رواية من جملة واحدة فقط تفوز بجائزة عالمية للأدب

ماكورماك صاحب الرواية من جملة واحدة
ماكورماك
ماكورماك وروايته الفائزة
رواية سولار بونز
لكاتب الأيرلندي ماك ماكورماك
5 صور

عالم الرواية في الأدب، ليس بالعالم الصغير أو "القصيــر"، فالكاتب الروائي يحاول أن يختزل حياة كاملة بين دفتي كتابه، يكون خلالها قد ذكر الكثير من التفاصيل الصغيرة والكبيرة، واشتغل بشكل كبير على شخوص عمله الروائي، ناهيك عن العناية بالمقدمة والحبكة وذروة العمل الروائي وصولاً إلى الحلّ والخاتمة، لكن كاتباً روائياً واحداً، كسر كل ما سبق ورمى به في عرض الحائط، وكتب رواية كاملة تتكون من جملة واحدة فقط، تتكرر دون انقطاع منذ الصفحة الأولى حتى آخر صفحات الكتاب، لكن هذا ليس كل شيء.

الأمر الذي يثير الدهشة أكثر مما ذكرناه عن رواية "سولار بونز Solar Bones" ذات الجملة الواحدة التي تتكرر من دون انقطاع، والتي تتألف عدد صفحاتها من 270 صفحة، هو أن كاتبها الإيرلندي "ماك ماكورماك"، البالغ من العمر 51 عاماً، كان قد فاز مؤخراً بجائزة "دبلن" الدولية الأدبية عن عمله هذا، حيث تعدّ هذه الرواية هي الخامسة لـ"ماكروماك" في مجمل مسيرته الأدبية.

وبلغت قيمة الجائزة التي نالتها هذه الرواية غير المألوفة على الإطلاق الـ 100 يورو، أي ما يقارب الـ 118،177 دولار أميركي، وتدور أحداثها بحسب ما ذكره موقع "بي بي سي موندو BBC Mundo" الإسباني، حول شبح عائد إلى الوطن في يوم "عيد القديسين"، وفقاً لاعتقاد شعبي أوروبي، وتسرد كيف كانت حياة هذا الشبح السابقة، وكل ذلك من خلال جملة واحدة فقط.

وبحسب خبر نشرته صحيفة "ذا غارديان The Guardian" البريطانية حول هذه الرواية، قالت أنه أمر غاية في الغرابة، أن تفوز رواية من جمل واحدة بجائزة عالمية عريقة مثل جائزة "دبلن"، وأضافت أنه كيف يفوز كاتب تصفه صفحته الخاصة على "ويكيبيديا" بأنه كاتب "مهمل ومخزٍ"، إلا أن الكاتب الإيرلندي، كان قد رد على هذا الكلام قائلاً: "أنا لا أشعر بأنني مهم عقب فوزي بالجائزة، ولا أعرف من أنشأ صفحة لي على موسوعة ويكيبيديا الإلكترونية، وأياً كان من هو فعليه إعادة التفكير في الوصف الذي وضعه لي".
وتابع"ماك ماكورماك" في حديثه لـ"ذا غارديان"، أنه لطالما تعامل الناس والأوساط الأدبية معه على أنه كاتب هاوٍ، الأمر الذي كان يُصعّب عليه نشر أي عمله من أعماله الأدبية، وفوزه في هذه الجائزة العالمية، يعدّه أمراً مفاجئاً للغاية، وأشعره بصدمة كبيرة، كما دعا الكاتب الناشرين إلى تحمل مخاطر التجارب الإبداعية، قائلاً إن: "القارئ ذكي ويستحق هذه المخاطرة".

إلا أن الغريب في الأمر، أن هذه الجائزة الأخيرة لم تكن الأولى التي نالها الكاتب الإيرلندي عن روايته "سولار بونز Solar Bones"، إذ كان قد سبق له وأن نال جائزة "غولد سميث" خلال العام 2016، والتي تبلغ وقيمتها 10 آلاف جنيه إسترليني، ليكون "ماكورماك" هو ثالث الكتّاب الأيرلنديين الذين يحصلون على هذه الجائزة منذ انطلاقها في العام 2013.

ومن جهته، صرح البروفيسور "بليك موريسون" رئيس فريق المحكمين لجائزة "دبلن" الدولية الأدبية، حول فوز هذه الرواية الغريبة بجائزة هذا العام: "أن رواية (سولار بونز Solar Bones) كسرت القوالب الأدبية المعروفة في الرواية، رغم أن موضوعها قد يبدو عادياً، حيث أنه يلامس جوانب في حياتنا مثل السياسة والأسرة والفن والزواج والصحة والبيئة"، وأشار البروفيسور موريسون خلال تصريحه إلى أن: "أحداث الرواية تقع على مدار ساعات قليلة من يوم واحد فقط".
ويذكر أن جائزة "دبلن" الدولية الأدبية تُمنح من قِبل بلدية المدينة، بعد أن يقترح أمناء المكتبات من 111 مدينة في 37 بلداً أفضل الأعمال المنشورة في العامين الأخيرين، ثم تختار هيئة محلفين دولية أفضل 150 رواية، والتي تتم مراجعتها من قبل النقاد والكتاب الذين يختارون الفائز.