كيف استغل شباب مغاربة الفيسبوك وحولوه إلى فضاء للمساهمات الخيرية

صورة سيلفي برفقة أطفال إحدى المدارس
حارث شعيب
مع أطفال بإحدى القرى
سعيد العوني
سعاد المدراع
من إحدى الرحلات الخيرية
6 صور

الرغبة الدائمة في فعل الخير تجعل الواحد منا يبحث عن الطرق السريعة لفعله والمساعدة في زمن قياسي محدد، مرة لطفلة مصابة بمرض مزمن ومرة لشيخ يبيت في العراء بسبب هجران الأبناء، ومرات عدة لعائلة معوزة.
وسائل التواصل الاجتماعي وبالرغم من مساوئها إلا أنها أصبحت في وقتنا الراهن مفيدة لعائلات عدة وملاذاً للعديد من المحتاجين الذي أصبحوا يبثون همومهم فيتلقاها شباب محب للخير والعطاء فيعيد صياغتها في تدوينة يشاركها مع أصدقائه فتتحقق أمنية المحتاج ويصبح الحلم حقيقة.
"سيدتي" تحدثت مع شباب خصصوا من وقتهم لمساعدة أناس وعائلات وقرى وكل همهم أن يروا ابتسامة على وجوههم.

مساعدة المحتاج أحيت في قلوبنا الامل
سعاد المدراع، صحفية مغربية متعددة المواهب، وهبت نفسها لمساعدة الغير فتراها بين الفينة والأخرى تنشر "تدوينات" تبت فيها هموم ناس ضاقت بهم الدنيا فلجأوا إليها لطلب مساعدة في إجراء عملية جراحية أو شراء دواء. تحكي بحماس لـ"سيدتي"، عن سبب لجوءها للفيسبوك من أجل طلب المساعدة قائلة: "بالنسبة لي "الفيسبوك" أضحى وسيلة مهمة يصعب التخير عنها، فبفضله عرفنا عدة حالات مرضية وإنسانية معوزة مددنا لها يد العون، كما تعرفنا عن طريقه على محسنين ومحسنات ساعدونا في حالات كنا فقدنا الأمل في شفاءها وأصبحنا فيما بعد أصدقاء نسأل عن بعضنا البعض". تضيف سعاد تفاعل الناس ومشاركة التدوينات تحيي في قلوبنا الأمان وأن الدنيا لازالت بخير بالرغم من حالات النصب والاحتيال التي تحدث أحياناً باسم المرضى لكن تكتشف بسرعة وفي مرات عدة تتغلب نزعة الخير على الشر، كما وأن كمية الطاقة الإيجابية التي أصبحت أحصل عليها بفضل "الشير" لبعض "التدوينات" كبيرة.

الفيسبوك يحظى بقاعدة جماهيرية
حارث شٌعيب ماستر في المقاولات، لم يختلف رأيه عن سعاد، فهو يرى أن الفيسبوك يحظى حالياً بقاعدة جماهيرية رهيبة لا يمكن إنكارها، كما أصبح له دور كبير في تشكيل الرأي العام والتأثير في العديد من القضايا من مختلف المجالات، ناهيك على أنه فضاء يتوفر فيه قاعدة لا بأس بها من الأصدقاء، وهو ما يجعل هامش التفاعل مع الراغبين في التطوع والمساعدة كبير نوعاً ما. وتابع قائلاً "غير أنه في المقابل ليس دائما يفي بالغرض في جمع مساعدات كافية لأن الأمر يختلف بحسب طبيعة النشاط الإنساني المزمع تنظيمه، فثمة أنشطة تحضى بتفاعل كبير من طرف رواد "الفيسبوك" دون الأخرى ومن خلال هذا التفاعل يمكن الوصول لمساعدات كبيرة، لكن في جميع الأحوال تبقى شخصية المنظم للمبادرة ومدى ثقة الرواد فيه عامل مهم في نجاح العملية الإنسانية لأنه وللأسف هناك من يستغلون هذه المبادرات لجمع مبالغ مالية ومساعدات كيفما كانت طبيعتها، لقضاء مآرب شخصية لا تمت للعمل الإنساني بصلة.

الفايسبوك وسيلة من وسائل فعل الخير
سعيد العوني، تقني بإحدى الشركات الخاصة، أجمع مع البقية على أهمية "الفايسوك" ودوره في حصول مجموعة من المحتاجين ممن تعففوا في طلب يد المساعدة بالرغم من حاجتهم الماسة إليها، فكان بمثابة وسيلة الربط بينهم وبين مرتادي العالم الافتراضي، وحصولهم على المساعدات عن طريق شباب وهبوا أنفسهم لمساعدة الغير.

جمع التبرعات
أطلقت شركة فيسبوك خدمة جديدة قبل عام على شبكتها الاجتماعية تتيح لمستخدميها جمع التبرعات الشخصية من أجل بعض القضايا، في محاولة لمساعدة من يرغب في مد يد العون لمن يعتقد أنه يستحق، حسب قولها.
وكانت الشركة الأميركية قد أطلقت خدمة جمع التبرعات أول مرة في 2016، ولكنها كانت متاحة فقط للمنظمات غير الربحية، لكنها أصبحت الآن متاحة مبدئيا لمستخدميها في الولايات المتحدة قبل أن تنتقل لباقي المستخدمين حول العالم.
وأوضحت فيسبوك، في منشور لها سابق على مدونتها أن "جمع التبرعات الشخصية يسمح للناس بجمع المال لأنفسهم، أو لصديق، أو لشيء، ولا يستخدم فيسبوك على سبيل المثال، حيواناً أليفا".