الأطفال مؤهلون فطرياً لإدراك المجتمع من حولهم فلا تقلقي

المولود حديثاً وبعد مرور أسبوع ينظر إلى الناس في وجوههم
بكاء الأم يتسبب في شعور الطفل بالمعاناة، بحسب قول الدراسة
الطفل يدرك إذا نظر إليه أحد نظرات غير عادية أو غاضبة فهو ربما يبكي
4 صور

موضوع تعلم الأطفال للحياة الاجتماعية من حولهم والانخراط في المجتمع مستقبلاً، يعتبر من المواضيع المقلقة بالنسبة للأمهات؛ لأنهن لا تعرفن كيف ستكون نتيجة التربية التي ستعطينها لأطفالهن حتى الكبر، ودخول مرحلة الانخراط الاجتماعي. معهد "كريانسا" البرازيلي المختص بشؤون الأطفال حديثي الولادة وعالم الأطفال بشكل عام، طمأن الأمهات بقوله في دراسة مقتضبة حول الطفل والانخراط الاجتماعي بعدم القلق حول هذا الموضوع؛ لأن الطفل مهيأ ومؤهل منذ أيامه الأولى بعد الولادة لتعلم وتحسس العالم الخارجي من حوله والذي يسمى بالمجتمع.

لن تصدقي نسبة استعداد الطفل للانخراط في المجتمع

أكدت الدراسة أن الأسرة تفرح وتسعد كثيراً بقدوم مولود جديد جميل يملأ البيت سعادةً ونشاطاً وطاقة، إن كان بالنسبة للأبوين أو الأخوة إن كان هناك أولاد قبل قدوم المولود الجديد. ولكن ما يلبث أن يمر بذهن الأبوين موضوع المجتمع من حولهما، وكيف سينخرط طفلهما مع هذا المجتمع الذي يوجد فيه ما هو إيجابي، وما هو سلبي. وقالت الدراسة إن هناك أموراً كثيرة يجب أن لا تقلق الأم إذا لم تكن لديها القدرة لتعليم طفلها كل ما يتعلق بالمجتمع من حولها. فقد أكدت الأبحاث التي قام بها علماء من البرازيل والولايات المتحدة وبريطانيا، أن الطفل عندما يأتي إلى الحياة يكون مهيأ ومؤهلاً بنسبة خمسين بالمائة للانخراط في المجتمع منذ نعومة أظفاره. أما دور الأبوين فهو أيضاً 50 % من حيث تعليم أطفالهم أموراً تتعلق بالمجتمع وكيفية التأقلم معه.

لا ترافقوا السيئين

إن دور الأهل هو تعليم التفاصيل للطفل عندما يحين وقت اندماجه في المجتمع. فخمسون بالمائة من الأمور العامة حول ما يدور حول الطفل يكون معروفاً بالنسبة له عندما يبلغ الخامسة من عمره، ولكن تنقصه بعض التفاصيل التي ينبغي على الأهل تمريرها للطفل؛ لكي يكون اندماجه صحيحاً في المجتمع ومع العالم من حولهم. الأهل على سبيل المثال لا الحصر يمكنهم تعليم أطفالهم عدم مصادقة أطفال آخرين لا يتمتعون بسلوك جيد، وتعليمهم أيضاً عدم الذهاب مع أناس لا يعرفونهم، وكذلك تحذيرهم من بعض الأخطار حول كيفية عبور الشارع، وتجنب السيارات؛ لكي لا يتعرض لحادث وهكذا تفاصيل.

ما هي حقائق استعداد الطفل للانخراط الاجتماعي؟

أوردت الدراسة عدداً من الحقائق التي قالت إنها تعتبر أدلة على أهلية الطفل واستعداده للمواجهة الاجتماعية إذا حان الوقت. وهذه تعتبر علامات يدركها الطفل منذ الأيام الأولى لولادته:

أولاً، يستطيع تمييز لغة بلده الأصلية واللغة التي يتحدث بها الأبوان:

إنه بعد مرور أربعة أشهر على ولادته فإنه يستطيع تمييز لغة بلده التي يتحدث بها الناس من حوله.

ثانياً، يفضل النظر للآخرين وجهاً لوجه:

المولود حديثاً وبعد مرور أسبوع ينظر إلى الناس في وجوههم. وهذا دليل على الاستعداد للاندماج الاجتماعي؛ حيث يتم تبادل النظرات بين الناس.

ثالثاً، يتعرف على شكل أبويه سريعاً، ومن ثم يبدأ بالتركيز على أشكال الآخرين.

رابعاً، يحب النظر في العين مباشرة:

أكدت الدراسة أن الطفل حديث الولادة يحب النظر في العين مباشرة بعد ثلاثة أسابيع من الولادة.

خامساً، ينزعج عندما يرى نظرات غير عاطفية تجاهه:

أشارت الدراسة البرازيلية إلى أن الطفل يدرك إذا نظر إليه أحد نظرات غير عادية أو غاضبة. فهو ربما يبكي عندما ينظر إليه أحد نظرات مخيفة. هذا كله يعتبر داخل  "الإطار الاستعدادي" للمجتمع، بحسب وصف الدراسة.

سادساً، الأطفال يظهرون الاهتمام بالأشياء التي ينظر إليها الآخرون:

قالت الدراسة إن الأطفال ومنذ صغرهم يهتمون بالأشياء التي ينظر إليها الآخرون، وهذا دليل على وجود رغبة التملك.

سابعاً، يتفاعلون مع تعابير وجوه الآخرين:

إن الأطفال حديثي الولادة يتفاعلون مع تعابير وجوه الآخرين منذ الشهر الأول من الولادة. وهذا يعتبر استعداداً اجتماعياً.

ثامناً، الطفل يتأثر بمعاناة الآخرين:

فالشجار بين الأب والأم أمام الطفل أمر مدرك من قبل الطفل منذ الشهر الثالث من الولادة. وبكاء الأم يتسبب في شعور الطفل بالمعاناة، بحسب قول الدراسة.

تاسعاً، للطفل قدرات فائقة على التعلم من الآخرين:

ويقال علمياً إن الطفل الذي يبلغ السنة الأولى من العمر يتعلم الأشياء بسرعة تفوق اثنتي عشرة مرة من سرعة الإنسان البالغ.