مدونات سعوديات يقتحمن عالم الموضة

5 صور

تلد وسائل التواصل الاجتماعي يومياً أنماطاً جديدة من التفاعل تتفرع بعضها من بعض. فبين المدونات المكتوبة وفيديوهات اليوتيوب والتفاعل المباشر على تويتر، ومشاركة الأحداث على فيسبوك، والصور على تمبلر وأنستاغرام. تتميز فئة من المدونين بالاهتمام بكل ما يخص عالم الأزياء والتجميل والموضة والعناية بالبشرة، وتبادل الأفكار والنصائح. تُعرف هذه الفئة عالمياً باسم الـFashion Bloggers، وتتنوع اتجاهاتهم بتنوع ميولهم الفردية. ففي المملكة المتحدة وحدها تبلغ نسبة المدونين للموضة 41% من إجمالي المدونين في وسائل التواصل الاجتماعي. التقت «سيدتي» عدداً من مدونات الموضة الطامحات في السعودية؛ لتسألهن عن تجربتهن في عالم الجمال.

التجربة أساس الخبرة
تدير «رنيم» شبكة «اسأل مجربة»، تعرّفنا بنفسها فتقول: «أنا فتاة سعودية، أعشق كل ما يتعلق بالجمال والتجميل»، قدمت «رنيم» عن طريق مدونتها فكرة تقييم المنتجات، وتقديم النصائح فيما يخص الماكياج والعناية بالبشرة والجمال بصفة عامة. تقول «رنيم»: «بما أني أمتلك الخبرة والمعرفة طمحت لإرشادهم لأفضل المنتجات من بين الكم الهائل الموجود في السوق؛ اختصاراً للجهد والوقت والمال». من الفقرات المهمة التي تقدمها «رنيم» في مدونتها «مشترياتها المفضلة»، حيث تشارك أفضل المنتجات التي قامت بتجربتها، وتتفاعل معها المتابعات بشراء ذات السلع، مما لفت نظر أصحاب المحلات إلى نفاد سلع معينة بمجرد إطلاقها لفيديو جديد.

ممرضة برتبة فاشونيستا
«غدير الشريوفي»، 21 سنة، تدير مدونة Saudi Fashionista، برغم أن تخصصها العلمي في التمريض إلا أن شغفها بالموضة والأزياء ساهم بشكل جوهري في نجاح مدونتها، كما أكسبها ليس فقط قراءً عرباً ومحليين، بل أصبح لديها العديد من القراء من الدول الأجنبية، حيث تأتي ثالث أعلى نسبة قراء لمدونتها من الولايات المتحدة الأميركية. بدأ الأمر بالنسبة لغدير بشكل عشوائي وسري، تقول: «كنت أتابع المدونات الأجنبية، واكتشفت بعد فترة وجود ثلاث أو أربع مدونات عربية أو خليجية، فبدأت رغبة في التعبير عن أفكاري ومشاعري»، لم تستشر غدير أحداً عند افتتاح مدونتها، حيث لم تتوقع أن تلقى نجاحاً كبيراً واهتماماً من القراء، حتى أخبرتها صديقة لأختها بقراءتها لمدوِّنة سعودية مذهلة تتابع الموضة، فأفصحت عن هويتها، ووجدت الكثير من الدعم من أسرتها، خاصة لتلبية الدعوات العديدة التي جاءتها لاحقاً من الشركات.

سارة تغرد بالجمال
بدأت «سارة علي»، وهي خريجة لغة عربية، بالتدوين عبر تويتر عبر تغريدات قصيرة تكتب فيها تجاربها المختلفة لمنتجات العناية والماكياج، يدفعها الشغف ورغبتها في مساعدة الفتيات على التطبيق السليم والمناسب للماكياج. التحقت أولاً بعدة دورات في هذا المجال، وأتقنت الكثير من المهارات، ثم بدأت تشارك ما تعلمته من خلال تويتر. تقول: «أحببت التواصل والتفاعل المباشر بيني وبين متابعاتي بدون حواجز، ولمست دعمهن وتشجيعهن الكبير، فقررت افتتاح مدونة خاصة». تقوم «سارة» بالتقاط الصور لمدونتها «مدونة سارة للماكياج» بنفسها، وتعتبر المدونة أحد هواياتها الرئيسة التي تبذل فيها الكثير من العمل والجهد، لاسيما أنها في بداياتها. تقول سارة عن مدونتها: «أحاول دائماً تطويرها، لكن بصورة عامة أنا راضية وفخورة بها»، فكرت «سارة» بالتدوين بالصوت والصورة، لكنها استبعدت الفكرة؛ حفاظاً على خصوصيتها، ورغبة في التركيز على التدوين الكتابي أكثر.

نصف المدونين في بريطانيا مهتمون بالموضة
The Social Clinic يعتقد الأستاذ «بلال حلاب» المدير العام لوكالة متخصصة في تقديم استشارات وسائل الإعلام الاجتماعية، أن هناك الكثير من المدونين العالميين الذين بدءوا في التدوين كأشخاص عاديين، حتى ازداد عدد قرائهم، وأصبحوا نقاداً مشهورين تحسب لهم الشركات والصحافة ألف حساب. ضرب لنا المثال بمدونة The Sartorialist لصاحبها المدون والمصور الأميركي Scott Schuman. حيث احتلت المدونة المركز الأول من بين أكثر المدونات العالمية تأثيراً في مجال الموضة والأزياء. يشاركنا «بلال» بعض الأرقام المثيرة للاهتمام، حيث تعتبر المملكة المتحدة هي الأولى عالمياً في كمية مدوني الموضة، حيث يزيد عدد المدونين فيها على عدد المدونين في بقية دول أوروبا مجتمعة. ويتخصص 41% من المدونين بشكل عام في المملكة المتحدة في التدوين للموضة في مقابل 33% من مجمل المدونين الأميركيين. نجد نفس النسبة الأخيرة عند مدوني الموضة في آسيا، برغم قلة المعلومات حول مدوني الموضة العرب.