«الحداق».. هواية شاقة تقتحمها الكويتيات

الحداقة سهام الغريب
حصيلة الصيد
الحداقة بدرية كمال أثناء الحداق
الحداقة بدرية كمال
شيماء الرشيد أثناء الغوص
شيماء الرشيد
7 صور

دخلت المرأة الكويتية مضمار المنافسة مع الرجل في العديد من الأنشطة والهوايات التي كانت بحسب ثقافة المجتمع حكراً على الرجال، ومنها صيد السمك (الحداق) وهي هواية شاقة تتطلب مهارات خاصة، لتؤكد بذلك قبولها التحدي بإثبات قدرتها على ممارسة تلك الهواية متى ما أرادت ذلك.
وارتبط الكويتيون منذ القدم بالبحر، باعتباره مصدراً للرزق وكسب العيش، فأصبح حب البحر للرجال والنساء على حد سواء، حتى أصبح في الكويت (حداقات) ماهرات.
وقالت الحداقة شيماء الرشيد إنها تعتبر الحداق هواية أساسية، ولا تواجه أي صعوبة فيها، حيث اعتادت عليها منذ الصغر، وكانت تساعد والدها فيما يخص الحداق، مثل «لف الخيط ووضع الييم وحتى قيادة الطراد أحياناً».
وأوضحت أنها تخرج حالياً إلى الحداق خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفي العطل وحسب مواسم الصيد وأحوال الطقس، مضيفة أن عائلتها تهوى (الحداق) وأحياناً يكون تجمع العائلة الأسبوعي في رحلة حداق، لتكون الأجواء جميلة ومختلفة ومليئة بالإثارة.
وأكدت أن هذه الهواية ليست حكرًا على الرجال، وأن أي امرأة تستطيع القيام بأي مجهود يتطلبه الحداق، سواء الصيد بالخيط أو الصنارة، معربة عن رأيها بأن «الحداق هواية جميلة، والأجمل عندما يكون هناك تحد ما بين الجنسين من الأهل في رحلة بحرية، على من يصطاد أكبر عدد من الأسماك».
وأضافت أن من الصفات الجميلة التي اكتسبتها أيضاً حب المحافظة على البيئة، النابع من شدة تعلقها بالبحر، والانزعاج من رؤية الأوساخ المرمية والأكياس، وكل ما يضر بالبيئة البحرية ويؤثر على جمال البحر وصفائه، «وعلى الأسماك التي اختفى معظمها بسبب التلوث».
وبينت الرشيد أن تعلقها الشديد بالبحر والحداق جعلها تحب الغوص إذ أصبح لديها رخصة في هذا المجال وتقوم بممارسة هواية الغوص الحر والسباحة مع الحيتان والقروش والكائنات البحرية بكل أنواعها.
من جهتها قالت الحداقة بدرية كمال إنها اعتادت الخروج إلى البحر وممارسة هواية الحداق مع والدها منذ الصغر إذ تعلمت من تلك الهواية الصبر والثقة بالنفس، علاوة على شعورها بالفرح الغامر عند اصطياد السمك مبينة أنها تذهب حالياً للحداق مع زوجها.
وأضافت أنها تفضل قضاء أوقات الفراغ لديها في الحداق إذا ما سمحت حالة البحر والأحوال الجوية بذلك مؤكدة خروج الكثير من العوائل للحداق، ومصادفتها لهم إثناء رحلاتها البحرية.
ورأت أنه «لا يوجد فرق بين المرأة والرجل كما لا توجد أنشطة حكر على جنس معين إذ أن من الأمور التي كانت في السابق حكراً على الرجال أصبحت تزاولها الكثير من النساء».
أما الحداقة سهام الغريب رأت أن بداية محاولاتها في الحداق كانت خلال رحلة بحرية مع صديقاتها تم خلالها تجربة استخدام (الخيط) لصيد السمك.
وأضافت أنها استخدمت (الصنارة) في رحلات لاحقة واجهت خلالها صعوبة في الاستخدام، كما واجهت صعوبة في معرفة الأماكن المسموح الاصطياد فيها، مبينة أنها تجاوزت تلك الصعوبات مع الوقت.
وقالت إنها تعلقت بهذه الهواية بسبب حالة السعادة التي تشعر بها في أوقات الصيد، والراحة النفسية التي يعكسها جمال البحر، والهواء العليل والشعور بالإنجاز.
وبينت أنها تحب الخروج للحداق في أشهر معينة من السنة، لاسيما شهري أكتوبر وسبتمبر وبداية فصل الربيع، حيث يكون الجو مناسباً وفي أوقات الفراغ.
وأكدت أن المرأة قادرة على ممارسة جميع الهوايات حتى الخطيرة منها، معتبرة الحداق هواية سهلة للترفيه والراحة النفسية.
وأشارت إلى دور المرأة قديماً واهتمامها فقط بأعمال المنزل، واعتمادها بشكل أساسي على الرجل الذي عليه أن يوفر كل المستلزمات الخاصة في البيت، مبينة أنه في الوقت الحالي أصبحت المرأة شريكاً ومساهماً أساسياً في البيت، وتعتمد على نفسها وانعكس ذلك حتى على هواياتها.
وأكدت أن الحداق أكسبها الهدوء والصبر والتأمل معتبرة أن «هواية صيد السمك هي من الهوايات التي تعمل على تحقيق التوازن والراحة النفسية».
من ناحيتها قالت الحداقة سعاد كمال إن عائلتها تهوى البحر والحداق، وتعلقت بتلك الهواية منذ صغرها؛ بسبب تعلقها بعائلتها، مبينة أن تلك الهواية انتقلت إلى أبنائها أيضاً.
وقالت إن تلك الهواية استمرت معها حتى بعد الزواج وإنجاب الأبناء، حيث تذهب للحداق مع زوجها وأبنائها، لاسيما في فترة الصيف، بحكم انشغالها وزوجها بالعمل في بقية الأشهر، والتزام الأبناء بالمدارس.
ورأت أن المرأة لم تكن تمارس هواية الحداق قديماً؛ بسبب العادات والتقاليد ودورها المختلف قديماً، أما بعد التطور والانفتاح فقد أصبحت المرأة اليوم تشارك الرجل في جميع المجالات.
وأكدت أن شغفها بهواية الحداق لا يمنعها بأن تكون امرأة وأنثى تحب الجمال والأناقة، والاهتمام بنفسها، مضيفة أن «المرأة الكويتية ملهمة بجميع المجالات».