أول جراحة زرع رحم من متبرعة متوفاة

جراحة زرع الرحم

بعد أن تكللت أول عملية زرع رحم بالنجاح في السويد من أشخاص أحياء، غير أنَّ السابقة العالمية هي ولادة طفل من خلال زرع رحم تمَّ أخذه من متبرعة متوفاة !


ولدت الطفلة في كانون الأول/ ديسمبر 2017، أي قبل عام من الآن. وذكرت الدراسة التي نشرت في المجلة العلمية لانسيت The Lancet يوم الثلاثاء الرابع من كانون الأول/ ديسمبر 2018 قصة الطفلة، وهي الولادة الأولى على مستوى العالم لطفلة ولدت بعد عملية زرع الرحم لامرأة عقيمة كانت قد حصلت على الرحم المزروع من متبرعة متوفاة.
وحتى ذلك الحين لم تؤدّ عملية زرع الرحم المقدمة من متبرعة متوفاة إلى ولادة. وبعد سبعة أشهر من ولادتها كانت الفتاة الصغيرة بصحة جيدة، حسبما كتب الباحثون من مستشفى جامعة ساو باولو في البرازيل الذين أجروا الدراسة.

 

 

في شهر أيلول /سبتمبر عام 2016، تمت زراعة الرحم للأم البالغة من العمر 32 عاماً والتي ولدت بدون رحم، والرحم المزروع هو لامرأة تبلغ من العمر 45 عاماً توفيت نتيجة سكتة دماغية وكانت مسجلة كمتبرعة لأعضاء جسمها. وقال الباحثون إنَّ العملية استغرقت عشر ساعات ونصف، تبعها علاج مناعي مثبط لتفادي رفض الجسم لهذا العضو الجديد. وبعد خمسة أشهر عاشت المريضة فترة طبيعية، ثم بعد سبعة أشهر من عملية الزرع، زُرع أول إخصاب في المختبر أدى إلى الحمل.
ونتج عن الحمل، الذي لم يواجه أية مشاكل أو عقبات، ولادة الطفلة في وقت لاحق، وتمت إزالة الرحم المزروع أثناء عملية الولادة القيصرية لكي تتوقف المريضة عن أخذ علاج مثبط المناعة والذي يشكل عبئاً عليها على أساس يومي. واستطاعت الأم والطفلة مغادرة المستشفى بعد ثلاثة أيام من الولادة.

 

 

 

أكثر سرعة وأقل تكلفة وخطورة
في عام 2013 تمَّ زرع الرحم لأول مرة في السويد، ولكن من متبرعة حية، وتبع ذلك ما مقداره 35 عملية زراعة للرحم حول العالم ومنها أدت 11 حالة إلى حمل وولادة. ورغم أنه أجريت عشرات المحاولات في الولايات المتحدة والتشيك وتركيا ، إلا أنها المرة الأولى على الإطلاق التي تُجرى فيها عملية زرع الرحم من متبرعة متوفاة نتج عنها ولادة طفل.
ويوضح د. داني إجزينبيرغ، مدير فريق الدراسة قائلاً: "إن اللجوء إلى متبرعين متوفين لزراعة الرحم سوف يوفر نطاقاً أوسع للعلاج بهذا الصدد. وقد اثبتت نتائجنا أن هذه الطريقة ناجحة تماماً لتوفير خيار جديد للنساء اللواتي يعانين من العقم نتيجة خلل في الرحم".
ويوفر زرع الرحم من متبرعين متوفين مزايا وفوائد أكثر، حيث أن هذه الوسيلة توفر نطاقاً أكبر من المانحات المحتملات بطريقة أسرع، وستكون كذلك أقل تكلفة وأقل خطورة بالنسبة للمتبرعة التي تكون على قيد الحياة.