لا يحلو لك السهر إلا مع هاتفك؟

إذا كنتِ زوجة أو ابنةً أو أختًا أو زميلة، ولك موقف من سلوك أقرب الرجال إليك؛ فهذه الصفحة لك، قولي كلمتك له؛ فالذكي من الإشارة يفهم.. وعسى أن يكون رجلك ذكيًا!

الزوجة تشتكي:
قبل سنوات وأنا أتصفح المواقع الإلكترونية، وأشاهد بعض الصور وأقرأ مقولات عن تأثير الإنترنت على الأسرة، وكيف بسببه، كثير من أفرادها ابتعدوا عن بعضهم، كنت أقول الحمد لله أننا لم نتأثر بهذا الحد، وأننا لازلنا نتمسك بجلساتنا العائلية وتواصلنا، وأتذكر جيدًا في مرة شاهدت صورة لزوجين مستلقيين في الفراش، وكل منهما ممسك بهاتفه! تأثرت حينها بهذه الصورة التي ترسم جدارًا بين الزوجين؛ فبدلاً من أن يقضيا الأمسية بمشاهدة برنامج معًا أو الحديث، أصبح لكل منهما عالم يقضي وقته فيه إلى أن يغفو.
لم أكن أتخيل أن يومًا ما سيأتي وأصبح أنا وحاتم نسخة لتلك الصورة، بدأت أشعر حجم البعد الذي بتنا فيه، تبدّلت الأوقات التي كنا نقضيها معًا بمشاهدة برامجنا المفضلة، إلى وقت يمسك فيه حاتم هاتفه ويضع السماعات في أذنه وهو مستلقٍ في الفراش؛ ليتابع من خلال تلك الشاشة الصغيرة الأخبار، أو يقرأ بعض المنشورات التي يرسلها أصدقاؤه وأقرباؤه على مجموعات الواتساب والفايبر، كل ليلة على هذا المنوال، حتى وإن اجتمعنا لمشاهدة التليفزيون، تنتهي الأمسية بحاتم وهاتفه!
ماذا عني أنا؟ بالطبع سأحمل هاتفي أيضًا وأقرأ بعض المقالات والكتابات هنا وهناك، إلى أن أتعب وأضع هاتفي جانبًا، وأقول لحاتم: تصبح على خير! حينها يطفئ حاتم ضوء الطاولة الذي بجانبه، وأنام وهو لايزال سهرانَ مع هاتفه.
ما هذا الوضع البائس؟ وما هذا الروتين المحبط! وأساسًا كثير من الدراسات أثبتت أنه من الضروري الابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية على الأقل نصف ساعة قبل النوم، وأقول هذا لحاتم، ولكن إجابته دائمًا يتعلل فيها بأن هذا هو الوقت الوحيد الذي يسترخي فيه ويتابع الأخبار وما يجري حوله بعد يوم العمل؛ فهو لا يستخدم هاتفه خلال اليوم! هل هذه حجة كافية لاستمراره على هذا المنوال؟
أشتاق كثيرًا لأن تعود حياتنا كالسابق؛ فهذا الصمت المسائي لم أعد أطيقه، وهذه الرتابة باتت مملة جدًا، أشتاق لسماع صوت التليفزيون وتعليقاتنا على ما نشاهد، واحتسائنا لفنجان الشاي معًا، هل سرقت التكنولوجيا منا حياتنا، وأصبحنا أسيرين لها لهذه الدرجة؟
حسناء «35، ربة منزل».
على الفيسبوك كتبت: نقمة التكنولوجيا، أم نعمة؟

شاركوا في تقديم اقتراحاتكم لحسناء، على موقع «سيدتي».


إذا كنتَ زوجًا أو أبًا أو أخًا أو زميلاً، وتواجه مشكلة في التعامل مع أقرب النساء في حياتك؛ فهذه الصفحة لك، قل كلمتك لها؛ فالذكية من الإشارة تفهم.. ولعلها تكون ذكية!

الزوج يرد: من الذي بدأ بالتكنولوجيا، أنا أم أنت؟
غريب جدًا أن تشتكي زوجتي حسناء من التكنولوجيا واستخدامي للهاتف «طوال فترة المساء كما تدعي»، وتتذمر من أن التكنولوجيا سرقت منا حياتنا وأبعدتنا عن بعضنا، وتتحدث عن النتائج، ولكنها لا تذكر الأسباب! ربما لا تريد ذكر الأسباب التي أدت إلى هذا؛ كي لا تحمل نفسها جزءًا من المسئولية! ربما لا تريد الاعتراف بأنها قد تكون أدت إلى هذا الوضع.
أنا لا ألومها هنا، ولا ألقي عليها اتهامًا وأحملها كامل المسئولية؛ بل إنني حريص جدًا في تفنيدي للوضع، ربما حسناء أجبرتها الظروف على هذا الوضع بسبب ابنتنا الصغرى؛ فعندما بدأت ياسمين تعاني من بعض المشاكل في النوم، اضطرت حسناء لأن تبقى بجانبها، وأنا أسهر بمفردي إلى أن تنام الصغيرة، طبعًا بعد نومها تكون حسناء مرهقة ونعسة؛ خاصة أن ياسمين تستيقظ في الليلة عدة مرات، تدريجيًا أصبح هذا هو النظام الجديد، حسناء مع ياسمين، وأنا مع هاتفي؛ خاصة أنني لا أستخدمه خلال النهار، ويكون هذا هو الوقت الوحيد الذي أتابع فيه أخبار الجميع وما يجري.
ولأكون أكثر صراحة؛ فحسناء لا تترك هاتفها أبدًا خلال اليوم، تقرأ هنا وهناك وتتواصل مع الجميع، وتستمع لما يهمها، وعندما يأتي المساء تلومني وتريدني أن أجلس معها! ماذا عني؟ أنا لا أحب أن أستخدم هاتفي خلال اليوم؛ ففي النهار وقتي للعمل، وحتى في أيام العطل لا أسمح لهاتفي أن يأخذني ممن حولي؛ لذا أتركه للمساء، بينما حسناء وهاتفها لا يفترقان طوال الوقت؛ فلماذا تلومني على استخدامه في المساء؟
ولأوضّح أكثر، حتى في فترة المساء، أنا لا أستخدمه إلا بعد أن أكون قد تناولت العشاء مع أسرتي وجلسنا لاحتساء الشاي، وشاهدنا ولو مدة بسيطة برنامجًا تليفزيونيًا؛ فالوضع ليس بالبؤس الذي تصفه حسناء وتبالغ في معاناتها.
التكنولوجيا لم تأخذني من أسرتي، وليس هنالك أي شيء يأخذني من عائلتي ويبعدني عنها، كل ما في الأمر أن الوقت الذي تريدني حسناء أن أجلس معها فيه، هو الوقت الوحيد الذي أمسك فيه هاتفي، ولو كانت هي تترك هاتفها خلال اليوم كله؛ لكنت فعلت نفس الشيء؛ فهل على قول المثل، حلال عليها حرام عليّ؟!
حاتم «44، أعمال حرة وعقارات».
لا أستخدم مواقع التواصل الاجتماعي؛ لأنها تأخذ من وقتي.

شاركوا في تقديم اقتراحاتكم لحاتم، على موقع «سيدتي».