قصة مثيرة لرجل أعمال بدأ حياته في مخيم لاجئين ثم بنى أمبراطورية

3 صور

انطلقت أعمال مؤتمر "التعليم العالي في العالم العربي... بناء ثقافة من الابتكار وريادة الأعمال" في دورته السادسة عشر في العاصمة اللبنانية بيروت الذي تنظمه الأكاديمية العربية للعلوم بالتعاون مع جامعة البتراء الأردنية ومنظمة اليونيسكو.

ويأتي المؤتمر برئاسة الدكتور عدنان بدران، رئيس الاكاديمية العربية للعلوم ورئيس الوزراء الأردني الأسبق، وبمشاركة الدكتور طلال أبوغزاله، رئيس مجموعة طلال أبوغزاله، والدكتور سلطان أبوعرابي، أمين عام اتحاد الجامعات العربية، والسفيرة سلوى غدار.

واستهل الدكتور عدنان بدران كلمته بالتأكيد على أهمية هذه الدورة حيث "لقد فشلنا.. نعم لقد فشلنا حيث أن هناك ألف جامعة في العالم العربي ولكن ليس هناك اي تقدم في نظام التعليم."

واستعرض بدران مسيرة حياة الدكتور طلال أبوغزاله، وقال "عندما نتحدث عن الابتكار وريادة الأعمال، سأخبركم بقصة رجل متواجد معنا هنا، والذي أعتبره رائد الأعمال الأول في العالم العربي".

وبين أن أبوغزاله بنى إمبراطورية ضخمة ليس فقط في الوطن العربي بل في العالم.. ولقد بناها من لا شيء. وقال بدران: "لقد ترك بيته في فلسطين مكرها من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي في عام 1948. وكان والده قد أخبره بأن هذا الأمر مؤقت وهو يحمل مفتاح بيته في جيبه على أمل العودة يوما ما ولكنه لم يعد أبدا".

وأضاف: "هاجر مع عائلته الى لبنان حيث عاش في مخيم للاجئين ولم يكن معه شيء. ولكنه قرر وصمم على أن يقاوم الاحتلال الاسرائيلي بالعلم والتعليم. وقد كان يذهب إلى مدرسته مشيا على الأقدام في مدينة صيدا وأنهى تعليمه الثانوي بامتياز، وقدمت له منظمة الأونروا منحة ليتعلم في الجامعة الأمريكية في بيروت. وتخرج من الجامعة بامتياز، وتابع نجاحه إلى أن بنى الإمبراطورية".

وسلط بدران الضوء على واقع التعليم في الجامعات العربية والذي يحتاج إلى إعادة بناء، مقدما مقارنة بين أكبر الجامعات في العالم مثل هارفارد وغيرها وبين الجامعات العربية التي ناهز عددها الألف جامعة ولكن دون أن تحقق شيئا مما حققته الجامعات العالمية.

من جانبه أشار الدكتور طلال أبوغزاله إلى معنى مصطلح "EDUCA" وهو الانتقال من التعليم الى التعلم والابتكار، داعيا إلى قيادة الطلاب نحو التعلم لخلق جيل من المبتكرين.

وأشار إلى جامعة طلال أبوغزاله للابتكار حيث يتخرج الطلاب منها عن طريق تقديم اختراع وليس عن طريق النجاح في الامتحانات.

وأضاف "نريد من خريجي الجامعات أن يكونوا مبتكرين لإنشاء شركات ناشئة لخلق فرص العمل بدلا من أن يكونوا مجرد باحثين عن عمل، مشددا على الحاجة لأن تتحول أنظمة التعليم إلى أنظمة معرفة.

وأشار أبوغزاله إلى أن أحد أسباب الفشل في الجامعات العربية هو أنها لا تقوم بتدريس الملكية الفكرية.

وقال "أنا لست هنا لأمدح نظام التعليم بل لأدفنه وليس فقط في العالم العربي بل في العالم كله لأننا ما زلنا نتعلم مثلما كنا في زمن الكُتّاب حيث كان الطلاب يجلسون على الأرض ويتعلمون من مدرس و ما يختلف الآن عن ذي قبل هو أن الطلاب أصبحوا يجلسون على كراسي ليس الا."

وشدد على الحاجة إلى حاضنات للتعليم وليس الى حرم جامعي، وعلى الحاجة للتعليم عن طريق الذكاء الاصطناعي، مؤكدا انه لا يدعم مقولة التعليم للجميع، بل التعليم من اجل الابتكار.

وقال أبوغزاله "عندما نقارن التطور الذي حصل على أجهزة الهواتف والسيارات خلال الـ 150 سنة الماضية وبين التطور الذي حصل في الصفوف التعليمية خلال نفس الفترة، علينا أن نشعر بالخجل."

وأشار إلى أن المؤسسات التعليمية لديها هدف واحد وهو تخريج باحثين عن عمل لسوق العمل الحالي، متسائلا "الا يجب علينا ان نعد الطلاب من أجل سوق عمل المستقبل؟"

وختم أبوغزاله كلمته بالقول "سأبحث عن امكانية رفع دعاوى قضائية على أنظمة التعليم في كل دولة في العالم بسبب فشلها بتوفير احتياجات الطلاب وبسبب عدم قدرتها على التكيف مع متطلبات التقدم والتغيير والمستقبل."

يشار إلى أن المؤتمر عقد بحضور عدد من رؤساء الجامعات والأكاديميين وخبراء التعليم من الأردن، ولبنان، وقطر، والكويت، وسوريا، والولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا.