التنمر الزوجي.. أسبابه ودور الزوجة في الحد منه

تقوم العلاقة الزوجية على مبدأ الاحترام والتقدير، ومتى ما شعر أحد الزوجين بافتقاده لهذا العنصر الأساسي والمهم في هذه الشراكة الأبدية فإنّ صدعًا كبيرًا سيحدث في حياتهما، وربما تكون المشاكل والخلافات التي تنشب بسبب ذلك بمثابة إنذار يدق ناقوس الخطر معلنًا بداية النهاية، ومحذرًا من انهيار مجتمعهما الصغير، وعالمهما الذي من المفترض أن يكون ساحرًا.
ويعد «التنمر الزوجي» وهو شكل من أشكال العنف من التصرفات والسلوكيات التي متى ما اتسم بها أحد الشريكين شعر الآخر بخسارته للتقدير وافتقاده للاحترام، ولأنه مشكلة لا يستهان بها، نتعرف من خلال المستشارة النفسية نجلاء ساعاتي، على أسبابه، وإيجاد حلول للحد منه.


المقصود بالتنمر الزوجي


التنمر هو شكل من أشكال العنف، والإساءة، والإيذاء، الذي يكون مُوجَّهًا من شخص، أو مجموعة من الأشخاص إلى شخص آخر، أو مجموعة من الأشخاص الأقلّ قوّة، سواء بدنيًّا، أو نفسيًّا.
والتنمر الزوجي هو مصطلح أطلقه علماء النفس حديثًا، ولا يختلف عن مفهوم التنمر العام إلا أنه يكون في الحياة الزوجية عبارة عن شكل من أشكال الإساءة والإيذاء الموجه من قبل الزوج أو الزوجة تجاه الطرف الآخر، والذي عادةً ما يكون هو الحلقة الأضعف في العلاقة.


علامات التنمر الزوجي


تؤكد المستشارة النفسية «نجلاء ساعاتي» أنّ علامات التنمر تظهر على الرجل في فترة الخطبة؛ وذلك إن كان هذا الزوج المستقبلي قد عانى منذ طفولته من هذا السلوك، أو عاش في جو عائلي يسوده التنمر، لذا يحاول جاهدًا تطبيق ذلك منذ بداية الارتباط. وأحيانًا لا تظهر سلوكيات التنمر إلا بعد الزواج، وربما يعود ذلك إلى ضغوطات نفسية سببها فشله في أن يكون زوجًا كامل العطاء في كافة شؤون الأسرة.

أسباب التنمر الزوجي:


تعرض المتنمر لهذا السلوك في فترة طفولته أو مراهقته؛ لأنّ التنمر سلوك مكتسب نتيجة ضغوط نفسية وعدم ثقة بالنفس والإحساس الدائم بعدم الأمان والاستقرار. لذا فالزوج المتنمر قد يكون لديه نقص في شخصيته، بسبب تربيته وإشعار أهله له بأنه بلا قيمة أو أهمية الأمر الذي يضعف ثقته بنفسه، مما يجعله عندما يصبح زوجًا يميل إلى السيطرة على زوجته من أجل تعويض النقص الذي شعر به وهو صغير.
وقد يمارس الزوج التنمر على زوجته لخوفه من خيانتها له، أو لعله اكتشف بالفعل أنّ زوجته قد خانته، وأيضًا ربما يأتي تنمر الزوج على زوجته من باب حبّ السيطرة، وأن يكون هو الرقم واحد أمام الجميع، أما زوجته فتظهر بصورة أقلّ شأنًا منه. ويزيد ذلك الشعور لديه إن كانت زوجته ذات شهادة علمية أعلى منه، ومستقلة ماديًّا كونها موظفة ولديها مكانتها في المجتمع.
وتعتبر حاجة الزوج للرعاية والاهتمام دافعًا قويًّا ليمارس التنمر على زوجته، لذا نراه بمجرد أن تقصر الزوجة ولو بشيء بسيط في حقه يشتاط غضبًا، ويبدأ بتوجيه الكلام الجارح لها.


دور الزوجة:


- لابد للزوجة التي بليت بزوج متنمر من مواجهة مشكلتها، ومحاولة مساعدة زوجها للتخلص من هذا السلوك قبل أن يدمر حياتهما ويزرع فيها الاضطراب والخلاف.
- كما على الزوجة معرفة السبب الذي أدى إلى ظهور سلوك التنمر على زوجها، ومحاولة مساعدته ودعمه نفسيًّا لتخطي الضغط أو الأزمة التي يمر بها، والتي أدت لجعله شخصًا متنمرًا، كما يساعد الزوج على تجاوز تنمره حصوله على فرصة البدء بالحديث، وأن تحاول الزوجة الاختصار من كلامها وإجراء حوار هادئ مع زوجها، ومن الجميل والمفيد أن ينشغل الزوج بمزاولة أي هواية يحبها، أو أن يشعر بأهميته في المنزل من خلال إشراكه ببعض المهام والأمور.
- أيضًا على الزوجة أن تشعر زوجها بأهميته في حياتها، وحاجتها له ليمنحها الأمن والحب الذي طالما حلمت به فلعل هذا يجعله أكثر لطفًا وحنانًا معها، ومن المفيد أن تثني عليه وتمدحه سواء فيما بينهما أو أمام الملأ.
- وعليها أن تشبع رغبات زوجها العاطفية، وتحاول استيعاب ما يمر به من مشاكل سواء صحية أو نفسية سببت لديه ضعفًا وفتورًا في علاقتهما الحميمة.


العلاج النفسي


يجب زيارة المعالج النفسي أو السلوكي من أول موقف متنمر من قبل الزوج؛ لأنّ ذلك من شأنه أن يساعده على تغيير أفكاره وسلوكه الخاطئ، كما سيساعد الزوجة على إيجاد وسيلة لتجاوز هذه الأزمة وتخطيها بأقل الأضرار. وأيضًا يقدم لها المعالج ولزوجها وأطفالها الدعم النفسي المناسب ليعود الأمن والهدوء إلى الأسرة.


همسة:
وأخيرًا عزيزتي الزوجة كوني لزوجكِ السند والمعين ليتخطى كل ما يمر به من مشاكل وصعاب، ولا تنسي نفسكِ في معمعة هذه الحرب، فتصبحي كبش الفداء، فأنت تستطيعين بعقلكِ وحكمتكِ وحبكِ أن تنقذي زوجكِ وبيتكِ من عاصفة التنمر المدمرة.