علاج الغدة الدرقية بالأدوية أو الجراحة؟

علاج الغدة الدرقية

أمراض الغدة الدرقية يعانيها عدد كبير من الأشخاص في العالم العربي. علمًا أنّ العلاج يختلف بحسب كل نوع من المرض، حيث يمكن التوجه إلى الأدوية الفموية أو العلاج بالجراحة لاستئصال جزء من الغدة.

العلاج بالأدوية
في حالة فرط نشاط الغدة الدرقية مع جحوظ العينين، أو مرض غريفيز، تتم محاولة العلاج بالأدوية أولًا، حيث يُعطى المريض الأدوية لمدة 18 شهرًا، وهذه الأدوية تحدُّ من نشاط الغدة الدرقية. ولكن في حال فشل عمل الغدة الدرقية، فإنَّ الجراحة تسمح بالشفاء سريعًا، حيث يزيل الطبيب الجراح ما مقداره تسعة أعشار من الغدة الدرقية، لكي يُبقي فقط على ما هو ضروري لأداء وظائف الجسم بشكل سليم. ولكن فقط في حالة واحدة من بين كل 10 حالات، يظهر قصور عمل الغدة الدرقية والتي يجب معالجتها مدى الحياة، والعلاج باليود المشعّ فاعل للغاية في تلك الحالة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

في حالة قصور عمل الغدة الدرقية بغضّ النظر عن السبب، يعتمد العلاج بشكل يومي على تناول دواء "ليفوثيروكسين" ويجب أن يستمر مدى الحياة. وليس لهذا العلاج أية تأثيرات جانبية غير مرغوبة، سوى أنه يحل محل الهرمون المفقود، ولكن يجب المتابعة الحيوية (فحص الدم بشكل منتظم)، كما أنّ الفحوص السريرية المنتظمة ضرورية من أجل تفادي الإفراط في تناول الجرعات (إشارة إلى فرط نشاط الغدة الدرقية)، أو تناول جرعات أقل (إشارة إلى قصور عمل الغدة الدرقية).
في حالة التهاب الغدة الدرقية، فإنَّ العلاج عمومًا يكون بدواء مضادّ للالتهابات، وإذا لزم الأمر بواسطة الكورتيزون. وعندما يكون الالتهاب مزمنًا، فإنَّ مخاطره ستؤدي إلى قصور في عمل الغدة الدرقية. وفي حال تضخّم الغدة الدرقية البسيط، يتكون العلاج من هرمون الثيرودين (ليفوثيروكسين) والذي يجعل الغدة في حالة راحة. ولكنّ وقف العلاج سيؤدي إلى تكرار تضخّم الغدّة الدرقية. وفي بعض الأحيان يكون من الضروري إزالة جزء من الغدة، وذلك عندما تتضخم بحجم كبير، إلى درجة تؤثّر فيها على الصوت أو على التنفس.


العلاج الجراحي
في حال وجود عُقيدات الغدة الدرقية، وهي عبارة عن أورام صغيرة، فإنَّ التدخل الجراحي يكون ضروريًّا بشكل عام، سواء كان ذلك لأنّ حجمها كبير، أو لأنها تنطوي على مخاطر، أن تتحول إلى أورام سرطانية، أو لأنها قد تسبب فرط نشاط الغدة الدرقية، مع مخاطر حدوث قصور في القلب. وفي الغالبية العظمى من الحالات، فإنَّ العُقيدات تكون حميدة ويُزال فقط جزء صغير من الغدة.
في العادة تكون جراحة الغدة الدرقية عملية سهلة، فالغدة سطحية – قريبة من السطح- ومن السهل استكشافها. ومدة الإقامة في المستشفى قصيرة جدًّا، وتترك العملية الجراحية أثرًا بسيطًا، أو من دون آثار على الإطلاق، إذا كان الجرح ضمن طيّات العنق. وعندما تكون الجراحة مستحيلة، يمكن القضاء على العُقيدات الساخنة بإعطاء اليود المشع. ولكن هناك مخاطر حدوث قصور الغدة الدرقية، والذي يجب معالجته مدى الحياة بإعطاء الهرمونات.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


سرطانات الغدة الدرقية بحد ذاتها، إلى جانب كونها من النادر أن تكون سرطانات متحوّلة وعدائية للغاية، يكون من السهل تشخيصها. وبشكل إجمالي فإنَّ 80 في المئة من الحالات لا تؤثّر على توقعات طول الحياة بالسرطان، حتى عندما يتم التشخيص على الفور. والإزالة الكلية أو الجزئية للسرطان (إذا كان الورم أقل من 1 سم) من الغدة، يرتبط إلى حد كبير بعلاج السلاسل العقدية المجاورة، ويكون كافيًا لضمان الشفاء. وفي بعض الأحيان يتبع هذا العلاج إعطاء اليود المشع لضمان تدمير ما تبقى من أنسجة الغدة الدرقية السرطانية، وتقليل مخاطر الانتكاس وعودة المرض.

بعد علاج سرطان الغدة الدرقية، هناك إجرائان مهمّان يجب اتخاذهما: أخذ هرمون الغدة الدرقية "ليفوثيروكسين" بشكل يومي للتعويض عن غياب الغدة، والمراقبة مدى الحياة لضمان عدم حدوث انتكاس وعودة المرض، او حدوث انبثاث للسرطان والذي قد يكون متأخرًا.

لذلك يجب إجراء مراجعة سنويًّا تتضمن الفحص السريري، والفحص بالموجات فوق الصوتية، وتحديد مؤشر معين جدًّا وهو "الثيروجلوبين"، والذي يعكس وجوده بعد إزالة الغدة الدرقية، عن بقاء أنسجة سرطانية. كما أنّ جرعات الهرمون ترتبط بمراقبة العلاج الهرموني. وبعيدًا عن هذه القيود، فبإمكان الشخص أن يعيش حياةً طبيعية.