرصها على المال لأفسدت حياتها الزوجيَّة، ولكن لله الحمد أنَّها تجاوبت مع المعالجة النفسيَّة، واستطاعت أن تنقذ حياتها الزوجيَّة من الانهيار».