الأصعب من حدث الموت نفسه، هو انتظار الموت المفاجئ في أي لحظة مجهولة، لا يعرف المرء متى تأتي، وأين تأتي؟ والخوف من أن تأتي بلحظة يُذل فيها المنتظر لموته، وبعض السجناء يفرحون إن تأجل تنفيذ إعدامهم أيامًا ولو كانت معدودة، والبعض الآخر ينهار ويريد أن يموت سريعًا بدون قلق أو ألم أو معاناة.
انتحر هربًا من قسوة انتظار الموت
لهذا أقدم سجين أمريكي يبلغ 48 عامًا، على الانتحار داخل سجنه، هربًا من قسوة انتظار تنفيذ حكم الإعدام به.
محكوم عليه بالإعدام لقتله اثنين من تجار المخدرات
وذكرت صحيفة «ذي صن»، أن سكوت دوزير، محكوم عليه بالإعدام لقتله اثنين من تجار المخدرات، عثر على جثة أحدهما عام 2005، وعثر على الآخر قبل ذلك بثلاث سنوات مقطعًا بعد أن اختطفه سكوت وقتله.
عانى من قلق انتظار الموت بعد تأجيل إعدامه مرات عديدة ولأسباب مختلفة، تأجل إعدام سكوت البالغ من العمر 48 عامًا عدة مرات، ما أدى به للقيام بعدة محاولات انتحار بسبب قلقه الدائم من الإعدام.
وانهارت أعصاب سكوت، ولم يكن قادرًا على الوقوف عندما تم تأجيل إعدامه بحقنة قاتلة للمرة الثانية عام 2017.
وكتب المنتحر سكوت في مذكراته: «لا أستطيع المشي خمس ياردات دون أن يقال لي ما أفعل وإلى أين أذهب. 48 غرفة سجن لـ48 شخصًا محكومين بالإعدام، على العيش معهم والتحدث عن تفاصيل الاغتصاب».
أعلن قبل انتحاره أنه يفضل الانتحار على قضاء سنوات أخرى في السجن، وصرح سكوت مرارًا وتكرارًا بأنه يفضل الانتحار على قضاء السنوات في السجن. حتى أنه بعث رسالة إلى قاضي الولاية ذكر فيها: «لقد أوضحت أنني أريد أن أعدم.. حتى لو كانت المعانة حتمية. افعلوا ذلك وحسب».
كما جاء في مذكراته: «عندما تقرأون هذا، سأكون في عداد الأموات. سيقول البعض إنني شجاع، والبعض الآخر سينعتني بالجبان. وخلافًا لي، هناك أشخاص في الزنزانة يتشبثون بأسنانهم وأظافرهم بالحياة. أحد المسنين هنا منذ عام 1979».
كلماته الأخيرة
وفي نهاية المطاف، تمكن سكوت من الانتحار بعد أن ترك رسالة أخيرة سجلها صوتيًا، اعترف فيها بأن «حياته لا تستحق شيئًا».
وقال أحد الأشخاص المقربين من سكوت، إن سكوت سمع بأن هناك تسريبات تتحدث عن قرار إلغاء الحاكم قرارات الإعدام في المنطقة، وبعد يومين من هذا الحديث قام سكوت بالانتحار، خوفًا من بقائه أكثر في السجن.
