بلاغ هام.. «القهوة» ستندثر فاستعدوا!

خالد هشام
مريم القرا
أريج المدني
4 صور

احتساء القهوة الصباحية، طقس ثابت من طقوس إعلان بدء يوم جديد، يعشقه أغلب الناس، ولا يمكن لهم الاستغناء عنه لشحن طاقتهم اليومية للعمل والإنجاز، ولكن ماذا سيقول عشاق القهوة عندما يعلمون بأن التحذيرات والتوقعات بانقراض البن خلال السنوات المقبلة، مازالت مستمرة؟

نشر موقع «viralnova» العلمي مؤخرًا، أن هناك أطعمة يومية معرضة للانقراض، جراء التغيرات المناخية، ومنها: القهوة، إذ تتعرض شجرة البن لعوامل مدمرة عن طريق وقف التمثيل الضوئي، وهو ما يسبب سقوط الأوراق وتوقف عملية الإزهار والنمو؛ إضافة إلى أن الارتفاع في درجات الحرارة، أثر على عملية إنتاج البن في مناطق أمريكا اللاتينية، ورغم أن هذا ليس التوقع الأول للأمر؛ فهل سيودع عشاق القهوة عادتهم الصباحية بتلك البساطة؟ وماذا قال ضيوفنا عن مستقبلهم بلا قهوة؟

القهوة، الكيف الأول

يتغزل الشاعر عصام غالب في القهوة، ويقول: القهوة مذاق وقصة عشق لا تنتهي، وكل يوم عن يوم يزيد ويكبر حبها، أنا أعشقها بجميع أنواعها وأشكالها، وأستلذ باستنشاق رائحتها؛ لهذا أبدأ يومي بعد الاستيقاظ من النوم بكوب «النسكافيه البلاك»، وباقي النهار أشرب القهوة التركية في أوقات متفرقة، أما القهوة العربية؛ فلها في حياتنا اليومية النصيب الأكبر.
ويضيف: أما إذا اختفى البن؛ فأتوقع أن يصاب العالم بالجنون لفقدانه، وبرأيي، لا بديل عنه بالكيف والجمال ذاتهما، ورغم أنني لا أتوقع حصول ذلك، ولكن إن حصل، سنضطر للاعتماد على المواد المصنعة بنكهة البن، وحاليًا هي موجودة بالفعل، ولكن يبقى البن الطبيعي هو الكيف الأول لكل العالم.

مشروب اتفق العالم على حبه

بينما وصفت بشاير سمكري «طالبة ماجستير -تخصص علوم الطبيعة في جامعة ترنت- بيتربورو – كندا» علاقتها بالقهوة بقولها: القهوة هي رفيقة الدرب، قهوة الصباح بداية جديدة ليوم جديد، تجعلني أصحصح وأركز في العمل، وقهوة العصر للهدوء، وبعدها قهوة المساء ليحلو السهر، هذه القهوة في اليوم العادي، وفي الأيام المميزة، سواء أكانت فرحًا، أم حزنًا، نجد القهوة حاضرة، سواء قهوة حلوة، أو قهوة سادة، كل أنواع القهوة لها مناسبة ولها وقتها.
وتابعت: إذا اختفت القهوة، سيحصل تغير كبير في حياتي؛ خاصة أنني كل سنة قبل رمضان بشهر أحاول التخفيف من القهوة، لكن فور انتهاء رمضان، أعود للقهوة وروتين القهوة اليومي، ولا أتوقع أن شجرة البن تختفي؛ خاصة أن هناك صناعات وشركات كثيرة قائمة على صناعة القهوة؛ فإذا اختفت القهوة -لا سمح الله- الاقتصاد العالمي سيتأثر، وأظن أن الدول المصدرة للقهوة ستهتم بعدم انقراض شجرة البن، أما عن بديل القهوة؛ فمن الممكن أن يحضر الشاي، وبالنسبة لي شخصيًا؛ فبديل القهوة سيكون الشوكولاتة.

ثم أضافت: إذا اختفت القهوة، سأقول للأجيال القادمة: كان لدينا مشروب، العالم كله متفق عليه، كل دولة لها طريقتها في صنع القهوة، وهناك من يحبها شقراء بهيل ويشربها في فناجين صغيرة كالخليج، والبعض يحبها سوداء وقوية كالإسبريسو الإيطالية أو القهوة التركية، والبعض يحبها بنكهات وخلطات وفي أكواب ورقية كبيرة ويشربها سريعًا كالأمريكان؛ فرغم اختلاف طرق صنعها، إلا أن الكل اتفق على حب وعشق القهوة.

لا أتصور يومي بدونها

كذلك تعبر رئيسة شعبة اللغة الإنجليزية في مكتب التعليم في شمال جدة سابقًا، أريج المدني، عن ارتباطها بالقهوة، وتقول: القهوة صديق حميم لي منذ سنين طويلة، وحقيقة لا أتصور أن يبدأ يومي من دونها، وأشعر بأنها تمنحني النشاط والقدرة على التركيز، بالإضافة إلى مذاقها اللذيذ، والذي اعتدت عليه، ولا أعتقد أن تختفي؛ فإن اختفت من البرازيل، سنحضرها من اليمن، وإن اختفت من اليمن، سنحضرها من أثيوبيا، وهناك أيضًا البن المكسيكي والهندي وغيرهما من المدن الاستوائية، ولكن إن اعتقدت مجازًا أن شجرة البن ستنقرض، سأشرب الشاي الأحمر، وإن كان مزاجه وأوقات شربه مختلفة.

أشرب يومًا وعشرة لا

أما المهندس خالد هشام؛ فيعتبر حالة مختلفة تمامًا عن ضيوفنا السابقين، إذ أنه ليس من عشاق القهوة، ويقول: لست من هواة القهوة بكل أنواعها؛ فلم أعتد على تناولها طوال النهار، وأحيانًا أتناول كوبًا من القهوة الباردة خلال يومي، وليس في موعد محدد، ولا حتى بشكل يومي؛ فقد أشربها يومًا وعشرة لا.
ويضيف ضاحكًا: أصدقائي وعائلتي وحتى زملاء العمل يتعجبون دومًا من عدم ارتباطي بها، ودائمًا أسمع: «كيف تستيقظ بدونها؟» ولكنني أيضًا أتعجب من عدم استغنائهم عنها، ويختتم: في النهاية؛ فإن اختفاءها كوجودها، لن يشكل في حياتي أي فارق؛ فهي الحاضر الغائب بالنسبة لي، ولا مشاعر بيننا.

الرأي المتخصص: مادة تشعرك بالنشاط

بدايةً، توضح أخصائية التغذية العلاجية، مريم القرا، من مستشفى الدكتور سليمان الحبيب التخصصي، أن حبوب القهوة تحتوي على مادة الكافيين، وهي منتج نباتي يساعد على الإحساس بشكل مؤقت بعدم الرغبة في النوم والشعور بالنشاط، ولكن يجب الإشارة إلى أن فائدة الكافيين تقتصر على تناول مقدار محدد منه لا يتجاوز 250 ملجم، وهي فائدة مؤقتة، وتأثيرها العكسي يظهر عند تناول كمية أكبر من المحددة طبيًّا، كما أنّ المفاهيم المنتشرة لدى أغلبية الناس عن قدرة المنبهات والمشروبات التي تحتوي على الكافيين في زيادة التركيز والنشاط والقدرة على اليقظة، هي مفاهيم مغلوطة، وليس لها سند علمي أو طبي؛ بل بالعكس؛ فهي بالرغم من أنها تساعد على التنبيه، ولكن يترافق معها الشعور بالتشتت، وعدم القدرة على التركيز؛ خصوصًا إذا تم استهلاك كمية كبيرة من الكافيين.

وتضيف: نحن بالفعل نتناول كميات كبيرة من الكافيين بشكل غير مباشر، إذ أنّ نوعية الأطعمة والمشروبات والنظام الغذائي، عادة تحتوي على الشوكولاتة، أو أحد منتجاتها في الشاي، أو القهوة، أو المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، وكلها منتجات تحتوي على نسب من الكافيين، بالإضافة لبعض المنتجات الدوائية، مثل: أدوية الحساسية، والبرد، والأدوية المضادة للألم.

أما عن أهم البدائل الغذائية التي تعمل على زيادة النشاط والشعور بالحيوية واليقظة؛ فبحسب «القرا»، هناك بدائل غذائية كثيرة ومتنوعة يمكن استبدالها بالكافيين، منها: الفواكه الطازجة، والعصائر الغنية بالفيتامينات والمعادن، التي بدورها تساعد على زيادة النشاط والقدرة على التركيز، وخصوصًا فيتامين C، وهي بدائل طبيعية متميزة ننصح بها دومًا، كما ننصح بتناول عصير البرتقال والجوافة والفراولة وغيرها.