درة: تجربة إليسا رسالة في حب الحياة


يُعرف عن الفنانة درة أنها ممثلة متمكنة ومتميزة. فرضت نفسها على الشاشة الكبيرة والصغيرة بقوة بذكائها وحسن حضورها، وأناقتها اللافتة أيضاً، لدرجة أن عدد متابعيها على «إنستغرام» وصل لأكثر من 6 ملايين شخص يهتمون بأخبارها الفنية. نجاح درة فنياً، صاحبه تألق اجتماعي بدعمها للأنشطة الاجتماعية في دور رعاية الأيتام ومساندتها الشخصية للعديد من مرضى السرطان بشكل عام وسرطان الثدي بشكل خاص، مفضلة الابتعاد عن الشكل الرسمي للحملات الإعلانية له، ومن خلال الزيارات والدعم المعنوي. التقينا درة وفتحت لنا قلبها سواء في ما يتعلق بأدوارها الفنية أو لمساتها الجمالية:

 

 

ما أعلنته الفنانة إليسا مؤخراً عن إصابتها بسرطان الثدي، كان مدخلاً للحوار حول هذا الموضوع مع درة عندما سألناها كيف ترين ذلك؟

أحب إليسا كثيراً، فهي شخصية قوية وحساسة في الوقت نفسه. حكت تجربتها وهي بالتأكيد أثّرت في جمهورها الغفير، لكن في الوقت نفسه قدمت مثلاً إيجابياً وأعطت نساءً كثيراتٍ مصاباتٍ طاقةً إيجابيةً، واستمددن منها القوة والأمل، فهي تُعدّ رسالة في حب الحياة قدمتها لبنات جنسها جميعاً.

سبق وأعلنت شخصيات مشهورة عن ذلك. ما هو تفسيرك لهذا الطرح؟

المشاهير معرّضون لمثل هذه الإصابات كأي إنسان آخر، إنما ولأنهم تحت الأضواء، فتجاربهم في مصابهم عادة ما تكون مؤثرة وأيضاً تكون ملهمة لغيرهم.

هل ترين أن فكرة المكاشفة جيدة من باب تقديم النصائح للآخرين؟

لا أعرف، ولا أستطيع أن أقول ذلك لأنني أجهل ما يدور في داخل كل شخصية وما تشعر به. إذا أرادت شخصية ما أن تعلن عن مرضها فلتفعل، والعكس صحيح. كلٌّ يتصرف حسب إحساسه وشخصيته، فهناك شخص مثلاً يحب أن يشرك الناس في همومه وفرحه وأحزانه، لكن في النهاية هذه المكاشفة التي أعلنتها بعض الشهيرات، قدّمنها بطريقة إيجابية.

 

 

هل عايشتِ مريضاً بالسرطان عن قرب؟

والدي ـ رحمه الله ـ توفي بمرض السرطان، فهذا اللفظ أعتبره لفظاً عاماً يندرج تحته مسميات كثيرة. مهمة جداً تلك المرحلة التي يتم فيها اكتشاف السرطان. فهناك حالات ميؤوس منها، وهذه المرحلة صعبة جداً بالنسبة للمريض وبالنسبة للذين حوله، لأنهم يكونون فاقدين للأمل، لكنهم يحاولون حتى آخر نفس، إطالة حياة المريض وتحسين وضعه. الموضوع صعب جداً نفسياً، وهو في حاجة إلى إيمان حقيقي بأن هناك ما ينتظره المريض من راحة أبدية، كما أن أهله يتذكرون رحمة الله على عباده، أما لو تمّ اكتشافه في مرحلة مبكرة، فمن الممكن التغلب عليه.

هل فكرت في الانضمام للحملات الإعلانية لتحفيز النساء للكشف المبكر عن سرطان الثدي مثل الفنانتين منى زكي وأصالة وغيرهما؟

أنا لست منضمة بشكل رسمي لمثل هذه الحملات، لكن أحياناً عندما يُطلب مني عمل أستجيب لذلك، مثل زيارة مستشفى «بهية» ومقابلة مريضات بالسرطان. وعندما أذهب لمؤتمر أستطيع أن أدعم فيه المصابات، ولا أتأخر عن ذلك، فالحملات التي من هذا النوع كثيرة ومتنوعة، لذلك أنا أنضم لكن ليس بشكل رسمي كما قلت. وعندما تُتاح لي الفرصة، أقدم ما أستطيع تقديمه بخاصة أن وجودنا كمشاهير يدعم المرضى دعماً معنوياً كبيراً، بالإضافة إلى الدعم المادي.

 

 

«نسر الصعيد» والشائعات

بالنسبة لمسلسل «نسر الصعيد»، هل هناك فعلاً مشاهد تم حذفها؟

هذا كلام «فارغ»، المسلسل حقق نجاحاً كبيراً، ودوري فيه نجح وفق ما لمسته من الجمهور في الشارع العربي، وهذا هو المهم. لا أعرف من «اخترع قصة» حذف مشاهد لي، برغم عدم حديثي عن هذا الأمر إطلاقاً. ولا أعرف من أين انتشر؟ هل من زملاء أم اجتهادات صحفية أم شائعات؟ فهذا هو الدور الذي تم الاتفاق عليه، لكن ما حدث أن ظهوري تأجّل من الحلقة الأولى إلى الحلقة الرابعة فقط كبطلة للمسلسل، لأن جزءًا من الأحداث أُضيف إلى شخصية والد زين «صالح». وفي هذه الأحداث، لم تكن «فيروز» (درة) البطلة موجودة فيها، لذلك ظهوري بدأ من الحلقة الرابعة. لكن بالنسبة لما قيل عن حذف مشاهد، فأنا لا أبحث عن الانتشار، وشخصياً لو وجدت مشهداً غير مفيد في العمل، أحذفه بنفسي.

 

 

قدمت ثلاثة أفلام خلال عام 2017، لكن في هذا العام لم تقدمي أي عمل سينمائي. لماذا؟

على حسب ما يقدم لي، سنة سينمائية وأخرى درامية. فعندما أجد عملاً جيداً أقبله على الفور سواء في السينما أو المسلسلات، فبالنسبة لي، الأمر لا يتعلّق فقط بكوني موجودة.

نعرف أن مسلسل «الشارع اللي ورانا» أيضاً تم تصويره في 2017، فهل نفهم من ذلك أن العام الحالي هو استراحة محارب بالنسبة لدرة؟

إطلاقاً، لكن ليس ضرورياً أن أكون حاضرة على الشاشات كل عام، فلست موظفة لا بد من وجودها بشكل دوري، ومن الممكن أن أقدم في عام أكثر من عمل، وفي العام الذي يليه لا أشارك على الإطلاق.

فأنا فنانة أظهر على الشاشة عندما أجد عملاً يضيف إلى رصيدي الفني، ومع ذلك، فأنا حالياً أقوم بتصوير فيلم جديد اسمه «يوم مصري» مع النجم خالد النبوي.

 

 

إحكي لنا عن الفتاة المحجبة التي تقدمينها في «يوم مصري»؟

هي أهم من أن ننظر لها على أساس الفتاة المحجبة، لأني لعبت مرات كثيرة دور محجبة. الفتاة اسمها «ميرفت» وموجودة في الواقع، فهي فقيرة تجاهد لأجل لقمة العيش وللإنفاق على أولادها، لأنها مطلّقة وتعمل ممرضة في مستشفى حكومي. تعمل الصح والغلط.. هي بالنسبة لي دور مختلف استفزني، وأتمنى أن أقدمه بالشكل الذي ينال إعجاب المشاهد.

أول مرة تلتقين بخالد النبوي في عمل. ماذا عن كواليس المشاهد التي تجمعكما؟

خالد النبوي ممثل ممتاز وموهوب، وقد أثبت نفسه في زمن قصير، نعرف بعضنا كأصدقاء لكن لم نعمل معاً من قبل. في أول يوم تصوير معه، شعرت بكيمياء كبيرة بيننا. للأسف لا توجد مشاهد كثيرة تجمعني به في الفيلم، لكن أحببت التعامل معه ومع كل فريق العمل لأننا مختلفون، كل فرد منا يقدم شخصية جديدة عليه، ويبذل فيها أقصى ما في وسعه.

بالعودة لمسلسل «الشارع اللي ورانا»، قلت خلاله إننا مرضى نفسيون. لماذا؟

قلت إن أي إنسان ممكن في مرحلة من حياته، أن يكون في حاجة لطبيب نفسي أو أن يتعب نفسياً، بمعنى أنه يصاب مثلاً باكتئاب أو فصام أو أيّ من تلك الأمراض، فأي إنسان معرض لما أُصيبت به «نادية» بطلة العمل.

 

 

هل قمت بزيارة مصحة نفسية من قبل وأثناء تصويرك للعمل؟

قمت بزيارات متعددة للمصحات النفسية لكن قبل ذلك بكثير. وخلال بداية العمل للشخصية، لم أحبذ الاحتكاك بالمصحات النفسية، لأني لا أقدم في هذا العمل فيلماً تسجيلياً عن المصحات النفسية أو عن الحالات الموجودة فيها، فأنا قدمت حالة معينة لفتاة لم تكن تعاني مرضاً نفسياً، لكنها كانت مصابة بغيبوبة بين الحياة والموت، وقبل أن تصاب بالغيبوبة كانت مصابة بالتهيؤات نتيجة وفاة والدها، فالموضوع فيه جانب خيالي وفلسفي، وليس فقط مرضاً نفسياً حتى أن مشاهد المصحة النفسية كانت جزءًا صغيراً ضمن موضوع كبير هي تجسّده.

لاحظنا أنك أكثرت في مدحك لمسلسل «الشارع اللي ورانا» على حساب مسلسل «نسر الصعيد»، لماذا؟

كل عمل أقدمه يُضاف إلى تاريخي الفني، كنجاح أي عمل لي سواء «نسر الصعيد» أو «الشارع اللي ورانا»، لكن في «الشارع اللي ورانا» كنت متبنية العمل أكثر ومعجبة به، بخاصة أنني قدمت الشخصية الرئيسية فيه. أيضاً، في «نسر الصعيد» كنت البطلة أمام محمد رمضان الذي لعب دور البطولة. وهذا العمل أعتز بنجاحه.

 

 

لست عالمية

شاركت في فيلمين عالميين واكتفيت بذلك واتجهت إلى الدراما والسينما العربية رغم إجادتك للغتين الفرنسية والإنجليزية. لماذا؟

لا أعتبر نفسي عالمية. ومشاركتي في هذين العملين بسيطة، وكانت في بداية مشواري الفني، إذ أجرت شركة الإنتاج «كاستينغ» لاختيار من يقدم هذه المشاركة، لكن لا أعتبر أني سعيت إلى العالمية. وبالتأكيد لديّ رغبة جامحة في المشاركة في أفلام عالمية، لكني أعتبر هذين العملين بمثابة تجربتين بسيطتين. أما ما تقوله عن إلمامي بلغتين، فليس هذا هو المهم، إذ إن الوصول للعالمية يحتاج إلى وكيل أو مدير أعمال خارجي يستطيع التواصل بيني وبين جهات الإنتاج هناك، ولا بد أن تكون هناك اتصالات مع مخرجين عالميين كي يرشحوا الفنان للأدوار، وحالياً هذا الأمر ليس موجوداً. لم أسع بالشكل الصحيح كما فعل نجوم عرب مثل عمرو واكد وخالد النبوي وبسمة مؤخراً وظافر العابدين الذين قدموا تجارب عالمية، لكني ركزت على الدراما العربية.

اتهمت الفن أنه سرق جزءًا من حياتك، لماذا؟

الفن ليس سارقاً، فهو اختياري ولم يفرض نفسه على حياتي، لكنه بالتأكيد أخذ جزءًا كبيراً منها.

 

 

درة... والموضة

لاحظ البعض في الفترة الأخيرة كثرة خضوع درة لجلسات التصوير والظهور بإطلالة مختلفة في كل مرة، فهل يُعتبر ظهور الفنان بصور متعددة، نجاحاً له؟

كثرة تصويري أعتبرها جزءًا من عملي، فالفنانون في العالم كله يقومون بذلك، وتطلب مني المجلات والمصورون والمصممون القيام بجلسات تصوير «فوتو سيشن»، لذلك أعتبر التصوير نوعاً من أنواع الفن، مثل السينما. وموهبة الفنان تكمن في أن يكون لديه حضور في الصورة وإطلالة مميزة، وأنا أحب ذلك. فمن هواياتي انتقاء الطلة التي أظهر بها وفق سببها ومناسبتها. من الممكن أن أظهر بلباس بسيط أبيض وأسود، أو بفستان «سينيه» في محفل للموضة و«الفاشون» أو بمظهر مختلف في موقع جميل وغيره. وحالياً مع ظهور «السوشيال ميديا»، أصبح التصوير أكثر إلحاحاً لوجود «الفانز» الذين يطلبون دائماً من الفنان تسجيل كل ما هو جديد بالصور. ومن وجهة نظري، أكثر شيء نراه من فنانات الزمن الجميل صورهنّ التي تخلدهنّ وتعكس الصورة الذهنية التي وصلت لنا عنهنّ، وهناك صور جعلتهنّ أيقونات للجمال والموضة والذوق الرفيع، وحتى الآن نشاهد هذه الصور ونستمتع بها، وأحياناً نستخدمها كموضة حتى في الأزياء، ويقوم بعض محبيهم بتعليقها في منازلهم، وبالنسبة لي أتمنى أن تكون صوري بمثابة أيقونات جميلة، فالموضوع ليس سطحياً.

درة أيقونة الموضة الراقية.. كيف تتابعين تقاليع الموضة؟

يوجد كثيرات ممن يتبعن تقاليع الموضة في الوطن العربي، وهناك تحسن في متابعة الموضة في المنطقة العربية، وأنا ممكن أن أكون أيقونة للموضة لكني أختار منها ما يناسبني، ودائماً أحافظ على الطلات المناسبة وفق التقاليد، ولكل واحدة من النجمات «الستايل« المناسب لها، فأرى بعضهنّ في إطلالات مبهرة مثل نانسي عجرم، وهناك فنانات تعجبني إطلالتهنّ، فيما لا تعجبني إطلالات أخريات، أحياناً.

كيف تنتقين إطلالتك ولماذا تفضلين المصممين غير المشهورين؟

لا أحب الملابس والأكسسوارات التقليدية، ولا بد أن يكون الذي أرتديه «سينيه»، وقد تعاملت كثيراً مع مصممين عرب جدد كنت سبباً لوجودهم على الساحة. فعندما ألتقي بأحدهم حتى لو كان بدأ التصميم حديثاً، لكن فكرته في التصميم جديدة ولافتة، أرتدي منه على الفور بغضّ النظر عن أنه مصمم كبير أم صغير. فأنا أرتدي من مصممين كبار و«براند» (ماركات) عالمية، لكن لا أمانع من ارتداء «براند» محلية سواء في تونس أو مصر أو لبنان أو أي مصمم من الوطن العربي، بشرط أن تكون لديه الموهبة ولم يشتهر بعد، فلديّ تنوع كبير جداً في المصممين، تقريباً من كل الوطن العربي.

ما الملابس التي تفضلينها؟

الذي يريحني في الحياة اليومية مثل الملابس بكل الألوان والأحذية الرياضية، فأنا أرتدي «الجينز» و«التي شيرت» و«السنيكر» و«البلوفر»، ولست متكلفة في ملبسي، لكن في الحفلات والدعوات أفضل الفساتين.

تفضلين أكلات كثيرة من بلاد متعددة، فماذا تحبين من كل بلد؟

من تونس الكسكسي والكستاجي وبيرك وفريك مركو الخضرة، فالأكلات التونسية فيها تنوع كثير. ومن المطبخ الإيطالي، أحب المعكرونة فهي من أكلاتي المفضلة، أما من السوري، فأحب المقلوبة وهي أكلة شامية عبارة عن خليط من الباذنجان والمكسرات والأرز. وأحب المازات اللبنانية ومن المطبخ المصري، أعشق الملوخية والمسقعة.

وسط حبك لهذه الأكلات، هل تمارسين «ريجيم» أمام هذه «المشهيات»؟

لا أتبع الريجيم إطلاقاً برغم أني آكل كثيراً وأحب الحلويات، لكن أتناولها بمقادير قليلة. أتناول كل الأطعمة وما أشتهيه وفي أوقات متعددة من النهار، لكن بمقادير صغيرة. أنا لا أحب التخمة، لكن عندما ألاحظ زيادة في وزني، أنتبه وأعود للاتزان فوراً. .

 

 

أعمال للأطفال

قدمت فيلمين فقط للأطفال، وبرغم حبك لهم لم تقدمي غيرهما. لماذا؟

لم أجد أعمالاً للأطفال تعجبني، علماً أني أبحث عن ذلك، وأتمنى أن أقدم أعمالاً سينمائية لهم، بخاصة أن السينما تفتقر حالياً لأفلام يستطيع الأطفال مشاهدتها، فكلها ليست مخصصة لهم ما عدا الأفلام الأجنبية الكارتون أو العادية. وهذا التساؤل لا بد أن نجد له حلولاً بأن نقدم أفلاماً موجهة للأطفال، فهذا ما أتمنى تنفيذه وسأوافق على المشاركة في مثل هذه الأفلام على الفور. .

أحب هذه البلاد

ما الذي تحبينه في السفر؟

إحساسي بالحرية الموجودة في هذه الأماكن، واكتشافي أماكن جديدة سواء متاحف أو مطاعم أو أماكن طبيعية، والشوبنيغ.

ما هي البلاد التي تفضلها درة؟

أحب البلاد الأوروبية..

Subtitle
لازمت أبي لإصابته بالسرطان وتبهرني إطلالة هذه النجمة!
رقم العدد
1963
Photographer
تصوير | محمود عبد السلام | ستايلست | يمنى مصطفى ماكيير | منى جمال | كوافير | ريتشارد البستاني ملابس | top: bcbg max azaria, Pants: quiz, dress: ted baker
Slideshow
publication_date_other