ياسر المصري في آخر حوار له مع "سيدتي":أعجبني ما قدمه ناصر القصبي هذا العام

ياسر المصري
ياسر المصري
ياسر المصري
ياسر المصري
ياسر المصري
ياسر المصري
ياسر المصري
8 صور

"فارس الصحراء" تاركاً وراءه العديد من الأعمال التي ستخلده في ذاكرة جمهوره ومحبيه، الفنان الأردني ياسر المصري صاحب الــ 48 عاماً رحل بشكل مفاجئ وموجع، وكان غيابه خسارة كبيرة للفن؛ فبغيابه خسرت الأردن نجمها الأول، وخسر الفن العربي نجماً مميزاً قدم العشرات من الأدوار المميزة.

وكانت "سيدتي" التقت الفنان الراحل ياسر المصري بحوار سريع قبل فترة قصيرة من وفاته، وكنا بانتظار جلسة التصوير لنشر الحوار معه، ولكن للأسف رحل قبل أن يفي بوعده، ولكننا سنبقى أوفياء لذكراه، كما ستظل نجوميته وأخلاقه العالية التي أبكت المئات من زملائه في ذاكرتنا.

تُوفي ياسر المصري في 23 أغسطس 2018 عن عُمر ناهز الثامنة والأربعين عاماً حيث كان في زيارة لمنزل شقيقه في محافظة الزرقاء بضاحية مكة في الأردن. وأثناء خروجه وجد جار شقيقه يحاول تشغيل الباص الذي يملكه والذي كان معطلاً. فما كان من الفنان ياسر المصري إلا أن ركب الباص محاولاً تشغيله إلا أن الشارع كان منحدراً ولم يستطع السيطرة على الباص، مما أدى إلى اصطدامه بجدار أحد البيوت ومركبة متوقفة، ما أدى إلى وفاته وإصابة من كان بجواره في الباص.

اللقاء الأخير

في البداية، لنتحدث عن الانتقادات التي طالت مسلسل «هارون الرشيد»، وهو آخر عمل عرض لك؟

لا يوجد عمل كامل، هناك من انتقد، وهناك من مدح ولكن لنكن صريحين، هناك بعض الأخطاء التي وقع بها العمل، إلا أنه حقق نسبة مشاهدة كبيرة، وأنا راضٍ عمّا قدمته رغم أن

الشخصية المتقدمة في العمر التي جسدتها كانت جديدة، ومتعبة بالنسبة لي، ولكن الحمدلله فقد نالت رضا الجمهور، وأتمنى أن أكون قد وفقت بها.

عملت في أكثر من مسلسل عربي مشترك، ما رأيك بهذه النوعية من الأعمال؟

الأعمال المشتركة شئنا أم أبينا هي أعمال منتشرة ولها طابع خاص، وتحقق انتشاراً أوسع للفنان العربي؛ إذ تستقطب جمهوراً من مختلف الجنسيات على عكس الأعمال المحلية التي قد تتابع من قبل فئة واحدة وفي منطقة جغرافية محددة، في حين أن الأعمال المشتركة تجمع ممثلين من مختلف الدول العربية، وتستقطب جمهوراً من كافة الدول.

كيف ترى الدراما الخليجية؟

الدراما الخليجية تتطور من جميع النواحي. وهذا العام، كنت من أشد المعجبين بما قدمه ناصر القصبي، وأسرة مسلسل «العاصوف»؛ فهو بالفعل عمل مميز ويحمل طابعاً جديداً للدراما الخليجية، ويبشر بتطور ملحوظ نراه في هذه الدراما.

بعد أن جسدت شخصية جمال عبد الناصر من خلال مسلسل «الجماعة2»، كيف حضّرت نفسك لتجسيد هذه الشخصية، وخصوصاً أن هناك عدداً من النجوم جسدوا شخصية الراحل جمال عبد الناصر مثل الفنان جمال سليمان والراحل أحمد زكي؟

هذا صحيح هناك العديد من النجوم الذين جسدوا الشخصية، وهذا جعلني أكثر حذراً بتأديتها، لذا قمت بتدريب نفسي أكاديمياً على تصفية ذهني، وحاولت أن أفصل بين الشخصية والواقع الذي نعيشه، وهذا نوع من أنواع التصوف درسناه في التمثيل، وشخصية جمال عبد الناصر تحتاج إلى وقت طويل للتحضير، ولكن للأسف لم يكن هناك متسع من الوقت؛ لذلك استغرق التحضير أربعين يوماً فقط.

هل تابعت زملاءك الفنانين الذين جســدوا شـــخصية جمـــال عبد الناصر قبلك؟

بالطبع، تابعت الجميع، وشاهدت كل من جسد شخصية الزعيم، منهم الفنان الراحل الأستاذ أحمد زكي، والفنان مجدي كامل والفنان خالد الصاوي، والفنان جمال سليمان، ولكن في النهاية تعاملت مع الشخصية، وكأنها تقدم للمرة الأولى رغم أنني استفدت من كل التجارب التي مرت من قبل، ولكنني لم أتأثر بأحد، قدمت الشخصية بطريقتي وبرؤيتي لها.

لماذا رفضت تجسيد الشخصية عندما عرضت عليك؟ هل صحيح أنك طالبت بإجراء تعديلات على النص لقبوله؟

لا، بالطبع هذا الكلام غير صحيح، فالكاتب الصديق وحيد حامد كتب نصاً متقناً وشخصية محبوكة من جميع الاتجاهات، ولكنني اعتذرت لضيق الوقت وليس لأي سبب آخر.

ما هي الشخصية التي تتمنى أن تقدمها في مشوارك الفني؟

شخصية عمر المختار؛ أعشق هذه الشخصية وأتمنى أن أقدمها.

متى يعتذر ياسر المصري عن عمل؟

عندما أرى أن العمل لم يقدم لي أي شيء جديد، ولم يضف شيئاً إلى رصيدي الدرامي.

من في الخليج تجدها ممثلة تستحق لقب نجمة؟

هناك الكثير، ولست بصدد أن أقيّم أحداً، وهناك نجمات كبيرات كالنجمة سعاد العبدلله والنجمة حياة الفهد، فقد استطاعتا أن تعطيا رونقاً خاصاً للدراما الخليجية، وهناك الفنانة ميساء مغربي التي أراها تستحق لقب نجمة بكل المقاييس.

هل ستعود للعمل مجدداً مع ميساء مغربي؟

لمَ لا؟ إن وجد النص المناسب، فأنا أتمنى ذلك؛ فميساء صديقة عزيزة وممثلة لها مكانتها في الوطن العربي.

منْ منَ الممثلين الشباب تراه نجماً أينما وجد؟

هناك الكثير من النجوم، وأعتقد أن هذه الأسئلة محرجة قليلاً؛ لأنني لن أستطيع أن أذكر أسماء، ولكن بكل تجرد أنا أرى أن الفنان السوري باسم ياخور «جوكر»؛ فأينما وضع يلعب دوره بإتقان؛ فهو فنان شامل.

هل تهمك مساحة الدور أو نوعه؟

أنا أهتم للدور الذي أقدمه والمساحة ليست مهمة بقدر مضمون الدور.

وراء كل رجل عظيم امرأة، هل تنطبق عليك هذه المقولة؟

بالطبع، فزوجتي لها دور كبير في حياتي، فأنا أستشيرها دائماً بالأدوار التي تعرض عليّ وخصوصاً أنها تعمل في مجال الإعلام، كما أنها سند العائلة، وهي من يعوّض غيابي لفترات طويلة أحياناً بسبب التصوير خارج البلد.

كواليس الحوار الأخير

| كان حوارنا معه عبر الهاتف وهو من الفنانين الملتزمين بمواعيدهم حيث أننا اتفقنا على وقت معين. وبالفعل، كان ملتزماً بهذا الوقت واستقبل اتصالنا بكل رحابة صدر.

| رغم نجوميته وكل الأدوار التي جسدها وشخصيته القوية على الشاشة الصغيرة، إلا أننا لاحظنا كمية الخجل التي تتملكه عند أي إطراء يحصل عليه.

| كنا على موعد معه بدبي من أجل جلسة تصوير ولكن الموت كان أسرع من أن يجعله يلتزم بوعده هذه المرة.

لمحة عن حياته

ياسر المصري من مواليد الكويت العام 1970. بداية، عمل ياسر المصري كمدرب رقصات فنون شعبية واستعراضية منذ عام 1986. انخرط بالحركة الفنية منذ أوائل التسعينيات من خلال فرقة «مسرح المسرح» التي أسسها خالد الطريفي عام 1994 إذ بدأ كممثل في مسرحية «يا سامعين الصوت» إلى أن تفجرت موهبته في عام2007 في أدائه لدور الفارس والشاعر نمر بن عدوان، اشتهر من خلال المسلسل البدوي «نمر بن عدوان» الذي أدى فيه دور أمير شعراء البادية العربية بإتقان وتألق، وكان أول دور بطولة مطلقة له. شارك في العديد من المسلسلات الأردنية والعربية التاريخية والبدوية. شارك بالعديد من المهرجانات المحلية والعربية من خلال مجموعة من العروض المسرحية، إذ عمل مدرباً للفرقة الوطنية التابعة لوزارة الثقافة ممثلة الأردن في معظم المهرجانات العربية والدولية حتى نهاية العام2007. قدم حفل جوائز التايكي بدورته الثانية في العام 2012. في أغسطس 2016، تم اختياره من قبل اللجنة المنظمة العليا لمهرجان الأردن للإعلام العربي بدورته الثالثة لتقديم حفل الافتتاح.

تزوّج عام 2000 من الصحافية في «جريدة الرأي الأردنية» نسرين الكرد ولديه ثلاثة أولاد: زيد وراية وجنى .