التسوق مع الشريك في شارع الحب بالدمام

التسوق مع الشريك في شارع الحب بالدمام
طول شارع الحب يبلغ 300 متر، وعرضه 15 مترًا
لقطة لشارع الحب، أو سوق العاشقين كما يسمِّيه أهالي مدينة الدمام
شارع الحب يمتاز بحضور عشرات الدكاكين الصغيرة المتلاصقة والمحال التجارية التي تبيع الذهب والعطور والملابس النسائية
السوق تشهد ازدحامًا خلال الأعياد والمناسبات
شارع الحب يعرف اهتمام الصحافيين
الشارع كما يبدو زمن السبعينيات
8 صور

شارع الحب (أو سوق العاشقين) كما يسمِّيه أهالي مدينة الدمام في المنطقة الشرقية، عبارة عن السوق النسائيَّة الأولى التي شُيّدت قبل 75 سنة، على مساحة بطول يصل إلى 300 متر، وعرض 15 مترًا. وتصطفُّ على جانبي الشارع عشرات الدكاكين الصغيرة المتلاصقة والمحال التجارية التي تبيع الذهب والعطور والملابس النسائيَّة، ما جعله مقصد النساء لشراء حاجاتهنّ ومتطلباتهنّ في الأعياد والمناسبات الاجتماعيَّة والأعراس، وأيضًا الرجال.

"سيدتي. نت" يجول في السوق، ويلتقي عددًا من باعتها، بالإضافة إلى بعض المتسوِّقين الذين لا يزالوا يحتفظون ببعض الذكريات الجميلة التي تتعلَّق بنشأتها.

يرجع زهير بوحليقة سبب تسمية الشارع بهذا الاسم إلى شاب كان يسكن في الحيِّ المجاور للشارع، وقد تأثَّر بأحداث قصَّة الفيلم المصري «شارع الحب» للراحلين عبد الحليم حافظ وصباح، فقام بإطلاق المسمَّى على الشارع. وهناك سبب آخر حسبه، وهو أنَّ معظم العرسان، قبل إتمام مراسم الزواج، كانوا يأتون إلى الشارع لشراء الملابس والذهب والمجوهرات، إلى جانب فساتين الزفاف، الأمر الذي لعب دورًا بارزًا في التسمية. وهناك فئة تربط التسمية بخليط الرجال والنساء الذي يقصده مساء الخميس (والجمعة) خصوصًا، فكان من الطبيعي أن يأخذ وصف الحب طريقًا إليه كاسم.


البائعة هدى البوعنيين (61 سنة) تذكر بدورها أنَّ شهرة الشارع تتعدَّى حدود مدينة الدمام إلى مناطق سعودية أخرى، وتقول في هذا الإطار: «لقد استغلّ الشعراء، وتحديدًا في أواخر السبعينيات الهجرية هذه الشهرة، حيث كانوا يستحضرون باسم الشارع بعض قصائدهم ومؤلفاتهم، وكذا المغنون الذين تغنوا أيضًا به في بعض الأغاني الشعبيَّة، حيث كانوا يدندنون فيها عن قصص الحب والمعاكسات النسائية، وحالة الشبان المراهقين عندما كانوا يتردَّدون على الشارع في أوقات فراغهم. ولذا، كان الشارع ولمَّا يزل يحتفظ باسمه الذي عرفه الناس، على الرغم من أنَّ المكان تحوَّل إلى سوق».
وتضيف البوعنيين أنَّ السوق لا تزال الوجهة الأولى للنساء، خصوصًا المسنَّات اللاتي كُنّ يترددن عليها قبل عشرين سنة، لافتة أنَّ زبائن هذه السوق من مدينة الدمام وخارجها، وأيضًا العاملات في الشركات الأجنبية في الماضي، سواء في "أرامكو" أو المستشفيات، وتحديدًا في منتصف التسعينيات الهجرية، وكن ينظِّمن زيارة أسبوعية إلى السوق، وتحديدًا عصر كل خميس أو جمعة.



البائع عبداللطيف النمر (70 سنة) أمضى قرابة 5 عقود وهو يبيع الذهب في دكَّانه الذي يقع في أحد أروقة الشارع. ويشرح النمر لـ«سيدتي. نت" أنَّ «نشأة السوق كانت مع تكوّن النسيج الاجتماعي للمدينة، وذلك في بداية الخمسينيات الهجرية، وكان الشارع حينئذ يُعرف باسم شارع 18، ولكن مع مطلع الستينيات الهجرية، تغيَّر اسمه، فأمسى جيل الأربعينيات يعرفه   باسم «شارع الحب»، على الرغم من أنَّ سجلات أمانة الشرقية وخرائطها ومعلوماتها حاليًّا تعرَّفه بالمنطقة المركزيَّة».