حلم الجامعيات: أريد أن أكون مذيعة!

21 صور

الظهور التلفزيوني والشهرة المصاحبة له، حلم يؤرق الكثيرات، وخاصة طالبات الإعلام في الإمارات، فبرأيهن أنهن سيختصرن الزمن، وسيحققن الشهرة سريعاً عبر التلفزيون، الشيء الذي قد لا تحققه لهن وسائل الإعلام الأخرى من صحف ومجلات وصحافة إلكترونية، فالزمن هو زمن الصورة، والتي أصبحت أبلغ تأثيراً من الكلمة التي تراجعت إلى الصف الثاني.
«سيدتي» التقت عدداً من طالبات كليات الإعلام العربيات اللواتي يدرسن في جامعات الإمارات، وتعرفت منهن على سر توجههن إلى هذه المهنة التي يصفها البعض بأنها مهنة المتاعب، وللدهشة كانت نسبة أكثر من 90% منهن يحلمن بالعمل في المحطات الفضائية، وخاصة أن يكنّ مذيعات، فما الذي يجذب الفتيات للعمل في الإعلام المرئي، وما سر هروبهن من الصحافة المكتوبة؟

«أحلم بأن أكون مذيعة أخبار، وأنقل للناس كل جديد لحظة وقوعه»، مباشرة اعترفت «بتول وليد»، وهي طالبة إعلام من الأردن، ففكرة أن تكون إعلامية جذبتها منذ الصغر، وتقول إنها من خلال هذه المهنة تتعرف على الأحداث وما يجري حولها. ويبدو أن الطالبة اليمنية «خلود خالد» لم تشعر بعد بضغط العمل؛ فهي مازالت في سنتها الثانية، حيث تقول إنها لا تجد مجال الإعلام صعباً، أو متعباً، وأحلامها كثيرة. تعبر عنها قائلة: «أحلم أن أخدم قضايا مجتمعي، وأكوِّن خبرة أنقلها لبلدي عند عودتي. ولديّ أمل بأن أقدم شيئاً مختلفاً». ولا يتوقف دفق الأحلام، فخلود تحلم أن تبدأ كمذيعة أخبار. وتقول: «سأختار برامج تناسب شخصيتي وصوتي، وسأكمل دراستي لأصبح مخرجة». أما «ليلى النجار»، طالبة إعلام سنة رابعة، لبنانية، فهي تدرك مدى تأثير الإعلام على المحيط من حولها، وتقول إن معظم طالبات الإعلام يرغبن في التخصص في الإذاعة والتليفزيون؛ لأننا دون أن نشعر نتأثر بأهالينا الذين يعتقدون أن أصدق الأخبار، وأكثرها توثيقاً ما يكون عبر التليفزيون، وما عداه كلام جرايد»، ورغم شغفها بعمل المذيعة، إلا أن «ليلى» لديها شروط، فهي تجد نفسها أكثر في تقديم البرامج، وتتابع: «طموحي أن أقدم شيئاً له علاقة بالترفيه، ويجذب الناس، ولكن بذات الوقت يكون ذا فائدة ويترك أثراً».

قريباً من التليفزيون

مهنة المذيعة ليست غاية كل فتيات الإعلام، فثمة من لا تمانع في العمل في اختصاصات أخرى، ولكن شريطة أن تكون قريبة من التليفزيون. فطالبة الإعلام «هناء القدسي»، من اليمن، سنة ثالثة قسم إذاعة وتليفزيون، اختارت هذا المجال لأنه يتوافق مع ميولها، وتقول: أصبح الإخراج عالماً رائعاً بالنسبة لي، وبدأت فعلاً بإخراج فيلمين، وأتمنى أن أحقق طموحاتي. وأظن أني على الطريق الصحيح. وسأقدم رسالة مختلفة، وسأهتم بالصورة أكثر فمن خلالها أستطيع تقديم إعلام هادف، وأقدم رسالة للشباب وللعالم تظهر للمجتمعات الأخرى صورة العرب الصحيحة».

وكذلك الأمر مع «راما عرفان»، طالبة إعلام سنة ثانية- جرافيك قسم إذاعة وتليفزيون، فقد وجدت طريقة للتوفيق بين موهبتها في الجرافيك وحبها للتليفزيون. وتقول: «أحب التصميم، وعملت أكثر من مرة في الإعلانات، وأعتقد أن طالبة تدرس إعلاماً ستتوجه حتماً للإذاعة والتليفزيون». كذلك الطالبة الفلسطينية «رهف حامد»، ترغب التخصص في الجرافيك والتصميم؛ لأنها تحب التصوير، واختارت دراسة الإعلام؛ لأن أجواءه ممتعة. وعبرت عن هدفها قائلة: «أحب التعرف على أناس جدد، وأساليب جديدة في الحياة، ومازال الوقت باكراً عن التحدث عن ما سأقوم به في المستقبل، ولكن من المؤكد أني سأقدم شيئاً مختلفاً، وسأعرف ببلدي أكثر، وسأتبنى قضايا مثل قضايا المرأة، والعنف ضد الأطفال والأيتام، والوسائل والطرق التي يجب على المجتمع أن يتعامل معهم بها، وكذلك لن أنسى قضية البطالة.

شهرة وبريستيج

الإعلامية المعروفة «هبة جمال»، مقدمة برامج في الـ«إم بي سي» فسرت لـ«سيدتي» سر توجه طالبات الإعلام للإذاعة والتليفزيون، وأرجعت ذلك إلى وجود عدد كبير من الإعلاميين والإعلاميات ممن يظهرون على الشاشة دون أن يكونوا مختصين في المجال، وقد تجد تلك الطالبات من التليفزيون وسيلة لشهرة أسرع وسرعة الانتشار؛ لأن ثمة أشخاصاً يكتبون في الصحافة لسنوات ولكن دون أن يحققوا الشهرة التي يحققها لهم التليفزيون في وقت قصير، وقد لا يعرف بهم أحد. وتتوجه هبة لطالبات الإعلام ناصحة فتقول: «عليكن العمل في المجالين، وأقصد الصحافة المكتوبة والصحافة المرئية؛ للوصول لما تبحثن عنه، ولتعرفن أكثر عن المهنة وطريقة صناعتها».

أما الدكتور «ناصر الشوف» مدير التوزيع في قناة «دي دبليو» الألمانية فقد رأى أن سبب ابتعاد طالبات الجامعة عن الصحافة المكتوبة أو المقروءة وعن الصحافة الاستقصائية خاصة، وتوجههن للإذاعة والتليفزيون يرجع لكون الصحافة أصبحت لديهن استعراضاً أكثر منها هواية وموهبة ومهنة، وتابع: «في الماضي كان لا يتمكن من العمل في الجريدة إلا أصحاب المواهب، واليوم الطريق مفتوح أمام الجميلات، فإذا كانت الشابة جميلة وكل من حولها يؤكد لها أنها يجب أن تكون مذيعة، تترسخ الفكرة لديها ولا تفكر في المضمون، ولا بفلسفة الصحافة، ولا بالصحافة الاستقصائية أو الحوارية، بل إنها قد لا تعرف هذه المصطلحات. وبناء على تشجيع من حولها تدخل الإعلام ليسهل لها دخول التليفزيون.