في بريطانيا: ولادة طفل بلا دماغ تثير حيرة الأطباء

2 صور

كثيرة هي الحالات الطبية النادرة والغريبة التي يولد بها الأطفال، والتي تكون سببًا في عدم بقائهم على قيد الحياة، وهذه الحالات ليست بنفس درجة الغرابة أو الخطورة بل تختلف فيما بينها، إلا أنّ أكثرها غرابة هي أن يولد الطفل بدون دماغ، وهذا بالفعل ما حدث لطفل بريطاني يدعى "نوح"، وكان الأطباء قد طلبوا من الأم الحامل خمس مرات أن تجهض نفسها؛ لأنّ الجنين الذي تحمله في بطنها يعاني من خلل يتمثل بعدم وجود دماغ له إلا أنها رفضت. واستمرت الأم "شيلي وول" بموافقة زوجها في الحمل إلى أن وضعت ذكرًا بلا دماغ، بحسب ما ذكرت صحيفة ذي صن البريطانية.

وكانت هذه القصة قد حدثت قبل 6 سنوات، أي أن الطفل "نوح" أصبح عمره الآن 6 سنوات، بحسب سكاي نيوز.

وموطن الغرابة والإعجاز في هذه القصة التي حيرت العلماء والأطباء هو أنّ دماغ نوح بدأ يكبر، رغم أنهم حذروا الوالدين من أنه لا توجد فرصة للطفل لأن يعيش لكنه فاق كل التوقعات العلمية والطبية. فعندما كان جنينًا كان حجم كتلته الدماغية لا يتعدى 2 في المئة من حجم الكتلة الدماغية لأي جنين في عمره.

لكن عندما أصبح في الثالثة من عمره تم إجراء مسح وتصوير للدماغ، وهنا كانت المفاجأة إذ إنّ دماغه كان ينمو ويكبر معه، وأصبح حجم الكتلة الدماغية 80 في المئة.

ويعتقد بعض الأطباء أنّ الدماغ توزع على مساحة صغيرة داخل الجمجمة، وأنه بعد أن استقر وضع الطفل "نوح" عاد لينمو في مكانه الطبيعي.

بدوره قال والد الطفل إنّ الأطباء اعتقدوا في البداية أيضًا أنه ابنه سيعاني من اختلال عقلي وإعاقة حادة نظرًا لعدم وجود دماغ له، لكنه الآن ذكي وطبيعي، كما أخبره الأطباء بأنّ ابنه لن يتمكن من الكلام ولن يكون بمقدوره أن يسمع أو يأكل، لكنه الآن يقوم بكل ذلك.

وبين والد الطفل بأنه ونظرًا لأنه وزوجته كانا كبيرين في السن أصرا على عدم الإجهاض، مشيرًا إلى أنّ الأزواج صغار السن عادة ما يستمعون لنصائح الأطباء وبالتالي ربما كانوا قد أجهضوا في مثل هذه الحالات.

أما الأم "شيلي" فتعود بها الذاكرة إلى لحظة ولادته، حيث قالت بأنهم وضعوا عليه ملاحظة للمرضين والأطباء تقول "لا تقوموا بإنعاشه".

واهتم الوالدان بحالة ابنهما إلى حد أنهما اصطحباه إلى أستراليا حيث ألحق بمركز طبي لتدريب الدماغ، وهناك تعلم الجلوس من دون مساعدة. ويريد "نوح" الآن أن يتعلم المشي ومواصلة تعلم التزلج على الماء وعلى الجليد.
كما يتعلم الآن في مركز لعلاج الأعصاب؛ حيث يحصل على تدريب وتمرين يجمع بين التدريب الإدراكي والعلاج الطبيعي.

وشدد الوالدان على أنّ الأمر يتعلق بقدرة الدماغ على النمو أو تصويب الخلل في الجهاز العصبي. أما الأطباء البريطانيون الذين عرفوا بحالته عند الولادة قالوا إنّ الأمر حاليًّا "خارق للطبيعة".

وأرسلت العائلة صورًا ورسائل إلكترونية إلى أولئك الأطباء حول تطور وضع نوح، وخلال أعياد الميلاد قام الطفل بزيارتهم.