تحدّي السنوات العشرة ما الذي تغيّر في السّاحة الفنيّة غير أشكال الفنانين؟

روتانا من احتفالية عودة نجوى كرم
ميلودي ساهمت في بروز فنانات الاغراء
اراب ايدول باكورة انتاجات ام بي سي لبرامج الهواة
كانت شركة روتانا حاضنة اهم الفنانين العرب
ستار اكاديمي كان برنامج الهواة الوحيد
روتانا كانت تجمع الفنانين باستمرار
مسلسل روبي كان باكورة الاعمال المشتركة
8 صور

انشغل الفنانون خلال الأيّام الماضية بتحدّي السنوات الـ10، بحثوا عن أجمل صورٍ تؤكّد أنّهم غلبوا الزمن ولم يغلبهم، حقيقة لا يمكن حجبها رغم تقنيات الفوتوشوب، إذ بعيداً عن أشكال الفنانين الخارجية، ثمّة منهم من بقي صامداً في الساحّة الفنيّة رغم المتغيّرات، ولم تسقط نجوميّتهم بمرور الزمن.

على مدى أيام، تنافس الفنّانون في عرض صورهم، الصور القديمة لم تشعل النوستالجيا إلى الأيّام الماضية، فعشر سنوات في قياس الزمن ليست بالوقت الطويل، رغم أنّها أحدثت تغييراً جذرياً في الساحة الفنيّة.

قبل عشر سنوات، لم تكن الساحة الفنيّة تشبه ما هي عليه اليوم، حصل انقلاب أشبه بزلزال فنّي، فرضته التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي، غيّرت في نمط تعاطي الفنانين مع جمهورهم، وفي طريقة عملهم.

قبل عشر سنوات، كانت شركة "روتانا" _العائدة بقوّة هذه الأيّام_ رائدة في صناعة الأغاني والفيديو كليب، استطاعت أن تضمّ إليها أهم نجوم الغناء في العالم العربي.

كانت العثرة أمام انضمام البعض العقود الحصريّة التي توقّعها الشركة، فتلزم فنّانيها بعرض أعمالهم حصرياً على قنوات "روتانا" الموسيقيّة لفترة محدّدة، قبل توزيعها على باقي المحطّات.

 

تحدي الأعوام العشرة.. هوسٌ جديد يضرب التواصل الاجتماعي



اليوم أصبحت القنوات الموسيقيّة مجرّد زيادة عدد في جهاز التلفزيون، تشغّلها بعض المطاعم وصالونات التجميل وغالباً بوضع صامت، بعد أن أصبح اليوتيوب المكان الأفضل لمشاهدة الكليبات.

لم يعد ثمّة حصريّة إلا فيما يتعلّق بتطبيقات الموسيقى على الهواتف المحمولة.

اليوم غادر "روتانا" معظم النجوم وبدأوا يعودون تباعاً، إلا أنّ طريقة العمل لن تكون كما كانت عليه منذ سنوات.

فحتى الكليبات التي كانت تغدق عليها الشركة عشرات آلاف الدولارات، باتت محكومة بالمعلن الذي يدفع التكاليف مقابل منتَجٍ يتمّ إقحامه عنوةً في أحداث الكليب، وببراعة المخرج يتمّ إقحام إعلان مدفوع بأقلّ الخسائر.

قبل عشر سنوات، كان معظم نجوم الصفّ الأوّل يقومون بإصدار ألبوم واحدٍ على الأقل سنوياً، اليوم عصر الألبومات انتهى، إلا أنّ بعض الفنانين لم يقتنعوا بأنّ العودة بالزمن إلى الوراء باتت مستحيلة، ولا زالوا يطلقون ألبومات عبر منصّات رقميّة، بالكاد يدعمون أغنيةً أو اثنتين منها.

قبل عشر سنوات، كانت شركات الإنتاج تنظّم حفلات توقيع الألبوم للفنّانين بحيث لا يكاد يخلو أسبوع في فصل الصيف من حفل توقيع ألبوم، اليوم باتت الحفلات تقام افتراضياً على مواقع التواصل الاجتماعي، المشكوك في مصداقيّتها في ظل الحسابات الوهمية والحملات المدفوعة.

تحدي الـ10 سنوات: أعراس المشاهير قبل 10 أعوام


في السابق، كان الفنان يطلّ على جمهوره عن طريق الصحافة، لم يكن ثمّة مواقع تواصل اجتماعي، إلى أن جاء العام 2007 وبدأت حمى الفايسبوك في الانتشار، إلا أنّ الفنانين ظلّوا يعتمدون على مكاتب إعلاميّة لترويج أخبارهم عبر الصحافة، حتى العام 2011، عندما أصبح "تويتر" منصّة للبيانات الصحافية، وصلّة وصل الفنان بجمهوره. تمّ تهميش الصّحافة، والمجلات الورقية على وجه الخصوص، بما فيها تلك التي كان يدفع الفنان ليتصدّر أغلفتها.

أغلقت الكثير من المجلات الورقية وانتشر الإعلام الإلكتروني، الذي بات معظمه يستند في أخباره إلى حسابات النجوم على مواقع التواصل، ما أضعف أكثر الصحافة الفنية، التي فقد معظمها القدرة على الابتكار، وأصاب الكثير منها داء الكسل، فلم يعد يبحث عن سبق صحافي أو خبر ما وراء الكواليس.

لم تسهم مواقع التواصل في إضعاف دور الصحافة فحسب، بل كسرت هيبة معظم الفنانين، لم يعد الفنان ذلك النجم صعب المنال، بات متوفّراً بكثرة وبشكلٍ مجاني. البعض أساء استخدام مواقع التواصل فظهر بصورة كسرت تلك التي عمل سنوات على تكريسها في ذهن الجمهور، والبعض لشدّة ما استخدم السوشال ميديا بات مستهلكاً حدّ الملل.

البرامج الفنية التي كانت قبل عشر سنوات مادّة تتسابق على عرضها المحطات التلفزيونيّة لم تعد كذلك، فقد غالت محطات عربية في تدليل الفنانين، ومنحهم مبالغ خياليّة لقاء ظهورهم، ما أوقع البرامج في خسارة بعد طفرة السوشال ميديا، واختفاء عنصر اللهفة الذي يجعل من مقابلة تلفزيونية مادّة مثيرة تستحق المشاهدة.

خفت وهج برامج الحوارات الفنيّة، وما بقي منها حاول الابتكار ولو على حساب إفراغ الحوار الفنّي من مضمونه.

قبل عشر سنوات، كانت موضة فنّانات الإغراء متفشيّة، مع انتشار قنوات "ميلودي" التي ساهمت في شهرة مغنّيات لا يملكن أدنى موهبة. يومها كان ثمّة اعتقاد أنّ السّاحة الفنيّة تذهب باتجاه منحدرٍ وقد تحتاج إلى معجزة للنجاة، إلا أنّ الموجة لم تستمر طويلاً، أقفلت قنوات ميلودي واعتزل صاحبها جمال مروان الإنتاج الفنّي، وانحسرت الموجة، رغم ظهور بعض الحالات الفردية مع محاولات فاشلة لا ترتقي إلى مستوى الظاهرة.

قبل عشر سنوات، لم يكن ثمّة برامج هواة تخرّج فنانين بالجملة، كانت الظاهرة تقتصر على برنامج "ستار أكاديمي" فقط، إلى أن اشترت MBC حقوق عرض أكثر من برنامج فني، وأدخلت على لجان التحكيم نجوم الفن، ليبدأ عصر برامج "تفقيس المواهب"، ثم التخلّي عنها في أولى خطواتها. لم تنجُ من تلك الظاهرة سوى أسماء قليلة تمكّنت من الحفاظ على وهجها بعد خفوت وهج الموسم الذي تخرّجت منه.

قبل عشر سنوات، كانت الحفلات الفنيّة تقام في الفنادق الفاخرة وتحشد جمهوراً غفيراً، وكانت المهرجانات العربية تقام طيلة فصل الصيف وتعتبر متنفّساً للجمهور التوّاق إلى لقاء الفنانين، دون أن يتكبّد عناء دفع تذكرة بمبلغ خيالي.

اليوم بات حضور معظم الفنانين يقتصر على المهرجانات، بعد أن أصبحت موضة الفنادق الخمس نجوم مقتصرة على حفلات الأعياد فحسب، دون أن تحتفظ بنفس القدرة على حشد الجمهور، لأسباب عدّة تبدأ بتغيّر مفهوم الحفلات في العالم العربي، وبظهور الفنان على مدار الساعة في مواقع التواصل، وغياب الشوق للقاء فنان متوفر على مدار الساعة.

الثابت منذ عشر سنوات إلى اليوم هي الأسماء الفنية التي لم تتغيّر، لا يزال نجوم الصفّ الأوّل من المحيط إلى الخليج هم أنفسهم، رغم أنّ البعض زادت أسهمه والبعض تراجعت. ظهرت أسماء قليلة خلال السنوات الماضية تمكّنت من تحقيق النجاح، بانتظار تكريس نجوميتها خلال السنوات المقبلة.

 

نجمات الفن والإعلام الخليجي يدخلن تحدي "العشر سنوات" بصورهن القديمة والحديثة


قبل عشر سنوات، كانت الساحة الفنيّة أجمل، كانت المنافسة على أوجّها، وكانت الأعمال غزيرة، وكانت الكليبات مميّزة، اليوم تشهد الساحة تراجعاً على مستوى الإبداع رغم شح الإنتاج، وضعف المنافسة.

على صعيد الأعمال الدراميّة يبدو الوضع مختلفاً، فالإنتاج الدرامي بات غزيراً على مستوى الدراما المحلية، وعلى مستوى الأعمال المشتركة. قبل عشر سنوات لم يكن ثمّة إنتاج عربي مشترك، الظاهرة انطلقت عام 2011، لتستمر بعدها بنجاح، وتنتشر عربياً على حساب الدراما السورية والمصرية، رغم جنوح بعض السيناريوهات إلى أحداث تجافي المنطق لتبرير جمع أكثر من جنسيّة عربيّة في عملٍ واحد.

قبل عشر سنوات، كان نجوم الفن الجميل لا يزالوا بيننا، صباح، وردة الجزائرية، وديع الصافي، نور الشريف، فاتن حمامة، مريم فخر الدين وغيرهم من نجومٍ كانوا لا زالوا قادرين على العطاء رغم تقدّمهم في السن، وكان وجودهم وتاريخهم والقيمة التي يضيفونها إلى الساحة الفنية كافية لتقول إنّ الساحة لا تزال بخير.

تحدّي الـ2029 قد يبدو مخيفاً، من سيبقى ومن سيرحل ومن سينتحّى جانباً؟ كيف سيكون شكل الأعمال الفنية، وكيف ستكون الأغاني والأعمال الدرامية، وكيف سنكون نحن؟ وهل سنكون لنشهد على تلك الحقبة؟

 

 

بالفيديو: صابرين تشارك في عودة أم كلثوم إلى المسرح عبر شتاء طنطورة
حسين الجسمي يحقِّق رقمًا جديدًا بالأغنية العراقية

 

لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستقرام سيدتي

ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"