سرطان الرئة: اكتشاف طبي جديد يساهم في التشخيص المبكر والعلاج

سرطان الرئة بات قابلاً للتشخيص المبكر والعلاج مع اكتشاف الدكتورة آثار خليل

إنَّ نسبة الإصابة بسرطان الرئة ترتفع في المنطقة عند النساء والرجال على حد سواء، بسبب زيادة معدّلات التدخين. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإنَّ 7.6 مليون حالة وفاة سنويًّا على مستوى العالم، سببها السرطان أي ما يمثّل نسبة 13% من جميع الوفيات العالمية. سرطان الرئة هو أكثر أنواع السرطان فتكًا بالإنسان، ويزهق نحو 1،370،000 روحًا سنويًّا.

وفي جديد الطب، إنجاز علمي سجّلته طالبة دكتوراه في الجامعة الأميركية في بيروت، يساهم في الكشف عن سرطان الرئة وعلاجه.


أضافت الجامعة الأميركية في بيروت اكتشافًا جديدًا إلى سجلها الحافل بالإنجازات الأكاديمية والبحثية في لبنان، حيث أعلنت الدكتورة آثار خليل التي أنهت مؤخرًا أطروحة الدكتوراه في الكيمياء الحيوية، والجينات الوراثية في كلّية الطب، أنها كشفت وجود رابط بين أربع صبغيات جينية جديدة (TBX2-5) وسرطان الرئة. وقد أُجريت البحوث العلميّة تحت إشراف الدكتور جورج نمر، أستاذ الكيمياء الحيوية والوراثة الجزيئية، بالتعاون مع باحثين من كلية الطب في الجامعة الأميركية، ومركز "إم دي" أندرسون للسرطان في الولايات المتحدة الأميركية.


يساعد الاكتشاف العلمي الجديد على بلورة آليات جديدة للكشف المبكّر عن سرطان الرئة، الذي يُعتبر أكثر السرطانات فتكًا بالإنسان، كما يساعد في توجيه علاج ضد خلايا الرئة السرطانية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 


وحول الموضوع، قال الدكتور جورج نمر: "لن يكون لاكتشافنا تأثير كبير على التشخيص المبكّر لسرطان الرئة، الذي يُعتبر أكثر السرطانات فتكًا فحسب، بل يمكن استخدامه لتطوير أدوية جديدة تحاكي أنشطة الأربع صبغيات جينية (TBX2-5) التي يمكن أن تمثّل النهج العلاجي المحتمل لعلاج سرطان الرئة".

وقد بيّنت نتائج البحوث العلميّة انخفاضًا مستمرًا بتعبير الصبغيات الجينيّة (TBX2-5) في خلايا الرئة السرطانية التي تمَّ أخذها من خمس مجموعات مرضى من مختلف أنحاء العالم. ولأول مرة، يمكن استخدام هذه الجينات في التشخيص المبكّر لسرطان الرئة، كاختبار موثوق به، في حين يقدّم نشاطها نهجًا علاجيًّا جديدًا لسرطان الرئة.


اكتشاف يمكن تطبيقه على الفور
"إنّ اكتشاف صلة مباشرة بين تثبيط الصبغيات الجينية الأربع (TBX2-5) وسرطان الرئة الغددية، سيمهّد الطريق لاستخدامها كأدوات حيوية أولية ليتمّ اختبارها على المرضى الأكثر عرضة للخطر، وخصوصًا المدخّنين. وبالفعل، أظهرت دراساتنا للبيانات العامة في ما خص نتائج الاختبارات السريرية والوراثية الأوّلية، على عيّنة من المدخنين التي أُجريت سابقًا في الولايات المتحدة، أنّ هذه الجينات يمكن أن تميّز بدقة عالية المدخنين المعرّضين للإصابة بسرطان الرئة، من أولئك الذين غير معرّضين"، قالت الدكتورة آثار خليل.

تشير النتائج إلى أنَّ تفعيل تعبير أيّ من هذه الصبغيات الجينية TBX في الخلايا السرطانية للرئة، يؤدي إلى قتلها بشكل مبرمج، وتوقّف تكاثرها. كما يفيد تحليل البيانات أنّ الآلية المشتركة التي تقوم بموجبها هذه العوامل بإحداث هذا الأثر، هي آلية نزع الميثيل. هذه النتائج تقدّم دليلًا غير مباشر، على أنّ عوامل نزع الميثيل التي يجري استخدامها خلال التجارب السريرية، يمكن استخدامها بمفردها أو إلى جانب أدوية أخرى في علاج سرطان الرئة. وقد نُشر بعض نتائج هذه البحوث في أهم المجلات العلميّة مثل Oncotarget ، وبعضها الآخر قيد المراجعة في "فرونتيرز أونكولوجي"- وتمثل هذه النتائج سابقة عالمية، فهي أول تحليل عالمي حول دور عائلة الصبغيات الجينية (TBX2-5) والعلاقة بين أعضائها وسرطان الرئة.