"البياتي" على طاولة النقاش الثقافي في سوق عكاظ

جانب من الحضور
الإعلامي أحمد السبيت
صورة تذكارية
4 صور

دارت النقاشات في فعاليات اليوم الرابع من أيام البرنامج الثقافي لسوق عكاظ، الذي تشرف على تنفيذه اللجنة الثقافية بسوق عكاظ برئاسة جامعة الطائف، حول محور «تحديات الثقافة العربية»، بثلاث ندوات الأولى « البياتي وحوار الثقافات»، والثانية «من التراث إلى ما بعد الحداثة»، والثالثة والأخيرة تحت عنوان «التجارب السينمائية والثقافة»، التي قدمها ناهس العيضاني.
وتناولت الندوة الأولى تحت عنوان «البياتي وحوار الثقافات»، التي أدارها الإعلامي علي زعلة، الحوارية الثقافية في شعر شاعر العراق الكبير عبدالوهاب البياتي.
وقدم أستاذ الأدب والنقد بجامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور صالح الحمود، خلال الندوة، عرضًا لحوار الثقافات في شعر عبدالوهاب البياتي، مشيرًا إلى ظروف حياة البياتي ونشأته، وعوامل الاختلاف في شخصيته وشعره عن رفاق دربه: بدر شاكر السياب، ونازك الملائكة.
وأشار الدكتور الحمود إلى أن القلق السياسي الذي عاشه البياتي، وأفقده الجنسية العراقية وأذاقه مرارة المنفى، أثر في ثقافته وشعره وشهرته أيضًا.
كما نوه بإجادة البياتي للغتين الروسية والإسبانية، واطلاعه على الثقافات الأجنبية، مضيفًا «صُبغ شعر البياتي بطابع الحداثة، فأضاف للقصيدة العربية، وأَسْبَغ طابعًا وجدانيًّا مغايرًا لشعراء جيله».
ولفت إلى أن البياتي لم يتجه في شعره إلى تحطيم الثوابت التراثية ولم ينسلخ عن تراثه، بل رآه تجذيرًا رصينًا، لدرجة أن يصف المتنبي بالشاعر الحداثي القديم الذي أضاف إلى تراثه، وفق معنى الحداثة كما يراه البياتي».
بدورها، تحدثت عضو اللجنة الثقافية بسوق عكاظ الدكتورة أمل القثامي عن الحوار والثقافة في شعر عبدالوهاب البياتي، الذي وصفته بأنه من أهم الشعراء الذين عاشوا وسط أزمات ثقافية وفكرية واجتماعية وتحديات شتى، أثرت في دلالات شعره وفلسفته الشعرية.
وأضافت القثامي: «كان البياتي يركز في قصائده على توعية الجماهير التي تنقاد بسهولة للخطابات السياسية المزورة، ويطالب المثقفين في الوقت نفسه بالرد والكتابة أولًا، ثم بالتحايل على غشامة السلطة ثانيًا».
في ما عرض الإعلامي أحمد السبيت، مسببات التشاؤم في شعر البياتي الذي يصر على المفردة التشاؤمية باعتبارها سمة بارزة لشخصيته الشعرية، مرجعًا ذلك إلى معايشة الشاعر لمراحل عديدة وحوادث فارقة في حياته، أفرزت استلهام مفردة الزمن في فلسفته العبثية.
وعدد السبيت الأسباب التي مسحت شعر البياتي بمسحة التشاؤم والحزن، وأهمها من وجهة نظره: طفولته، ووضعه الاجتماعي، وغربته الطويلة، والوضع السياسي العربي وإخفاقاته المتوالية، واعتناقه للأفكار الشيوعية.